
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَولَــى بِمَــن جَمَحــت بِـهِ الأَيّـام
صــَبرٌ يَــرُدُّ العَضــبَ وَهـوَ كَهـامُ
وَيكُــفُّ غَـربَ الـدَهرِ مِـن غَلـوائِهِ
وَيُعيــد نــارَ الخَطـبِ وَهـيَ سـَلامُ
لا تُلــوِيَنَّ بِـكَ الخُطـوبُ إِذا عَـدت
فَالصــَبرُ مــاءٌ وَالخُطــوبُ ضـِرامُ
وَهَــبِ الحَـوادثَ مِـن فُـؤادٍ صـَخرَةً
عَنهــا يَــزِلُّ المُـزنُ وَهـوَ رُكـامُ
وَالــدَهرُ حَــربٌ فَاحتَمِــل حَمَلاتِـه
وَاِثبُــت لَهــا إِن زَلَّــتِ الأَقـدام
إِنّ الفَـتى كُـلَّ الفَـتى مَـن حِلمُـه
راسٍ إِذا مـــــا خَفّـــــتِ الأَحلامُ
فَالـدَوحُ لا يُعطـي الرِيـاحَ قِيـادَه
وَلَقَــد يَميـلُ مَـعَ الرِيـاحِ ثُمـامُ
مــا لِلمَصــائِبِ ســُحبُهنَّ مَــواطِرٌ
وَتَمُــرُّ ســُحبُ الخَيـرِ وَهـيَ جَهـام
مــا إِن يُلِــمُّ بِنـا خَيـالٌ مُسـعِدٌ
بِــالخَيرِ لَكــن لِلــرَدى إِلمــام
قُـــولا لِلائِم دَهـــرِهِ مُســـتَعتِباً
أَقصــر فَمــا يُجــدي عَلَيــكَ مَلامُ
لا تَشــكُوَن إِلـى اللَيـالي ظُلمهـا
هَيهــــاتَ يَنقــــضُ حُكمَـــه ظَلّامُ
عَجَبــاً لِمُغتَبِــطٍ بِطُــولِ حَيــاتِه
إِنَّ الحَيـــاةَ لَواعِـــجٌ وَســـَقامُ
أَتَســُرُّني الأَيّــامُ وَهــيَ مَريــرَةٌ
وَيَســوغُ كَـأسُ العَيـشِ وَهـوَ سـُحامُ
مــاذا تُؤمِّــل بَعــدَ طُـولِ سـَلامَةٍ
هَــل لِلزَمــان مَواثِــقٌ وَذِمــامُ
فـي كُـلِّ يَـومٍ لـي نَـذيرٌ بِـالرَدى
يَقِــظٌ يُنــادي وَالعُقــولُ نِيــامُ
فــي ذِمــةِ الرَحمَـنِ خَيـرُ عَقِيلَـةٍ
ســَلَبَت بِهــا مــا أَسـدتِ الأَيـامُ
مَلَكُ السَماءِ اليَومَ يُدفَن في الثَرى
هَــل لِلمَلائِك فــي التُـرابِ مُقـامُ
وَأَظُنُّــه وَحيــاً أَتانــا بِالهُـدى
فَأَتــاه مِـن قبـل الصـُعودِ حِمـامُ
ســائل بِغـابِ الأُسـدِ أَيـنَ حُمـاتُه
أَم أَيــنَ كـانَ الباسـِلُ المِقـدامُ
لَكنَّـــهُ قَـــدَرٌ يُســـَدِّدُ ســـَهمَه
ســـــِيّان فيــــهِ ســــَيِّدٌ وَغُلامُ
لَفُّــوكِ فــي عَلــمٍ لأَنَّــكِ مِثلُــه
عَلَــــمٌ تُنكَّــــسُ فَـــوقَهُ الأَعلامُ
لَهفـي عَلَيـكِ تَرَكـتِ جفنـاً سـاهِداً
للعلــمِ لَيــسَ عَلـى نَـواكِ يَنـامُ
قَـد كُنـتِ حَلـي الـدَهرِ وَهـوَ مُعَطّلٌ
وَســِراجَ نــادي العِلـم فَهـوَ ظَلامُ
فَلئِن قَضـَيتِ فَمـا قَضـَى مـن ذِكـرُهُ
حـــيٌّ تُجـــدِّدُ عَهـــدَه الأَيـــامُ
نَفسـي الفِـداءُ لِزَهـرةٍ أَمسـى لَها
بَيــنَ الجَنــادِل وَالثَـرى أَكمـامُ
أَودَت فَــأَودَت بِــالقُلوبِ هُمومُهـا
وَتَشـــــَقَّقت لِمصـــــابِها الأَقلامُ
خَلَّفــتِ للعَليــاءِ قَلبــاً خافِقـاً
وَتَرَكــتِ دَمـع المَجـدِ وَهـوَ سـِجامُ
وَمَـع الحِجـابِ بَلغـتِ أَبعـدَ غايَـةٍ
فـي المَجـدِ تَقصـُر دونَهـا الأَفهامُ
لَيـسَ الحِجـابُ يَعوقُ عَن طَلبِ العُلا
فيمــــا أَرى لَكنّهـــا أَوهـــامُ
قـالوا السـفورُ فَقُلـتُ شـَعبٌ جاهِلٌ
وَالنـاسُ مـا جَهِلـوا فهـم أَنعـامُ
إِنّ الســُفورَ مَـع الجَهالـةِ محنَـةٌ
هَــل يَـدفَعُ الأَسـَد الهصـورَ سـَوامُ
هـا عَلِّموهـا وَاِفعَلـوا مـا شِئتمو
فــالعلمُ حِصــن لا يَكــادُ يُــرامُ
إِمّـا الحِجـابَ أَو السـُفورَ أَردتُمو
وَالخَيــرُ فيمــا اِختـارَه الإِسـلامُ
قولـوا لِحفنـي استَبق دَمعَك حَسبها
مـا قَـد بكاهـا النيـلُ وَالأَهـرامُ
وَتَعــزَّ عَــن مَلَــكٍ فَإِنَّــك قـائِلٌ
أَيـــامَ شـــَبَّ بِعابــدينَ ضــِرامُ
واقبــل معـاذيرَ الزَمـانِ فَرُبَّمـا
قَبِلــت مَعــاذيرَ الكِــرامِ كِـرامُ
يـا أيُّهـا الجَـدَثُ الَّـذي أَمسَت بِهِ
مِنّـــا عَلَيـــكَ تَحيَـــةٌ وَســـَلامُ
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.