
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عليــك ســتر مـن الرحمـن منسـدل
تـدعى بـه فـي حجاب الخلق يا رجل
كأنــك الملـك الـدحيي حيـث علـى
تمثــلٍ فــي مثــال مــاله مثــل
فـأنت فـي الكـون بـالأفلاك منحـرف
وأنـت بـالرب فـي الإنسـان معتـدل
وأنـــت كـــل لأجـــزاء يخيلهــا
وهـم النـزول علـى التحقيق مشتمل
فـالفرق فـي جمعـك الأعلـى له حكم
والجمـع فـي فرقـك الأدنـى له علل
وفـي السـموات والأرضـين أنـت بها
بـالطبع والعقـل تـأليه لـه عقـل
فـإن رفعـت حجـاب العقـل لا أفقـا
وإن رفعــت حجــاب النفـس لا سـفل
الحشـر فيـك وفيـك النشـر مشـتمل
فيهـا اسـتقرت بها الأنباء والرسل
فـأنت جمـع المثاني السبع خاتمها
وفاتـح سـر مـا أملـت لنـا الملل
وأنــت وصـف بـك التعييـن منفصـل
وأنــت ذات بــك الأســرار تتصــل
بـالغير أنـت كـثير مـا لـه عـدد
وأنــت لا غيــر لا فصــلٌ ولا جُمــل
وعنــد زوجــك بالتــأنيث كائنـة
يبدو على الكل منها الستر والكلل
تكسـى النتائج بالتحليل منك وبال
تركيــب منهــا كتـاب زانـه حلـل
تحنــو لأرضـك لا ترضـى السـمو ولا
فيهــا لغيـر الـذي أنزلتـه نـزل
حــواء آدم بعــد الفتــح مريمـه
مـن قبـل نفخـة روح القـدس تمتثل
وأنتـج الـذكر الأنـثى وقـد عكسـت
بختمهـا الحكـم فيهـا وهـو منفصل
وقـــد تبـــدى بلا زوج ولا ولـــد
موحــدا مــا لـه مـن غيـره مثـل
وجــاء فــي فطــرة لأنهــا عقــم
قــد أولـدت مـا لـه زوج ولا بعـل
ذكورهـــا وأناثيهـــا وزوجهمــا
فـي مظهـر الحـق إن حققتهـا عقـل
ولا توالـــد فــي عــدن ولا عــدد
فـي حضـرة الفـرد والأفعـال تنفعل
فالـذات فـي ذاتهـا تبدى خواطرها
فـي وصـفها لا بعيـن الجسـم تنتقل
فليــس فيـك إذا وحـدت منـك سـوى
وإن تجـــردت لا لبـــس ولا جـــدل
وإن نظــرت بعيــن الحــق تنظـره
إنســانها ولــه أعيانهــا مقــل
وفـي العمـا كـان لا فـوق ولا سـفل
وهكــذا الفــرد لا خلــف ولا قبـل
ولكنــه أبــدى مــن ظــاهر ولـه
فيــاض بــاطن أمــرٍ غيبــه الأزل
محمد (وفاء) بن محمد النجم بن محمد السكندري، أبو الفضل أو أبو الفتح، المعروف بالسيد محمد وفا الشاذلي.رأس (الوفائية) ووالدهم، بمصر، مغربي الأصل، مالكي المذهب، ولد ونشأ بالإسكندرية، وسلك طريق الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ونبغ في النظم، فأنشأ قصائد على طريقة ابن الفارض وغيره من (الاتحادية).ورحل إلى إخميم فتزوج واشتهر بها وصار له مريدون وأتباع، وانتقل إلى القاهرة، فسكن (الروضة) على شاطئ النيل، وكثر أصحابه، وأقبل عليه أعيان الدولة، وتوفي بها، ودفن بالقرافة.كان واعظاً، لكلامة تأثير في القلوب، ويقال: كان أمياً.وللشيخ عبد الوهاب الشعراني (كتاب) في مناقبه.له: (ديوان شعر -خ) و(نفائس العرفان من أنفاس الرحمن -خ) و(الأزل -خ) و(شعائر العرفان في ألواح الكتمان -خ) و(العروش -خ) و(الصور -خ) و(المقامات السنية المخصوص بها السادة الصوفية -خ).