
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا نَسيماً أَهدى إِلَيها اِشتِياقي
مــا أَبــرَّ النَسـيمَ بِالعُشـّاقِ
يـا رَقيقـاً كَـم حَمَّلُـوكَ رَقيقاً
مِــن مُنـىً عَذبـةٍ وَمِـن أَشـواقِ
وَرَسـولاً حَـوى مِـن اللُطفِ ما يُل
مِـسُ فـي القَلـبِ مَوضـِعَ الإِشفاقِ
وَأَمينـاً عَلى الهَوى دُونَ ما يَط
ويـهِ تَعيـا الوشاةُ وَالسِرُّ باقِ
شـَفَّ عَـن كُلِّ ما طَواهُ وَصانَ الس
ســِرَّ مِنــهُ فــي مُحكَـمِ الأَغلاقِ
وَعَجيــبٌ كِتمــانُهُ السـرَّ فيـهِ
وَهــوَ يَسـري بِـهِ إِلـى الآفـاقِ
يـا لَـهُ كَيـفَ لا يَحُـولُ سـمُوماً
بِالَّـذي فيـهِ مِـن جَوىً وَاِحتِراقِ
حامـلُ النـارِ كَيـفَ يَـبرُد مَسّاً
أَيُّ واقٍ مِنهـــا لَـــهُ أَيُّ واقِ
كَـم عُيُـونٍ رَوَيـتَ عَنهـا فَسُمِّيَت
بليلاً وَالفَضـــــل لِلآمـــــاقِ
وَفُــؤادٍ حَمَلــتَ عَنــهُ خُفوقـاً
بِــالهَوى فـي فُـؤادِكَ الخَفّـاقِ
مَـن رَسـولٌ سِواكَ يحكي خُفوقَ ال
حُــبِّ فيــهِ مُصـَوِّراً مـا يُلاقـي
سـِر إِلَيهـا وَاِحمِل إِلى شَفَتيها
قُبلَـــةً ثُــمَّ لَفَّهــا بِعِنــاقِ
لُــفَّ جِســماً أَرَقَّ مِنـكَ وَأَصـفى
أَبـــدَعَت فيــهِ قُــدرةُ الخلاقِ
فيـهِ ليـنُ النَسيم وَاللُطفُ لَكن
زادَ حُســناً عَلَيــهِ بِالإِشــراقِ
لَيـتَ شـِعري أَيُّ النَسيمينِ أَشهى
ضــَلَّ فــي ذاكَ مَنطِــقُ الأَذواقِ
مُتعَـة الحـسِّ عِندَ ذاكَ وَفي هَذا
متــــاعُ الأَرواحِ وَالأَحــــداقِ
يا نَسيماً سَرى عَلى الرَوض يَروي
نَفحــــاتِ الأَزهـــارِ وَالأَوراقِ
دَع أَريــجَ الرِيـاضِ إِن بِفِيهـا
طِيــبَ نَفـحٍ ذَكـا وَطيـبَ مَـذاقِ
ضـَمِّخِ الأُفـقَ مِـن أَريـجِ ثَنايـا
هـا وَهَـب نَفحَـةً إِلـى المُشتاقِ
إِنَّ فيمــا تُهـدي إِلَيـهِ عَـزاءً
وَشــِفاءً مــن لاعِجـاتِ الفِـراقِ
وَيَــداً يَحمِـلُ المُحبّـونَ طَوقـاً
مِـن نَـداها يَظَـلُّ فـي الأَعنـاقِ
يـا رَسولاً لا تَمنَع الحُجبُ مَسراهُ
وَلَــو ضــُوعِفَت بِســَبعٍ طِبــاقِ
فُـز بِمـا لَـم أَفُـز بِـهِ وَتَهَنَّأ
رُبَّ فَــوزٍ يَجيــءُ عَفـوَ اِتِّفـاقِ
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.