
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَســَلني عَــن صـاحِبي وَنَصـيري
لَـم أَجد لي في الدَهر غَيرَ ضَميري
صـــاحِبٌ أَمـــرُه لَـــدَيَّ مُطــاعٌ
يــا لَــهُ مِــن مُصــاحِبٍ وَأَميـرِ
هُـوَ صـَوتُ السـَماءِ فـي عالَمِ الأَر
ضِ وَرُوحٌ مِــن اللَطيــفِ الخَــبيرِ
وَشـــُعاعٌ تَـــذوبُ تَحــتَ ســَناهُ
خُــدَعُ العَيــشِ مِــن رِيـاء وَزُورِ
هُـوَ سـرٌّ يَحـارُ فـي كُنهِـهِ اللُـب
بُ وَتَعيــا بِــهِ قُــوى التَفكيـرِ
مَبلَــغُ العِلــم أَنَّــهُ رُوحُ خَيـرٍ
بــاطِنُ الشــَخصِ ظـاهِرُ التَـأثيرِ
كُــلُّ حَــيٍّ عَلَيــهِ مِنــهُ رَقيــبٌ
حَــلَّ مِــن قَلبِـهِ مَكـانَ الشـُعورِ
حَـلَّ حَيـثُ الأَهـواءُ تَنزُو إِلى الإِث
مِ وَتَهفــو إِلـى مَهـاوي الشـُرورِ
جامِحـاتٍ أَعيَـت عَلـى الدين كَبحاً
رَغــم إِنــذارِها بِسـوءِ المَصـيرِ
ثُـم صـاحَ الضـَميرُ فيهـا نَـذِيراً
فَأَصــاخَت إِلــى صــِياح النَـذيرِ
هُـــوَ رُوحٌ مِـــن المَلائِكِ يَســمو
بســليلِ الثَــرى لِعــالم نــورِ
قــد تَــوَلَّت بالأنبيــاءِ عصــورٌ
وَهـوَ بـاقٍ عَلـى تَـوالي العُصـورِ
حافِظـاً فـي الزَمـانِ مـا خَلَّفـوه
قائِمــاً فـي الصـَدورِ بِالتَـذكيرِ
حـامِلاً مِـن شـَرائِعِ الخَيـرِ كُتبـاً
قُدِّســـَت مِـــن صــَحائِفٍ وَســُطورِ
لَيـسَ يَعفُـو عَـن الهنـاتِ وَإِن ها
نَـت مُلـحٌّ فـي اللَـومِ وَالتَعـذيرِ
هُــوَ إِن شــئتَ كــانَ جنـةَ خُلـدٍ
وَإِذا شــِئتَ كــانَ نـارَ السـَعيرِ
عاجـلُ الشـَرِّ وَهـوَ يَـأمُرُ بِـالخَي
رِ قَـديرٌ لَـم يَعـفُ عَفـوَ القَـديرِ
فَتَحصــَّن مــا شـئتَ مِنـهُ فَلا يُـن
جِيــكَ حصـنٌ مِـن شـَرِّهِ المُسـتَطيرِ
هُـوَ مِثـلُ القَضـاءِ يَغشـاكَ لا تُـع
ييـهِ لَـو كُنـتَ في خَوافي النُسورِ
وَتضــرَّع بِمــا تَشــاءُ فَلَـن تُـج
دى نَفعـــاً ضــَراعةُ المُســتَجيرِ
لا تُحـــاول خِــداعَه بِالمَعــاذِي
رِ فَلَيـــسَ المُســيءُ بِالمَعــذورِ
لا تُجــادِل فـي حُكمِـهِ فَهـوَ حتـمٌ
لا يُــرَدُّ الَّــذي قَضـى مِـن أُمـورِ
لا يُـــداري وَلا يُــداجي صــَديقاً
ناقِـــدٌ لِلأُمـــورِ نَقــد بَصــيرِ
مُرهَــفُ الحِـسِّ لَيـسَ يُعييـهِ غَيـب
يَسـمَعُ الهَمـسَ فـي حَنايا الصُدورِ
يَبــذل النُصـحَ لا يَمُـنُّ بِمـا يُـس
دِي وَلا يَبتَغـــي ثَنـــاءَ شــَكُورِ
لَم يَدَعني إِلى هَوى النَفسِ في الأَم
رِ وَلَــم يَســتَعِن بِــرَأيِ مُشــيرِ
لَيـسَ لـي دُونَـهُ مِـن الـرَأي إلا
مـا يَـراهُ الهَـوى بِعَيـنِ الغُرورِ
كَـم حَمَلـتُ الآلامَ فيـهِ وَسـَخطَ الن
نــاسِ حَتّــى فَقَــدتُ وُدَّ عَشــيري
لَيـسَ يَزكـو غرسُ المَودةِ في النا
سِ بِغَيـــرِ النِفــاقِ وَالتَغريــر
لَـم يَـدَع لـي صدقُ المَقالِ صَديقاً
فَلأَعـــش قانِعــاً بــودِّ ضــَميري
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.