
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـوهُم ذات الفـرق أقصـى كمـا أدنى
فلا غرضــا أقصــى ولا مقصـدا أسـنى
يرامــز أهـل الكشـف سـتراً لـذاته
ويـوهمهم أنـا بـذا السـتر قد دِنَّا
ويشــغل بــالأحوال طــوراً نفوسـهم
وطـوراً مـن الأقـوال يسـكنهم سـجنا
وحققهـــم بـــالحق وحــدة ذاتــه
ورتـب فيهـا الفرق بالفرد والمثنى
وأحســبهم أن الــذي كــان واحـداً
تعـدد فـي الأوهام في الحس والمعنى
وخيلهــم أن الســوى عيــن ذاتــه
وأن الســوى ســتر مِجَـنّ لمـن جُنَّـا
وظننهـــم أن الحـــروف إذا بــدت
بعلـم الـذي يخفـى فأسماؤه الحسنى
وأخفـى ذوات الـوهم عـن كـل نـاظر
وأبــدى خيــالاً ثــم أثبتـه عينـا
وغيــب شــيئاً ثــم أثبــت ذاتــه
وقيـــده كيفـــا وأعجــزه وهنــا
وفصــل فــي التنزيـل آيـات خلقـه
وأثبـت خـوف المحـق فـي أُمـه معنى
إذا مــا تجلــى فـي إحاطـة ذاتـه
تــرى أعينـاً كمهـا وألسـنة لُكنـا
وإن لاح فــي حجــب الصـفات فحسـنه
ينـادي على العشاق من يعشق الحسنا
تـــراه محبـــا خاضــعاً لحــبيبه
فطـوراً تـرى قيسـا وطورا ترى لبنى
تـــدللَه وهـــو المحبــوب واجــب
تــذلله وهـو الحـبيب الـذي أضـنى
يُصــد فيصــلى منــه نــار وعيـده
ويوعـــده فضـــلاً فينحــزه عــدنا
إذا مــا تجلــى فـي فنـون جمـاله
فللحـن مـا يُجلـى وللطـف مـا يُجنى
ينـــادمه ظبيـــا يغــازله هــوى
يشـــاهده بــدراً يعــانقه غصــنا
فكــل الـذي يبـدو لـه منـه وجهـه
وكـل الـذي يخفـى بـه عنه ما أعنى
عـوائده فـي الفـرق عبـد لـه كمـا
يحـاول جمـع الجمـع بعد الفنا فنا
تــولاه حفظــاً فــي رعايــة وقتـه
مـن المقـت إذ يخشى صوارمه اللدنا
يراقــب فــي الأوراد هجمــة طـارق
يمـر مرور الطيف في المقلة الوسنا
فيصـبح نـدمانا علـى العقـد خائفاً
مـن الفـوت مسـلوباً بـه قارعاً سنا
كتــوم بــه الأنفــاس يحسـب نفسـه
تفـــارقه لــولا يشــير إذا أنّــا
يغيــب إذا أدنــى ويحضـر إن دنـا
ويفهــم إن أعنــى ويطـرب إن غنـى
ويشـرب بعـد الـذوق مـن كـاس كيسه
ويُـدنى لـه مـن فـرط مـا ظمـأ دِنّا
فيســـكره منـــه بخمـــرة وجــده
ويصــحيه منــه بـالوجود فلا أهنـى
يــذكره عنــد التفكــر مــا جـرى
فيـــورثه شــوقاً ويعقبــه حزنــا
ويقبضـــه خوفـــاً ويبســطه رجــا
ويؤنســه مــن بعــد هيبتــه منّـا
مقامـاته فـي الحـال حكـم بقائهـا
فأرضـاه بعد الفقر بالصبر فاستغنى
فــأورده عــن صـادر الفضـل فيضـه
تلـوح بروقـاً مـن طلائع ذي المعنـى
وحققـــه علـــم اليقيـــن بحقــه
وأشـهده عيـن اليقيـن فمـا استثنى
وكــان لــه التلــوين مـن بدايـة
فصـار لـه التمكين في الانتها حصنا
وحــــرره الإخلاص مـــن رق شـــركه
فمـا الـتزم الأكـوان فـي حجه ركنا
وفــوض فــي التسـليم بعـد يقينـه
فـآثر مـا يبقـى علـى كـل ما يفنى
ســخى ببـذل النفـس عـن كـرم بهـا
مطاهمــة مــن كــل ســابقة متنـا
لـه الصـعق بعـد الذل والخلع قبله
فـآمن بعـد التـوب عـن كل ما أكنى
وقربــه المعــراج مـن قـاب قربـه
تدلى بقرب القرب في البعد أو أدنى
فلا مضــمر إلا وفــي الهــو ضـميره
فنحــن إذا أنتـم وأنتـم إذا إنـا
تلـون فـي التمكيـن والعكـس بعـده
ليفنـى الذي أبقى ويبقى الذي أفنى
بعصــمة غــوث بــل وفــرد مخصــص
وجمعهمــا قطــب ضــمين لمـا ظنـا
يكاشـف غيـب الـذات بالـذات عـارف
عليــم بعلــم لا يحيــط بـه معنـى
محيــط ممــد فــي الـدوائر بـاطن
مـن الغـرض الأقصى إلى الغرض الادنى
روت عنــه أنبـاء العلـوم رسـائلاً
فـأروت مَحَـالَ الجهـل مـن حكم مزنا
لطـــائف عرفـــان رقــائق خــبرة
دقــائق تحقيــق ذخــائر لا تفنــى
وظـــائف تخصــيص مقامــات قربــة
فنـون اتحـاد كشـفها سـهل الحزنـا
وفــي قـوة الـوهم المحيـط جميعـه
فكـلٌ تـرى بالكشـف فـي قيـده رَهنا
فكيـف انعـدام الـوهم وهـو جودنـا
وكيــف وجــودٌ وهـو أس لمـا يبنـى
يفرقنـــا عنـــا ويجمعنــا بنــا
ويكــذبنا صــدقاً ويصــدقنا مينـا
حـروف مـتى مـا عربـت عنـه أعجمـت
فكـم أعرَبـت كشـفا وكم أعربت لحنا
وكــم حيـرت هـاد وكـم حيـدت هـدى
وكـم بخسـت خصـما وكـم أخسرت وزنا
وكـم أوجلـت صـبا وكـم أنحلـت ضنى
وكـم أهرقـت دمعـا وكـم أرقت جفنا
وكـم خيلـت مغـرى بهـا كنـه وصفها
فأصـبح مختـالاً بهـا سـاحباً ردنـا
بحــار علــوم فــي عماقــة لجهـا
بعاصـفة الأهـواء كـم أهلكـت سـفنا
محمد (وفاء) بن محمد النجم بن محمد السكندري، أبو الفضل أو أبو الفتح، المعروف بالسيد محمد وفا الشاذلي.رأس (الوفائية) ووالدهم، بمصر، مغربي الأصل، مالكي المذهب، ولد ونشأ بالإسكندرية، وسلك طريق الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ونبغ في النظم، فأنشأ قصائد على طريقة ابن الفارض وغيره من (الاتحادية).ورحل إلى إخميم فتزوج واشتهر بها وصار له مريدون وأتباع، وانتقل إلى القاهرة، فسكن (الروضة) على شاطئ النيل، وكثر أصحابه، وأقبل عليه أعيان الدولة، وتوفي بها، ودفن بالقرافة.كان واعظاً، لكلامة تأثير في القلوب، ويقال: كان أمياً.وللشيخ عبد الوهاب الشعراني (كتاب) في مناقبه.له: (ديوان شعر -خ) و(نفائس العرفان من أنفاس الرحمن -خ) و(الأزل -خ) و(شعائر العرفان في ألواح الكتمان -خ) و(العروش -خ) و(الصور -خ) و(المقامات السنية المخصوص بها السادة الصوفية -خ).