
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلَجــاتٌ تَهفــو بِقَلـبِ الشـَجِيِّ
هِـيَ سـرُّ الحَيـاةِ فـي كُـلِّ حَـيِّ
هِـيَ وَالـرُوحُ فـي فُـؤادِكَ صُنوا
نِ وَفَيــضٌ مِــن عــالَمٍ عُلــوِيِّ
هِـيَ ذِكـرى بَعـدَ المَشيبِ وَسَلوى
فــي اِكتِهــالٍ وَصـَبوَةٌ لِلفَـتيِّ
وَمُنــىً لِلغُلامِ يَهفُــو إِلَيهــا
وَحَنــانٌ يَحــوطُ مَهــدَ الصـَبيِّ
رافَقَــت رِحلَـة الحَيـاةِ وَآخَـت
نِضــوَ أَسـفارِها إِخـاءَ الـوَفيِّ
هِــيَ لِلقَلــبِ نِعمَـةٌ أَو شـَقاءٌ
كَـم سـَعيد بِهـا وَكَـم مِـن شَقِيِّ
رُبَّ مَــن يُبهــرُ العُيـونَ رُواءً
نــاءَ مِــن هَمِّهـا بِـداءٍ خَفِـيِّ
ظـاهِرٌ مِنـهُ يَخـدَعُ العَيـنَ عَمّا
ضــُمِّنَ القَلـبُ مِـن ضـَنىً مَطـوِيِّ
مِــن غَــرامٍ مُــبرِّحٍ أَو فِـراقٍ
أَو مُنـىً عُـوجِلَت بِصـَوتِ النَعِـيِّ
باسـِمٌ بَيـنَ صـَحبِهِ فَـإِذا يَخلو
بَكـــى شـــَجوَه بِــدَمعٍ شــَجِيِّ
وَأَخـي مَنظَـرٍ تَـراهُ فَتَنبُـو ال
عَيــنُ عَــن مَنظَــرٍ رَثيـثٍ زَرِيِّ
يُبصِرُ الناسُ مِنهُ ما يَبعَثُ الرَح
مَــةَ فــي قَلــبِ شـانِئٍ وَصـَفيِّ
مـا دَرَوا أَنَّهُ عَلى البُؤس يَحيا
بِفُـــؤادٍ خــالٍ وَبــالٍ رَضــِيٍّ
مَلأت نَفســـَهُ الســَعادَةُ حَتّــى
لا يُبـــالي بِمنظَــرٍ أَو بِــزِيّ
نَزَعـاتُ النُفـوسِ فـي كُـلِّ قَلـبٍ
مَيَّـــزَت بِيــن ســاخِطٍ وَرَضــِيِّ
أَســعدت آدمــاً وَحَـوّاءَ حِينـاً
ثُــم أَشــقَتهما بِإِفـكِ الغَـويِّ
وَرِثَ النَّسـلُ عَـن أَبيـهِ مُيُـولاً
لَـم تَـدَعهُ فـي ظـلِّ عَيـشٍ هَنِـيِّ
وَنُفوســاً حَيــرى تُقَلِّبُهـا الأَه
واءُ مَفتونَـــةً بِكُـــلِّ طَلِـــيِّ
فَهـيَ بَيـنَ الآمـالِ تَمـرَحُ نَشوى
ثُـمَ تَصـحو بِاليَـأسِ مِـن كُلِّ شَيِّ
إِنّ لِلعاطِفــاتِ حُكمــاً قَويّــاً
ظُلمُـــهُ عاصـــِفٌ بِكُــلِّ قَــويِّ
كَــم أَذَلَّـت جَبّـارَ قَـومٍ وَغَلَّـت
مِــن طَليـقٍ وَأَسلَسـَت مِـن أَبِـيِّ
كَـم تَولّى جِهادَها في قَديمِ الد
دَهـــرِ نُصــحٌ لِعــالَمٍ وَنَــبيِّ
جاهَـداها بِالعَقـلِ حيناً وَحينا
ســَخَّرا بَعضــَها لِقَتـل البَقِـيِّ
وَهـيَ تَقـوى مَـع الجِهـادِ فَويلٌ
لِلــوَرى مِــن جِهادِهـا الأَبَـدِيِّ
دافِعـاتٌ إِلـى الغِوايـةِ أَحيـا
نـاً وَحينـاً إِلى الطريق السَويِّ
كَـم يُؤاسـى بِها الفَقيرُ وَتُنجِي
هِ مِــنَ البُـؤس رِقَّـةٌ مِـن غَنِـيِّ
كَــم ســَقيمٍ لَــولا تَرُفُّــقُ آسٍ
لَقَضـــى نَحبَـــه بِـــداءٍ دَوِيِّ
وَمَشــُوقٍ لَــولا التَعَلُّــل أَودى
بَأسـُهُ بِالـدَمِ الطَهُـورِ الـذَكيِّ
وَجَمـالٍ لَـولا العَواطِفُ ساوى ال
قُبــحَ فــي عَقـل أَبلـهٍ وَذَكـيِّ
فَبِهــا قُــدِّرَ الجَمـالُ وَلَـولا
هـا لَعـاشَ الـوَرى بِقَلـبٍ خَلِـيِّ
يــا لِنَفـسٍ تَعيـشُ بَيـنَ مُيـولٍ
أَتعَبَتهـا مـا بَيـنَ رُشـدٍ وَغـيِّ
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.