
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا حـالِمينَ بِمَجـدِ مصـرَ الزائِلِ
هَيهــاتَ تَبنـي ركنَـهُ يَـدُ عاطِـلِ
وَضـَح الهُدى وَالقَوم بَينَ أَخي كَرى
لا يَســتَفيق وَبَيــنَ صــاحٍ غافِـلِ
قُـل لِلَّـذي طَلَـبَ المَعـالِيَ قاعِداً
لا مَجـدَ فـي الدُنيا لِغَيرِ العامِلِ
بَنَـتِ الشـُعوبُ عَلى الصِناعَةِ عزَّها
فَــالنَجمُ يَرمقُـه بِعَيـنِ الـذاهِلِ
دَعَمـوا الحَضارَةَ بِالعُقولِ وَصَيَّروا
مَدنيَّــةَ الأَســلافِ زُخــرفَ باطِــلِ
تَرَكوا الزهادَة في الحَياةِ لِعاجِزٍ
راضٍ مِـن الـدُنيا بِعَيـشِ الخامِـلِ
وَتَـراءَتِ الـدُنيا لَهُـم فـي جِدِّها
إِذ نَحـنُ نَرميهـا بِعَيـنِ الهـازِلِ
خَلَقُوا مِن العَدَم الوُجودَ وَأَوشَكوا
أَن يَجعلـوا لِلصـَخرِ عَقـلَ العاقِلِ
وَاِسـتَنبَئُوا الأَكـوانَ عَن أَسرارِها
لَـم يَسـألوا عَنهـا سـُطورَ أَوائِلِ
خَضــَعت لِأَمرِهـمُ البِحـارُ فَـأُثقِلت
مِــن ســُفنِهم بِمــدائِن وَمَعاقِـلِ
تَجـري وَمَـوجُ اليَـمِّ يَصـخب حَولَها
مَـرَّ الكَريـم عَلـى سـِفاهِ الجاهِلِ
وَعَلـوا سـراة الريـحِ فَوقَ مَناطِدٍ
نَظَــرت لَهـا الأَفلاكُ نَظـرَةَ واجِـلِ
كَـم ذاقَ في الأَسفارِ قَبلَهُم الوَرى
مِــن شــُقَّةٍ بَعُــدَت وَهَـول هـائِلِ
فَتــدارَكتها آيــةٌ مِــن عِلمِهـم
جَعَلــت رِحــابَ الأَرضِ كِفَّـةَ حابِـلِ
تركـت بعيـدَ الـدارِ مِثلَ قَرِيبِها
وَأَخـا النَـوى فـي نَـأيهِ كمواصِلِ
لَـو أَسعَفوا قَيساً وَقَد أَزِفَ النَوى
لَــم يَبــكِ لَيلاهُ بُكـاءَ الثاكِـلِ
فيـمَ الفخارُ إِذا الشُعوبُ تَفاضَلت
أَبِذِلَّـــةٍ تُــزرى وَجَهــلٍ قاتِــلِ
لا تَــذكروا مــا شـَيَّدَت أَسـلافُكُم
مِـن كُـلِّ صـَرح كَاليفـاعِ الماثِـلِ
لَـولا جُهـودُ الغَـربِ حُجِّـبَ علمُهـا
وَتَشــابَه المَسـئولُ فيـهِ بِسـائِلِ
زَخَــرت نَــوادي لَهـوِكُم بِمَجـالسٍ
مَوصـــولَةٍ غَـــدواتُها بِأَصــائِلِ
لِلنَّــردِ وَالشــطرنج فيهـا ضـَجَّةٌ
فَتَخالُهــا قَــد بُــدِّلَت بِمَعامِـلِ
وَتمـــدُّها بِالعــاطِلين مَــدارِسٌ
تَهمــي بِسـَيلٍ مِـن بَنيهـا هاطِـلِ
ضــاقَت رحـابُ الأَرضِ وَهـيَ فَسـيحَةٌ
عَنهُـم وَضـاقَ بِهـم ذِراعُ العـائِلِ
أَلقَـوا عَلـى دُورِ الحُكومَةِ عبأهم
حَتّـى شـَكا الإِعيـاءَ جُهـدُ الحامِلِ
مَـن فـاتَهُ عَيـشُ الوَظـائِفِ بَينها
فَنصـيبُهُ فـي العَيـشِ خَيبَـةُ آمِـلِ
وَخلــت مَتـاجركم وَأَقفـر سـُوقُكُم
مِـــن ســِلعَةٍ إِلّا طَعــامَ الآكِــلِ
فَعَلامَ نُزهَـى بِالثيـابِ وَمـا لَنـا
فــي صـُنعِها يَـدُ ناسـِجٍ أَوغـازِلِ
أَيَجـرُّ ذَيـلَ الفخـرِ غِـرٌّ مـا لَـهُ
فــي ثَــوبِهِ حَتّـى أَداة الغاسـِلِ
وَإِذا امـرُؤٌ حَـذَق الصِناعَة منكمو
غــالَى بِســلعَتِهِ غلــوَ الباخِـلِ
يَشـكو الكَسـادَ وقَـد جَنـاه خلقهُ
طَمَــعٌ يَلــجُّ بِـهِ ووعـدُ الماطِـلِ
وَتَـرى سـراةَ القَـومِ فـي لَذّاتِهم
يَســخُو شــَحيحُهم سـَخاءَ البـاذِلِ
وَإِذا البِلادُ دَعتهمُــو لِمُصــابِها
فَــدعاء مَخــذولٍ أَهــابَ بِخـاذِلِ
كَـم ذا تُؤَدِّبُنـا الخطـوبُ بِنُصحِها
وَكَـأَنَّ صـَوتَ النصـحِ صـَوتُ العاذِلِ
وَنصـيح بِالمَجـدِ القَـديم وَلا أَرى
صـــَيحاتِنا إِلّا تَثـــاؤُبَ كاســِلِ
فَتَجَرَّعُـوا عُقـبى البَطالَـةِ مَورِداً
رَنــقَ المَشـارِبِ لا يَسـُوغُ لِناهِـلِ
لا تَظلمـوا صـَرفَ اللَيـالي إِنَّمـا
سـَبَح الـوَرى وَوَقفتمُـو بِالسـاحِلِ
وَالبُـؤسُ فـي الدُنيا جَنى لذَّاتِها
لا نَقـض فـي حُكـمِ الزَمانِ العادِلِ
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.