
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا لِسـانَ الحَـقِّ لا تَنطلِـق
فـازَ بِـالخُطوَةِ أَهـلُ الملقِ
عَلِّمُونا يا أُولي الحُظوَةِ ما
قَـد عَلمتـم مِـن طِلاءِ الخُلُقِ
وَاِمنَحونـا ذَلِكَ الصِبغَ الَّذي
يُظهـرُ الحُسنَ وَيُخفي ما بَقِي
أَو فَــدلّونا عَلــى صـُنّاعِهِ
نَجتَليــهِ بِبَقايــا الرَمـقِ
أَيُّ صــِبغ ذاكَ مــا أَعجَبَـه
صـادِقُ الغـشِّ وَإِن لَـم يَصدُق
أَلبَـس الشـَمسَ ظَلامـاً داِمساً
وَكَسـا الإِظلامَ شـَمسَ المَشـرِقِ
عَلِّمُونـا نصـف المَـرءَ بِمـا
لَيـسَ فيـهِ مَـن يُنافِق يَنفُقِ
يَمنَـح الفِطنـةَ أَغـبى خَلقه
وَالـذَكاءَ المحضَ رَأسَ الأَحمَقِ
إِن سـَمِعنا ناهِقـاً قُلنا لَهُ
إيـه يـا مَعبدُ بِالصَبِّ ارفُقِ
نَكـذبُ العَصـر كَمـا يَكذِبُنا
بئرُ مَيـن فاسقِ مِنها وَاِستَقِ
لا تَقُـل أَفنيـتُ عُمري دائِباً
وَبَـذَلتُ الجُهـد جهدَ المُرهَقِ
لَيــسَ لِلـدائِبِ حَـظٌّ بَينَهُـم
لا وَلا الجهـدُ سَبيلُ المُرتَقي
تَـزنُ العُمـرَ وَعُمـراً مِثلَـهُ
لَحظَـةٌ تَبـذُلها فـي المَلـقِ
فَاِسـتَبقِها فُرصـَةً إِن سـَنَحَت
إِنَّمــا الفُرصــَةُ لِلمُسـتَبِق
لا تقُـل سـُهدي وَجَهـدِي عُدَّتي
إِنَّمـا الجهـد عَتـادُ الأَخرَق
إيـهِ يـا علمي عُد جَهلاً عَسى
يَنهَــضُ الجَهـلُ بحَـظٍّ مُوثَـق
يـا ذَكـائِي عُد غَباءً أَستَرح
بِغَبــائِي مِـن شـَقاءٍ مُطبِـق
كَـم كِفايـاتٍ نَفاهـا قَومُها
وَجُهـودٍ أُلقِيـت فـي الطُـرق
وُضـِعَت فـي مَوطِئِ النَعلِ وَلَو
أَنصـفُوها وُضـِعَت فـي الحَدَق
فَـأت عَليـاءَهُمُ مِـن بابِهـا
لا تُضـِع عُمـرَك بَيـنَ الـوَرَقِ
لَـم أَكُـن في نَعتِهم مُختَلِقاً
لَعنَـةُ اللَـهِ عَلـى المُختَلِقِ
عَلِّمونــا أَنَّنــا فـي بَلَـدٍ
فيـهِ مـن لَـم يَتَمَلَّـق يُملقِ
أَو دَعُونا فَلَكم دُنيا الغِنى
إِنَّمـا نَحيـا بِـدُنيا الخُلُقِ
مَــرةً أَخطَأتُهـا فـي عُمـري
بِثَنــاءٍ قُلتُــه فــي نَـزقِ
مُنـذُ أَن أَخطَأت فيهِ لَم أَبت
لَيلَــــةً إِلا بِطَــــرفٍ أَرِق
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.