
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا غـابَ بَـدْرُ دُجًـى منكم ولا غربا
إلاَّ وأَشــْرقَ بــدرٌ كــانَ مُحتجبــا
لا ينـزع اللـه مجـداً كـانَ مُعطيَـه
آل النـــبيّ ولا فضـــلاً ولا أدبــا
الكاشـفون ظلام الخطـب مـا برحـوا
بيـض الوجـوه وإنْ صالوا فبيض ظبا
مـن كـلّ أَبلَـجَ يزهـو بهجـةً وسـناً
تخــاله بضــياء الصــُّبح منتقبـا
قد أنفَقوا في سبيل الله ما ملكوا
واستَسـْهلوا فـي طِلاب العزّ ما صَعبا
هـم الجبـال اشـمخرَّتْ رفعـةً وعُلًـى
هــم الجبـال وأَمَّـا غيرهـم فربـا
أبنــاء جــدٍّ فمـا تـدنو نفوسـهُم
مــن الدنيَّــة لا جــدًّا ولا لعبــا
عـارون مـن كـلّ مـا يـزري ملابسـه
يكسـوهم الحُسـن أبـراداً لهم قُشُبا
ومُنْيَــةً قــد حثَثْناهــا فتحسـبها
نجائبــاً لا وجًــى تشـكو ولا لغبـا
إلــى علــيٍّ علـيِّ القـدر مرجعهـا
نقيـبُ أَشـرافٍ غـرّ السـَّادة النُّجبا
الـواهب المـال جمًّـا غيـر مكـترثٍ
والمسـتقلّ مـع الإِكثـار مـا وهبـا
يريـك وفـر العطايـا مـن مكـارمه
يـوم النـوال وإنْ عـاديتَه العطبا
قـد شـرَّف اللـه فرعـاً للنـبيّ سما
إلـى السـَّماء إلى أنْ طاولَ الشُّهبا
لِـمْ لَـمْ يُشرَّف على الدُّنيا بأجمعها
مـن كـانَ أشـرف هذي الكائنات إبا
هـذا هـو المُجـد مجـدٌ غيـر مكتسب
وإنَّمــا هــو ميــراثٌ أبـاً فأبـا
مـن راح يحكيهـم بيـن الورى نشباً
فليـس يحكيهـم بيـن الـورى نسـبا
أنتُـم رؤوس بنـي الـدُّنيا وسادتها
إنْ عُــدَّ رأسُ سـواكم لاغتـدى ذنبـا
لكــم خــوارق عـادات مـتى ظهـرت
علـى العـوالم كـادتْ تخرق الحجبا
رقَّــتْ شــمائِلُكَ اللاّتـي تـرقُّ لنـا
حتَّــى كأَنَّــك مخلــوق نسـيم صـبا
وفيـك والـدَّهر يخشـى مـن حـوادثه
ويرتجــى رهبــاً إذ ذاك أو رغبـا
صــلابةٌ قــطّ مــا لانــتْ لحادثــةٍ
وقـد تليـن خطـوب الـدَّهر ما صلبا
وعزمـةٍ مثـل ورْي الزّنـد لـو لمست
مَوْجـاً مـن اليـمّ أضـحى موجه لهبا
تجنَّـب البخـل بـالطَّبع الكريم كما
تجنَّـب الهجـر والفحشـاء واجتنبـا
فنــال مـا نـالَ آبـاءٌ لـه سـلفت
نـدبٌ إلـى الشَّرف الأَعلى قد انتدبا
إنْ كـانَ آبـاؤه بـالجود قد ذهَبوا
فقـد أعـاد بهـذا الجـود ما ذهَبا
فــانظر لأيـديه إنْ جـادتْ أنـامله
بالصـيّب الهامـل الهامي ترى عجبا
أيـنَ الكـواكبُ من تلك المناقب إذ
تزهـو كمـا زَهَـتْ بـالقطر زهر رُبا
تلـك المزايا كنظم العقد لو تُلِيَتْ
علـى الرَّواسـي لهـزَّت عطفهـا طَرَبا
يرضـى العلاء مـتى يرضـى علـى أحدٍ
ويغضـب الـدَّهر أحيانـاً إذا غضـبا
قــد بلَّغـت نعـم العـافين أنعمـه
فلــم تـدعْ لهُـمُ فـي غيـره إرَبـا
يقــول نــائلُه الــوافي لوافـده
قـد فـازَ جـالب آمـالي بمـا جلبا
أكــرِمْ بســيّد قــومٍ لا يـزال لـه
مكــارمٌ تركــت مـا حـاز منتهبـا
نَــوْءُ الســَّحائب منهـلٌّ علـى يـده
فلا فقــدنا بـه الأَنـواء والسـُّحبا
الكاسـب الحمـد فـي جود وبذل ندًى
يـرى لكـل امرئٍ في الدَّهر ما كسبا
نهــزُّ غصــناً رطيبــاً كــلّ آونـةٍ
يسـاقط الـذَّهب الإِبريـز لا الرّطبـا
فمــا وجــدتُ إلــى أيَّـامه سـبباً
إلاَّ وجـدتُ إلـى نيـل الغنـى سـببا
وحبَّــذا القـرم فـي أيَّـام دولتـه
حَلَبْــتُ ضـرع مـرام قـطُّ مـا حلبـا
بمثلــه كــانت الأَيَّــام توعــدنا
فحـانَ ميعـاد ذاك الوعـد واقتربا
حتَّــى أجــابته إذ نــادى مـآربه
بمنصــب لــو دعــاه غيــره لأبـى
موفَّـق للمعـالي مـا ابتغـى طلبـاً
إلاَّ وأدرك بــالتَّوفيق مــا طلبــا
ســبَّاق غايــات قـومٍ لا لحـاق لـه
وكـم جـرى إثـره مـن سـابقٌ فكـبى
مـذْ كنـتَ أَنْـتَ نقيبـاً سـيِّداً سنداً
أوْضـَحتَ آثـار تلـك السَّادة النُّقبا
أَضـْحكتَ بعـد بكـاء المجـد طلعتـه
وقـد تبسـَّم مجـدٌ بعـد مـا انتحـب
أحيَيْـتَ مـا مـاتَ مـن فضلٍ ومن أدبٍ
فلتفتخـر فـي معـاني مـدحك الأدبا
يـا آل بيـت رسـول اللـه إنَّ لكـم
علـيَّ فضـلاً حبـاني الجـاه والنشبا
وأيــدياً أوْجَبــتْ شــكري لأنعمهـا
فـاليوم أقضي لكم بالمدح ما وجبا
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).