
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَحَـوْتَ بسـَيف سـَطوتك الفَسادا
بحكْـمٍ قَـد أَرَحْـتَ به العبادا
دَخَلْـتَ البصـرة الفيحاءَ صُبحاً
ونــارُ الشـّرِّ تَتَّقِـدُ اتّقـادا
وقـد عَبَثَـتْ يـدُ الأَشرار فيها
وطــالَ فسـادهم فيهـا وزادا
لقـد حَكَمَـتْ بهـا جُهَّـال قـومٍ
يَــرَوْنَ الغـيَّ يـومئذٍ رشـادا
عَمُـوا عمَّـا بَصـُرْتَ بـه وصَمُّوا
فمـا بلغوا بما صنعوا مرادا
فلـو عُـرِضَ الصَّوابُ إذَنْ عليهم
بحــالٍ أَعْرَضـوا عنـه عنـادا
وهـل تثِـقُ النفـوسُ بعين راءٍ
يـرى لـونَ البياض بها سوادا
تفـاوَتَتِ العُقـول بمـا نـراه
مَــداركُها قياســاً واطّـرادا
ومـن حـقّ الرّئاسـة أنْ نراها
لأَورى النَّـاس إنْ قَـدَحَتْ زنادا
وأَعلاهــا لــدى الآراء رأيـاً
وأرفعهــا وأطولهــا عمـادا
خطــوبٌ مـا مضـى منهـنَّ خطـبٌ
بطـــارقِ ليلــةٍ إلاَّ وعــادا
وكـم هَـدَرَتْ دمـاءٌ مـن أُنـاسٍ
وأمــوالٌ لهـم نَفِـدَت نفـادا
بحيــثُ الأَشـقياء استضـعفتهم
وَقـدْ طـال الشـقا وقد تمادى
ولمَّــا سـاءَت الأَحـوال فيهـم
ولا نَفَــعَ الحِفـاظُ ولا أفـادا
ولــم يُـرَ مَـنْ يُسـَدُّ بـه خِلالٌ
إذا مـا أَعْـوَزَ الأَمر السدادا
وبـاتَ النَّـاس فـي وَجَـلٍ عظيم
يُريـعُ السـَّمعَ منـه والفؤادا
دُعيـتَ لكشـفِ هـذا الضرّ عنها
ولا يُــدعى ســواك ولا يُنـادى
ومنــذُ قَـدِمْتَ مـدعوًّا إليهـا
أَرَحْـتَ بمـا قَدِمْتَ به العبادا
عَلِمْنـــا أنَّ رأيَــك فلْســفيٌّ
وأنَّـك تَكشـِفُ الكُـرَبَ الشدادا
وتَنْظُـرُ بالفَراسـة مِـن يقيـنٍ
فَتَنْتَقِـدُ الرِّجالَ بها انتقادا
ومـا قَلَّـدتهم بـالرأي منهـم
وَلَـمْ تحكُـم لهـم إلاَّ اجتهادا
لقــد أَخمـدْتَ نيرانـاً تَلَظَّـى
وتلـك النـار قد أمستْ رمادا
وقَــرَّتْ أعيُــنٌ لــولاك بـاتَتْ
علـى وَجَـلٍ ولـم تذق الرقادا
جُزِيتُــم آل راشــد كـلَّ خيـرٍ
ففيكُـمْ تعـرِفُ النَّاس الرشادا
لكم صَدْرُ الرئاسة في المعالي
وأَنتُـمْ في بني العليا فُرادى
تـدين لـك الأَقاصـي والأَدانـي
وتنقـادُ الأُمـور لـك انقيادا
وقُــدْتَ صــِعابها ذُلُلاً وكـانتْ
علـى الأَيَّـام تـأبى أنْ تقادا
لقـد فـازَ المشيرُ بك اتّكالاً
عَلَيْـك بمـا يُؤَمّـل واعتمـادا
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).