
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كلهــم فــي الهَـوى يُزَيِّـنُ دينَـه
أَلــفُ مُفــتٍ وَمالِــكٌ بِالمَــدِينَه
جَهِلــوا لُجَّــةَ البِحــارِ وَمَســرى
ريحُهــا وَاِدَّعـوا قيـادَ السـَفينه
كـادَ يَهـوي بِهـا إِلى القاع فَوضى
مِــن دَعـاوى الجَهالَـةِ المَـأفونه
نَجِّهـــا رَبِّ إِنَّنــا قَــد جَعَلنــا
كُــلَّ فَـنٍّ فـي غَيـرِ مَـن يُحسـنونه
كُــلُّ مَــن صــاحَ بِـالنُبُوَّةِ فِينـا
قـــامَ أَوسٌ وَخَـــزرَجٌ يَنصـــُرونَه
فَتنـــوهُ عَـــن نَفســِهِ فَتَعــالى
وَاِدَّعــى خَلــقَ عصــبةٍ يَخلُقــونَه
مَلَئُوا رَأســَهُ مِــن الــوَهمِ حَتّـى
ظَــنَّ إِثمــاً أَنّ النُبــوّةَ دونَــه
وَلَـــهُ المُعجِــزاتُ وَجــهٌ صــَفيقٌ
يُعجِــزُ الصــخرَ أَن يَكـونَ قَرينَـه
غـاضَ مـاءُ الحَيـاءِ مِن وَجهِهِ الصُل
بِ فَلا يَكســـِرُ الحَديـــد مــتينَه
يَتَلَقّــى وَحــيَ الســماجَةِ وَالحُـم
قِ وَيُـــوحي لِعُصـــبَةٍ يَتبَعـــونَه
ولَـــدَيهِ آيٌ مِـــن العِــيِّ إِن را
مَ حَــديثاً لَــم يَســتَطع تَـبيينَه
مُعجِـــزاتُ النــبي علــمٌ وَهَــذا
مُعجِـــزٌ بِالجَهالَـــةِ المَفتــونَه
لَيــسَ ذنــبُ الــدعِيِّ هَـذا وَلَكـن
ذنــبُ شــَعبٍ بِــالزُور يَمتَـدِحونَه
كُـــلَّ يَـــومٍ يُكرِّمـــون دَعيّـــا
كـانَ عَـدل الجَـزاءِ لَـو يَرجمـونَه
كُلَّمــا أَرســَلَ الحمــارُ نَهيقــاً
ظَــنَّ أَهــلَ الســماءِ يَســتَمِعونَه
وَيَخــالُ الســبع السـَمواتِ نَشـوى
مِــن فُيوضــاتِ جَهلِــهِ وَالرُعـونَه
قَـد تَفَشـّى التَمـويهُ فـي مصرَ حَتّى
تَحســبُ الزَهــرَ موهــوا تَزيينَـه
وَمَحـــا الادِّعـــاءُ كُـــلَّ يَقيــنٍ
فَشـَكَكنا فـي الشـَمسِ وَهـيَ مُـبينَه
فاِســتَمع لِلغِنــاءِ تَسـمَع صـِياحاً
كَخُــوارِ الثِيــرانِ لَــو يَصـِفونَه
إِن تَغنّــوا بِــالحُبِّ عــاد سـُلوّاً
يُزعِجــون الهَــوى بِمـا يُسـمِعونَه
كُــلُّ آهٍ تَمحـو مِـن القَلـبِ ذِكـرى
وُتُميــت الهَــوى وَمَــن يَعشـَقونَه
نَغَمــاتٌ مــا بَيــنَ غَــربٍ وَعُـربٍ
لَيــسَ يُــدرى أَحــرّةٌ أَم هَجينَــه
وَأَغــانٍ مَجنونَــةٌ فــي المَعـاني
لَفَّقَتهــــا صــــِياغَةٌ مَجنـــونَه
وَلَيــالٍ تَضــجُّ مِنهــا اللَيــالي
تَــدعُ اللَيــلَ لا يَــذوقُ ســُكونَه
تَتَمَنّـى الأَوتـارُ لَـو أَنَّهـا أَمسـَت
ســِياطاً تَشـوي الوُجـوهَ الثَخينَـه
إِن مَلِلــتُ الصـِياحَ قـالوا فَقَـدِّر
فنَّــهُ قُلــتُ قَــد مَلِلــتُ فُنـونَه
إِن أَصـَبنا اللُحـونَ نَفقِـدهُ صـَوتاً
أَو أَصــَبنا صـَوتاً فَقَـدنا لحـونَه
وَالَّـــذي حَيَّـــرَ العُقــولَ مُغَــنٍ
قَــد خَلا مِنهُمــا وَهُــم يُطرونَــه
وَدَعـىٍّ فـي الـدينِ وَالـدينُ يَشـكو
فَعَلاتٍ كَـــالكُفرِ مِنـــهُ لعينَـــه
نالَ ما يَشتَهي مِن الجاهِ باسم الد
ديــن زُوراً فـي الأُمّـةِ المسـكينَه
هُــوَ فيهــم كَالـذئبِ بَيـنَ دَجـاجٍ
أَو شـِياهٍ يَختـارُ مِنهـا السـمينَه
فَقَــد الـدينَ وَاليَقيـنَ وَصـارَ ال
مــالُ وَالجــاهُ دِينَــهُ وَيَقينَــه
تَخِـــذَ الإِفــكَ وَالتَمَلُّــقَ دينــاً
فَجَميـعُ الأَديـانِ تَلعَـنُ مـا دينَـه
وَلَكَــم يـدَّعون عطفـاً علـى البـؤ
سِ وباســمِ الفقيـرِ مـا يَجمَعـونَه
وَلَكَــم بــائِسٍ يَـرى الجُـوعُ مِنـه
جَســـَداً لا تكـــادُ أَن تَســتَبينَه
وَعُضـــالُ الأَســـقامِ أَذواهُ حَتّــى
لا تُحــــسَّ الأُســـاةُ إِلا أَنينَـــه
كَبَقايـا الجُـدرانِ لَـم يَـدَعِ الزل
زالُ مِنهـــا إِلا رُســوماً حَزينَــه
راحَ يَبغــي عَلـى السـَقام مُعينـاً
فَـــأَبَت دُورُ طبِّهـــم أَن تُعينَــه
طَـــرَدوهُ عَنهــا وَقَــد شــَيَّدوها
باسـم عـانٍ قَـد أَعـوَزته المَعونَه
وَأُلـــوفُ الأُلــوفِ تُنفَــقُ فيهــا
وَلِغَيـــر الإِلَــه مــا يُنفِقــونَه
مِـــن طَعـــامٍ وَمِــن دَواءٍ وَطِــبٍّ
لِــذَوي الجـاهِ وَالغِنـى يَبـذُلونَه
وَليَمُــت فــي البِلاد كُــلُّ فَقيــرٍ
فَهـــوَ كَـــلٌّ عَلَيهـــمُ وَمــؤُونَه
وَتَعــالوا إِلـى الـدَواوينِ إِن ال
حـالَ فيهـا يُذرى الدموعَ السَخينَه
كُــلُّ شــَيءٍ فـي جَوِّهـا بَيـنَ جَهـلٍ
ســــائِدٍ أَو كِفايَـــةٍ مَغبـــونَه
كَـم رَئيـسٍ لَـولا القَـوانينُ تحمـي
جَهلَـــهُ كـــانَ طَــردُهُ قــانونَه
ذُو جُنـــونٍ وَزاد فيـــهِ جُنونــاً
أَن يَـرى ذا الحِجـا يُطيـعُ جنـونَه
أيُّ شـعبٍ يُعطـي علـى الظلـمِ أجراً
غيــر مصــرٍ ومَـن طغـى يَرفَعـونَه
وَمَــتى تُضــمَنُ العَدالــةُ وَالظـا
لِـــمُ فيهــا أَرزاقُــهُ مَضــمونَه
غَلــب المــدَّعون فـي الفَـنِّ حَتّـى
أخرَســوا بِالصـياحِ مَـن يُتقنـونَه
كَـــدَّرُوا وِردَهُ الشـــَهيَّ فَعــافت
هُ أُبـــاةُ النُفـــوسِ لا يرِدُونَــه
كُــلُّ فَــنٍّ فــي مصــرَ عــادَ طِلاءً
فَــأَخُو العَقـلِ مَـن يُسـيءُ ظُنـونَه
كُــلُّ يَــومٍ فيهــا نشــيِّعُ فَنّــاً
هالِكـــاً لا يُحِــسُّ مَــن يَبكــونَه
عظَّـمَ اللَـهُ أَجرَكُـم فـي حَيـاةِ ال
عِلــمِ لاقَــى بِالأَدعيــاءِ مَنُــونَه
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.