
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اليَــوم تُبعَــثُ مِـن أَجـداثِها العـربُ
وَيَزدَهـــي مِثــلَ ماضــِي عَهــدِهِ الأَدَبُ
وَتُشــرِقُ الشـَمسُ فـي البَيـداءِ صـافيَةً
مِـن بَعـدِ مـا طَمَسـَت أَنوارَهـا السـُحُبُ
نَجــدُ الجَزيــرة وَالأَغــوارُ فـي جَـذَلٍ
قَــد اِســتَخَفَّتهما الســَرّاءُ وَالطَــرَبُ
ســَرى إِلــى قَفرِهــا بُــوقٌ يُبَشــِّرُها
كَـــأَنَّهُ بـــارِقٌ بِـــالغَيثِ يَنســـَكِبُ
هَشـَّت لَـهُ فـي ثَـرى البَيـداءِ أَعظمهـم
وَكــادَ يُســمَع مِنهـا الشـعرُ وَالخُطَـبُ
تِلــكَ القِفـارُ تَراهـا اليَـومَ مُجدِبَـةً
وَكــانَ لِلفــنِّ فيهـا المَرتَـعُ الخَصـِبُ
رَوضُ البَيــانِ بِهـا كَـم كـانَ مُزدَهِـراً
شــَدوُ البَلابِــلِ فــي أَفنــانِهِ عَجَــبُ
كَــم أَشـرَقَت فـي نَـواحي أُفقِهـا شـُهُبٌ
ســَرَت عَلــى ضـوئِها الأجيـالُ وَالحِقَـبُ
كَــم أَهـدَتِ البِيـدُ لِلـدُنيا حَضـارَتَها
صــَريحَةً لَــم يَشــُبها الغـشُّ وَالكَـذِبُ
حَضـــارَةٌ رفَـــعَ الفُرقــانُ ذروتَهــا
أَساســُها وَحــدةُ الإِنســانِ لا الغَلَــبُ
لَـــو اِســتَظَلَّ بِضــافي ظِلِّهــا أُمَــمٌ
في الأَرضِ ما اِختَصَموا يَوماً وَلا اِحتَرَبُوا
طَغــى العقــوقُ وَغَـدرُ الأَقربيـنَ عَلـى
هَــذا التُــراثِ فَأَضــحى وَهـوَ ينتَهِـبُ
بــاعُوا اللآلــئَ كَالأَصــدافِ مِـن سـَفَهٍ
وَعُـذرُهُم أَنَّهُـم فـي الغَـوصِ مـا تَعِبُوا
لَــولا يَـدٌ مِـن أَبـي الفـاروقِ سـابِغَةٌ
فـي اللَـهِ وَالحَـقِّ مـا تُسـدي وَما تَهَبُ
أَســدى إِلــى لُغَــةِ الفُرقـانِ مَكرُمَـةً
لَيســَت تَفـي شـُكرَها الأَسـفارُ وَالكُتُـبُ
بِــالأَمسِ حــاطَ كِتـابَ اللَـهِ مِـن عَبَـثٍ
وَاليَـومَ يُسـدي إِلـى الفُصـحى وَيَحتَسـِبُ
وَكَـــم أَيـــادٍ عَلــى الآدابِ شــاهِدَة
بِـــأَنَّ مصـــرَ إِلــى آمالِهــا تَثِــبُ
يُعينُـــهُ عَبقَـــريُّ الـــذهنِ مُحتَمِــلٌ
عِبـــءَ المَعـــارِفِ نَهّــاضٌ بِهــا دَرِبُ
عيســى ســَمِيُّك أَحيــا المَيـتَ مُعجِـزَةً
وَأَنــتَ تَفعَــلُ مـا تَحيـا بِـهِ العَـرَبُ
فَــاليَومَ تَخلَــعُ أَكفـانَ البِلـى لُغَـةٌ
قَــد أُلبِســتها وَأَثـوابُ الصـِبا قُشـُبُ
كَــم حــاوَلَت عصــبةٌ إِطفـاءَ جَـذوَتِها
وَنارُهــا فــي رَمــادِ الغَبـنِ تَلتَهِـبُ
لَــم يَـبرَحُوا سـاحِلَ اللُّجِّـي وَاِتَّهمُـوا
وَفـي القَـرار يَـتيمُ الـدر لَـو طَلَبوا
لا يَخجَلــونَ حَيــاءً إِن همُــو لَحَنــوا
فيهــا وَفيمـا سـواها اللَحـن يُجتَنـبُ
مــا قصــَّرَت لُغَـةُ الفُرقـانِ عَـن غَـرَضٍ
وَلَــم يُــؤدِّ ســِواها كُــلَّ مــا يَجـبُ
كَــم فــي مَعاجِمهـا مِـن طُرفَـةٍ عَجَـزَت
عَنهـا لُغـاتُ الـوَرى لَـو تُكشـَفُ الحُجُبُ
وَكَــم ثَــرى فــي تُـرابِ الأَرضِ تَحقِـرُه
وَفــي ثَنايــاهُ لَــو فَتَّشــتَه الـذَهَبُ
قُــل لِلـوَزير بَقـاءُ الخَيـرِ فـي عَمَـلٍ
بِالعـــاملين فَقـــدِّر حيــنَ تَنتَخِــبُ
لا يَخـــــدَعنَّكُم جـــــاهٌ وَلا لَقَــــبٌ
فَكَــم أَضــاعَ عَلَينـا الجـاهُ وَاللَقَـبُ
لا يُعجِبَنَّكُـــم فـــي الحَشــد كَــثرتُهُ
قَـد يَفعَـلُ الفَـردُ مـا لا تَفعَـلُ العُصَبُ
وَلا تَكُـــن شــُهرةُ الأَســماءِ رائِدَكُــم
رُبَّ اِشـــتِهارٍ بِمَحــضِ الحَــظِّ مُكتَســَبُ
وَقَــد بَلَونــا أُناســاً طــارَ صـِيتُهُمُ
فَلَــم نَجــد غَيــرَ قَــومٍ جِـدُّهُم لَعِـبُ
قَـد حَيَّـروا النـاسَ مـاذا يَصنَعونَ لَهُم
إِن يُطلَبـوا هَرَبُـوا أَو يُـترَكوا غَضِبوا
كِلُــوا الأُمــورَ إِلــى قَــومٍ ذَوي دَأَبٍ
لا يَفتُــــرون وَلا يُــــوهِيهمُ نَصــــَبُ
مُستَرشـــِدين بِـــذَوقٍ فــي بحوثهمُــو
مَـن يَفقِـد الـذَوقَ لَـم يَنهَض بِهِ الدَأَبُ
وَالاجتِهـــادُ بِغَيــرِ الــذَوقِ مَضــيَعةٌ
ذُو الجهـد إِن لَـم يُعِنـهُ الذَوقُ مُحتَطِبُ
وَهَيئوا لِعَظيــــم الأَمــــرِ عُــــدَّتَه
مِـــن الكُفــاةِ وَلا تَغرُركــمُ الرُتَــبُ
حَمَّلــتَ مصــرَ لِــواءَ الشــَرقِ قاطِبَـةً
فَالشــَرقُ مِــن حَولِهـا يَرجـو وَيَرتَقِـبُ
تَقَطَّعَـــت قَبلَــكَ الأَرحــامُ وَاِبتَعَــدَت
وَاليَـومَ فـي المجمـعِ المصـريِّ تَقتَـرِبُ
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.