
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حــد الوجــود تــوهم وتفكـر
وتخيــل فــي كـل طـور يحصـر
هـو فيـه يبـدو ظـاهر منه له
عجبـا وعنـه بـه غـدا يتسـتر
هـو كـل شـيء واحـد فـي علمه
وسـوى الـذي مـن وصـفه يتكثر
متعــدد متحــدد هــو غيــره
متوحــد متفــرد هــو يشــهر
فبـــذاته وبوصـــفه متنــزه
وبفعلــه بــل واسـمه يتقـدر
عـدم إذا هـو لا يحـاط بكنهـه
وهـو الوجـود إذا لـه يتقـرر
جـزء إذا الناسـوت أبرز حكمه
كــل إذا اللاهـوت فيـه يـدبر
معنـى إذا ما الرب أظهر وصفه
عيـن إذا الرحمـن فيـه يصـور
جمـع إذا مـا اللَه أبرز آدما
فـرق إذا هـو في الوجود يطور
هــو آدم الإنســان لا متحجــب
بــالعجز عنـه دائمـاً يتعـذر
علـم إذا التحقيـق فيـه محرر
عقــل إذا هــو بـالأمر مخـبر
نفس إذا الشهوات تحكم والهوى
روح إذا هـو فـي الحظوظ مخير
قلـب إذا وقـع الخيـال بوهمه
سـر إذا هـو فـي عمـى لا يبصر
لـوح تضـمن أحرفـاً مـن فعلـه
قلــم يشــكل حرفــه ويســطر
طــرس لأســماء ظهــرن بغيبـه
فيهـا معـان قـد تلـوح وتضمر
عـرش إذا مـا الحـس غير مركب
بـالأمر والملكـوت عنـه يعـبر
كرســيه والحــس فيــه مركـب
متحلـــل أبـــداً ولا متغيــر
بالملـك يوصـف بل ويبعث خلقه
والكــون شـيء منـه لا يتقـدر
أفلاكــه المحسـوس بـل أملاكـه
إحساســه للضــبط حيـن يكـرر
والجــن منــه هياكـل وحشـية
أوصــافها فـي طبعـه لا تشـكر
ودوائر الكــونين سـبع دوائر
روح النبـات لكـل ذلـك مظهـر
فمركـــب وبســـائط ومفــارق
أجســـامه وصـــفاته تتحــرر
حــس ومحســوس وعقــل مــدرك
والسـابع المسـكوت عنه الأكبر
وهو القوى المنفوخ في إنسانه
ورد الوجـود بهـا وعنها يصدر
مـا بعـد هـذا غيـر شيء معدم
فيــه جميـع السـالكين تحيـر
هــذا وموجــده خفــي لا يـرى
متحجـــب بوجـــوده متســـتر
عـن كـل ذي وصـف ترفـع شـأنه
قــد حـل لا وصـف لـه يستشـعر
فهــو الضـمر ولا مسـمى مـدرك
لا خـــبر عنـــه ولا مســتخبر
حـط الرحال أنخ قلوصك ها هنا
فــالأمر دور والـدوائر تبهـر
مثـل الـدوائر نسـخة من نسخة
شـيء علـى طـول المدى لا يقصر
حـتى إذا ختـم القيـام وروده
يطـوى وينشـر مـا طواه وينشر
محمد (وفاء) بن محمد النجم بن محمد السكندري، أبو الفضل أو أبو الفتح، المعروف بالسيد محمد وفا الشاذلي.رأس (الوفائية) ووالدهم، بمصر، مغربي الأصل، مالكي المذهب، ولد ونشأ بالإسكندرية، وسلك طريق الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ونبغ في النظم، فأنشأ قصائد على طريقة ابن الفارض وغيره من (الاتحادية).ورحل إلى إخميم فتزوج واشتهر بها وصار له مريدون وأتباع، وانتقل إلى القاهرة، فسكن (الروضة) على شاطئ النيل، وكثر أصحابه، وأقبل عليه أعيان الدولة، وتوفي بها، ودفن بالقرافة.كان واعظاً، لكلامة تأثير في القلوب، ويقال: كان أمياً.وللشيخ عبد الوهاب الشعراني (كتاب) في مناقبه.له: (ديوان شعر -خ) و(نفائس العرفان من أنفاس الرحمن -خ) و(الأزل -خ) و(شعائر العرفان في ألواح الكتمان -خ) و(العروش -خ) و(الصور -خ) و(المقامات السنية المخصوص بها السادة الصوفية -خ).