
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا حــامِلينَ أَمانَـةَ الأَبنـاءِ
اللَـه فـي مصـر وَفـي الشـهداءِ
فَتَحَـت لَكُـم صُحُفَ الفَخارِ فَسَطِّرُوا
مــا يَــذخرُ الآبــاءُ لِلأَبنــاءِ
لا تُورِثـوا أَعقـابَكُم مـا ذُقتمُو
فـي الأَسـرِ مِـن مِحَـنٍ وَمِـن لأواءِ
وَالعِــزُّ أَفضـَلُ ثَـروَةٍ يَرِثُونَهـا
وَلَـو انَّهُـم فـي ثَـروَةِ الفُقَراءِ
كَـم مُكتَـسٍ حُلَـل الرَفاهـةِ فاقِدٍ
عـزَّ الطَليـق يُعَـدُّ فـي البُؤساءِ
أَلقَـت عَلَينا الطَيرُ في أَفنانِها
عِظَـةَ البَصـيرِ وَحِكمَـةَ الحُكَمـاءِ
رَضـِيَت بِـرزق الكـادِحينَ وَغَـرَّدَت
فَرَحــاً بِعيشـَتِها مَـعَ الطُلَقـاءِ
يــا مُقسـِمينَ بِحُـبِّ مصـرَ وَإِنَّـهُ
قَســـَمٌ أَحَــقّ بَحُرمَــةٍ وَوَفــاءِ
وَمُحَمَّليـــنَ وَديعَـــةً مَســؤولَةً
عِبــءُ الـوَدائِعِ أَثقَـلُ الأَعبـاءِ
عُرِضَت عَلى السبع الطباقِ فَأَشفَقَت
وَأَبَيــن مِـن ضـَعفٍ وَمِـن إِعيـاءِ
رَفَعتكُــم الأَجيـالُ مـا أَعـددتُم
بِصــَحائِفِ الأَجيــالِ مِـن أَنبـاءِ
وَتَطلَّعَــت نَحــوَ الحَيـاةِ أَجِنَّـةٌ
أَحيــاةُ يَــأسٍ أَم حَيـاةُ رَجـاءِ
وَأَطلَّــتِ الشـُهَداءُ مِـن جَنّاتِهـا
لِتَـرى ثمـارَ الغـرسِ في الأَحياءِ
فَتَـدارَكُوا أَمـلَ البِلادِ فَقَد مَضَت
بِمُنــى البِلادِ ضـَراعَةُ الرُؤسـاءِ
يُســتَوزَرونَ وَكُــلُّ عُـدَّتِهم لَهـا
أُذُنُ الأَصــَمِّ وَمُقلَــةُ العَشــواءِ
وَإِذا تَضـــَرَّعَتِ البِلادُ إِليهمُــو
فَالصــَبرُ كُـلُّ نَصـيحَةِ النُصـَحاءِ
يَصــفونَ أَدواءَ البِلادِ وَعِنــدَهُم
أَنَّ الســـَكينةَ بَلســـَمُ الأَدواءِ
فَكَأَنَّمــا لَفــظُ السـَكينَةِ آيَـةٌ
مــا أُنزِلَـت إِلّا عَلـى الـوُزَراءِ
لا تَقنَطــوا إِنَّ القُنــوطَ مطيَّـةٌ
تقِـفُ الشـُعوب عَلـى بِلـىً وَفَناءِ
وَخُــذوا بِحَـزمٍ فـي عَـدوٍّ دَأبُـهُ
بَطــشُ القـويِّ وَحِيلَـةُ الضـعفاءِ
رُدُّوا لِأُمتكــم حَيــاةً لَـم تَـدَع
مِنهـا عُهـودُ الـذُلِّ غَيـرَ ذَمـاءِ
قُتِـلَ الإِسـارُ فَكَـم أَماتَ مَواهِباً
وَأَضــاعَ مِـن فِطَـنٍ بِهـا وَذكـاءِ
نــالَ الغَـبيُّ بِـهِ أَعَـزَّ مَكانَـةٍ
وَطَغَــت مَظـالِمُهُ عَلـى العلمـاءِ
جَعـلَ المَناصـِبَ في البِلادِ وراثَةً
لِـذَوي الغِنـى وَصـَنائِعِ العُظَماءِ
حُـرِمَ المَعـالي مَـن يَمـتُّ بِعلمه
وَتُنــالُ بِالأَنســابِ وَالوُســَطاء
جِـدُّوا إِلـى نَشرِ المَعارِفِ جهدَكم
تُهــدَى البِلادُ بِنورهـا الوَضـّاءِ
جَهــلُ المَمالِــك عُـدَّةٌ لِعَـدوِّها
كَــاللِص يَحمـدُ حالِـكَ الظلمـاءِ
لا تُنسـينّكمُ المَناصـِبُ مـا حَـوَت
فــي طَيِّهــا مِـن شـِقوَةٍ وَعَنـاءِ
سـُبُل العُلا مـا تسـلُكونَ وَإِنَّمـا
تَـأوي الصـعابَ مسـالكُ العَلياءِ
لَيســَت كَراسـيُّ النِيابَـةِ رُتبَـةً
يَعلـو بِهـا مَن كانَ في الوُضَعاءِ
دارُ النِيابَــةِ فُتِّحَـت أَبوابُهـا
مــاذا أُعــدَّ لَهــا مِـن الآراءِ
إِن شــئتُمُ كــانَت لِمصـرٍ نِعمَـةً
أَو شــِئتُمُ كــانَت سـَبيلَ شـَقاءِ
إِنّــي أُعيـذُ رِجالَهـا وَأُعيـذُها
مِــن أَن يُشـادَ بِناؤُهـا لِبِنـاءِ
لَـم يُغنِ عَن إِيرانَ مَجلِسُها الَّذي
حَشـَدوه إِذ مـالوا مَـعَ الأَهـواءِ
حَســِبتهُمُ إِيـرانُ نُخبَـةَ شـَعبِها
رَأيــاً فَكـانوا نُخبَـةَ الأَعـداءِ
اللَــهُ كافِــلُ أَمرِكُـم وَمُعزُّكُـم
بِنَصــيرِ مِصــرَ وَسـَيدِ الزُعَمـاءِ
وَلَـدتهُ مصـرُ فَكـانَ أَوفى موثِقاً
وَأَبــرَّ مَـن وَلَـدَت مِـن الأَبنـاءِ
وَبنَـت عُلاهُ كَمـا بَنَـت أَهرامهـا
فَخـراً عَلـى الـدُنيا وَطُول بَقاءِ
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.