
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَن لِثاوٍ في الأَهلِ يَشكو اِغتِرابَه
ســَئِم العَيــشَ عَــذبَهُ وَعَـذَابَه
ودَّ لَــو تُطفـئ المنـونُ وَميضـاً
مِـــن حَيــاةٍ برُوقُهــا خَلابَــه
راحَ فـي اللَيل يَعقِد الأَمَل الضَخ
مَ فَلَمــا بَـدا الضـِياءُ أَذابَـه
كُــلّ يَــومٍ لَــهُ أَمـانيُّ تَفنَـى
وَرَجـاءٌ تُـذوي اللَيـالي شـَبابَه
تَتَهــادى الآمــالُ مِنـهُ فَتَهـوي
فَلَــذاتٌ مِــن نَفســِهِ الوَثّـابَه
جَحَــدُوا عِنــدَهُ المَـواهِبَ حَتّـى
لَـم يُبـالوا أَن يَجحَـدوا وَهّابَه
يُرسـِلُ النُـورَ في عُيونِ الخَفافي
شِ فَتَـأبى العُيـونُ إلّا احتجـابَه
ويَسـوقُ اللحـنَ الشجيَّ إلى الصُم
مِ فَتَــأبى الأســماعُ إلا نُعـابَه
وَيفيـضُ العَـذبَ الشـَهيَّ عَلـى أَف
واهِ مَرضــى لا تَستَســيغ شـَرابَه
وَلَكـم نَفحَـةٍ مِـن الـرَوضِ صـدُّوا
عَـن شـَذاها وَاِسـتَروحوا أَحطابَه
أَكثَــرُ الإنــسِ لا تُحــسُّ لَــدَيهِ
مِــن صـِفاتِ الإِنسـانِ إِلّا إِهـابَه
حامِــلٌ فـي أَديمِـهِ نَفـس عَجمـا
ءَ وَفــي الشـَكل مُشـبِهٌ أَضـرابَه
يـا لَجهد قَد كانَ يَذكُو التِهاباً
أَخمَـد الغَبـنُ وَالعُقوقُ التِهابَه
وَفُـؤادٍ قَـد كـانَ مَهـدَ الأَمـاني
صـارَ لَحـداً تَسقي الدُموعُ تُرابَه
وَذكــاء يُجــزى عَلَيــه جُحـوداً
حيـنَ يُجـزى الغـبيُّ مِنهُم ثَوابَه
وَنُبـــوغٍ يَضــيعُ بَيــنَ جَهــولٍ
وَحَســودٍ بِالضــَغنِ ضــَلَّ صـَوابَه
تَملأ الشـــَمسُ عَينَــهُ فَيَراهــا
وَعَلَيهــا مِــن الحقـودِ ضـَبابَه
كَــم دَعِــيٍّ قَلَّـدتُموه خَطيـرَ ال
أَمــرِ فيكُــم وَذُدتُــم أَربـابَه
وَغَــبيٍّ يَحيــا ســَعيداً وَيَعـزُو
نَ إِلَيــهِ مِــن كُـلِّ فـن لُبـابَه
حِيـنَ يَشـقى أَخـو الذَكاءِ وَيَطوي
فيكُــم العُمــرَ حـامِلاً أَوصـابَه
لَــم يُنــافِق فَيَســتَحقَّ لَـدَيكُم
رَغَــد العَيــش مُحكِمـاً أَسـبابَه
عَلِّمــوه الرِيــاءَ مِمّـا عَلِمتـم
وَخــداعَ النُهــى فَيقـرَعَ بـابَه
بَــل دَعُــوه وَشـَأنَهُ لَـن تَـرَوهُ
بائِعـــاً نَفســـَه وَلا آدابَـــه
إِنّ سـَفكَ الـدِماءِ أَوهـى حِسـاباً
مِـن دَمِ الفَضـلِ تَحملـونَ حِسـابَه
إِنَّمــا العَبقَـريُّ رُوحٌ مِـن الـل
هِ أَميــنٌ يُـوحي إِلَيكُـم كِتـابَه
إِن قَتــل النُبــوغ قَتـلٌ لِشـَعبٍ
وَعِنــادٌ لِلّــهِ فيمَــن أَتــابَه
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.