
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا للعَـزائِم يَثنـي مِـن مَواضيها
أَنَّ الكِفايـاتِ يُقضـى بِالهَوى فيها
وَللمَـــواهِب بِــالأَغراض يَقتُلهــا
مَــن يَسـتَمدُّ حَيـاةً مِـن أَياديهـا
وَللجُهـود بِأَعشـى الـرأي يُطفِئُهـا
مـاضٍ عَلـى ضـوئِها سـارٍ بِهاديهـا
وَللنوابــغ يَقضــي فـي مَـواهبهم
بِمــا يَشـاءُ هَـواهُ غَيـرُ قاضـِيها
جـادُوا بِأَعمـارهم حَتّـى لِجاحـدهم
إِنّ المَــواهِبَ سـلمٌ فـي أَعاديهـا
كَالشـَمس تقبـسُ مِنهـا عَينُ عابدِها
وَتُرسـلُ النُـورَ فـي أَجفانِ شانيها
وَالنَفـسُ إِن مُلِئَت بِـالود فاضَ عَلى
جَــدبِ البِلادِ خلـوفٌ مِـن هَواميهـا
لا يَـدَّعِ العَـدلَ قَـومٌ فـي عَدالَتهم
صـَرعى الكِفاياتِ تَشكُو ظُلمَ أَهلِيها
وَلا المُسـاواةَ وَالأَفهـامُ لَـو وَزِنَت
مَــع الغَبـاوَةِ فيهـم لا تُسـاويها
وَلا الحَضـارة مـن تَجـزي نَـوابِغَهُم
وَحشـيةً تَسـكُنُ البَيـداء وَالتِّيهـا
إِذا البِلادُ تَخلَّــت عَــن حياطَتِهـا
يَـدُ النُبـوغِ تَـداعَت مِـن صَياصيها
دَعِ الحَـديثَ عَـن القِسـطاسِ في عُصَبٍ
مــا ســوَّدت بَينَهـا إِلّا مُرائِيهـا
سـُوقُ النِفـاقِ بهـم شـَتّى بَضائِعُها
تُزجـى لِمَـن يشـتري إِفكاً وَتَمويها
أَرخصــتُمُ غــالِيَ الأَخلاقِ فـي بَلَـد
لَــم تَغــلُ قيمَتُــهُ إِلّا بِغاليهـا
يـا رُبَّ نَفـسٍ أَضـاءَ الطهرُ صَفحتَها
أَفســَدتُموها فَزَلَّـت فـي مَهاويهـا
وَكَـم قُلـوبٍ كَسـاها الحُسـنُ نضرَتَه
دَنَّسـتُموها فَعـادَ الحُسـنُ تَشـويها
أَغلقتُـمُ سـُبلَ الأَرزاقِ لَـم تَـدَعوا
لِفاضـِل الخُلـقِ سـَعياً في نَواحيها
مَــدارِسٌ تَغــرِسُ الأَخلاقَ فــي نَشـإٍ
وَمُغلَـقُ الـرزقِ بَعدَ الغَرس يُذويها
لا تلــح طــالِبَ رِزقٍ فـي نَقائِصـِهِ
إِنَّ الضـَروراتِ مِـن أَقـوى دَواعيها
مـا أَطهَـرَ الخُلُقَ المصريَّ لَو طَهُرَت
تِلـكَ الرِياسـاتُ مِن أَهواءِ مُوحيها
يـا آخِـذينَ بِقَتـلِ النَفـس قاتَلها
قَتلـى المَـواهِبِ لَم يُسمَع لِشاكيها
كَـم لِلنُبـوغِ دِمـاءٌ بَينكُـم سـُفِكَت
باسم المَآرب لا باسمِ اللَهِ مُجريها
هَلا اِقتَصَصـتم لَهـا مِن ظُلم سافِكِها
وَقــلَّ فيمـا جَنـاهُ قَتـلُ جانيهـا
أولـى الـوَرى بِقصـاصٍ مِنهُ ذو غَرَضٍ
يَخشـى المَـواهِبَ تُخفيـهِ فَيُخفيهـا
مِلـءُ المَناصـِب مُنهومون قَد جَعَلوا
مِـن دُونِها سدَّ ذِي القَرنين يَحميها
عَلــى مَناعَــةِ ذاكَ السـَدِّ تَنفُـذه
عِصــابَةٌ تَتَواصــى فــي حَواشـيها
مِـن كُـل أَخـرَق تَنسـلُّ الحُظـوظُ بِهِ
إِلـى المَراتِـبِ يَسـمُو في مَراقيها
خـابي القُـوى عَبقَريُّ الجَهل يُثقلُه
عبـءُ الرِياسـة إِذ يَـدعوه داعيها
يـا حـافِرين تُـرابَ الأَرض عَـن حَجَرٍ
أَو جُثــةٍ فــي ظَلامِ الأَرضِ يطويهـا
وَمُنفِقيــن مِــن الأَمـوال أَنفسـَها
فـي البَحث عَن خِرَق لَم يُغنِ باليها
مُستَبشـِرين بِمـا يَلقَـونَ مِـن تُحـفٍ
لِلقَــوم أَو خَزفـاتٍ مِـن أَوانيهـا
وَرافِعيــن مِــن البُنيـان شـاهِقَه
فيـهِ الـذَخائِرُ قَـد صـُفَّت لِرائِيها
هَلّا عَرَفتُــم لِمصــرٍ فَضـلَ حاضـِرِها
يـا عـارِفين لِمصـرٍ فَضـلَ ماضـيها
إِنَّ العُصـورَ الَّتي جادَت بِمَن سَلَفُوا
عَلـى الحَضـارَةِ لَـم تَبخَل أَياديها
ذُخـرُ المَـواهِبِ فـي أَحيـائِكُم تُحَفٌ
بَــذَّت مَتــاحِفَكُم وَصـفاً وَتَشـبيها
مـا إِن يُقـالُ لَهـا لِلّـهِ صـانِعُها
لَكِـن يُقـالُ تَعـالى اللَـهُ باريها
هَبـوا النَوابِغَ مَوتى فَاِجعَلوا لَهُمُ
حَـظَّ النَـواويس أَكرَمتُـم مَثاويهـا
جَعَلتُــم الحَـيَّ يَرجـو حَـظَّ مَيِّتِكُـم
فَحَـظُّ أَحيـائِكُم فـي مصـر يُشـقيها
أَيُحـرَمُ النَحـلُ غَـضَّ الزَهـرِ يَلفِظُهُ
شـهداً وَقَـد شـَبعت مِنـهُ أَفاعيهـا
وَيُقتَـل الـرَوضُ ذُو الأَثمارِ مِن ظَمَإٍ
وَالمـاءُ يـروي مواتاً مِن فَيافيها
مَـن يَقتـل الجُهـدَ يَقتل فيهِ أُمَّتَه
وَأُمَّــةُ الجُهــدِ تُحييـه فَيُحييهـا
إِنّ الشــُعوبَ إِذا مـاتَت مَواهِبُهـا
نُقاضــَةٌ أَعوَزَتهــا كَــفُّ بانِيهـا
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.