
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فــتى الحــب صـب شـيبته فتـاته
وفــرق جمـع الشـمل منـه شـتاته
أســر حـديث الحـب قـدما فعـبرت
علــى خــده وشــياً بـه عـبراته
روى مثـل ما أروى المآثر والثرى
بمطلــق دمــع سلســلته رواتــه
إذا انصب منه الدمع صوبا تصاعدت
بأنفــاس ميـزان الجـوى زفراتـه
تــردى بـأبراد الـردى فتتـابعت
وقـد حصـرت عنـه الهنـا حسـراته
فهـذا الهـوى قطعـا هـوان بأهله
لعــــزة وصـــل داؤه أدواتـــه
فهيهـات يهنـا فيـه مـن هان عزه
ويحيـا فـتى وافتـه فيـه وفـاته
غلافــي هــدى غـي بـه كـل ناصـح
وغــي هــدى قـد ضـل فيـه غلاتـه
وكيـف هـداك اللَـه يرشـد ذو هوى
وقـــواده للغــي فيــه هــداته
ومــاذا عسـى يرجـى ويخشـى إنـه
وعيـد الهـوى عنـد المحـب عداته
غريـب يرجـى الأمـن في الخوف آيس
وأسـباب قطـع الوصـل منـه صـلاته
صــفى تخلــى عــن تخلـي صـفاته
وعــن ذاتــه حقـا تجلـت صـفاته
تجـرد فـي التوحيـد عن ذات وصفه
فآحــــاده أوصـــافه وذواتـــه
حقـائقه فـي الغيـب عيـن عيـانه
وتحقيقــه فــي غيبــه حضــراته
فوحشـته أنـس وفـي البعـد قربـه
وفــي مـوته وجـدا عليـه حيـاته
تـراءى لـه فيمـا تـوارى بعينـه
فتســبيح أعيــان العلا ســُبحاته
تعــرف بالأســماء لمــا تنكــرت
معـــارفه فيـــه فهــن ســماته
تكلــم أوحــى كـل كـون فـأحكمت
بتنزيـــل آيــات العلا كلمــاته
ســرى سـره فـي فيـء إعلان غيبـه
فأسـرى بـراق فـي السـرى خطراته
أزال زوال الــوقت وجهــة وجهـه
ففــي بعــده قـرب زكـت قربـانه
معــالم أعلام العلا عنــد عــوده
منـــازل عــز أوطنــت عزمــاته
أدار عليـه الـدهر فـي كأس كيسه
مـــدام دوام روحهـــا نفحــاته
لــه كـل حيـن حـان نشـأة نشـوة
فيحيـا بهـا بعـد المعـاد مواته
أدار علــى شـرب الغـرام شـرابه
فســـكرانه لا تنقضـــي ســكراته
علـى أمـره فـي الأمر بالأمر غالب
فتحـــره غيبـــا بــه غلبــاته
يقــول إذا ألقـى لـه روح أمـره
مقالـــة حــر أثبتتــه نفــاته
تلقـى فـألقى عنـه منـه لـه بـه
ففـي فيـه مـا أملـت لـه لهواته
فمـا منـه شـيء خـارج عـن ملاكـه
فكيــــف وأملاك العلا ملكــــاته
وآدمــه فـي الفتـح رحمـن ختمـه
وأعيــان أرســال العلا دوراتــه
كـذلك إلـى يـوم القيـام قيـامه
وكـــل إمـــام فيــه أم صــلاته
وفيـه دعـا الرحمـن للحـق خلقـه
وكــل دعـاد الخلـق منـه دعـاته
فـدع مـا عـدا دعواه وادع لعدنه
فعيـن اسـتجابات الـدعا دعـواته
وعنـد انكشـاف الساق من ستر سره
تخــر بــه طوعــا لــه سـجداته
وأيــامه بــالحق ســبع حقــائق
جوامعهــا فــي جمعــه جمعــاته
منــابره فيــه بــه كــل نـاطق
وأرقــى مراقــى مجــده درجـاته
علـى رتـب العليـاء فـي كل عارف
وفــوق مجــالي أوجهــا جلـواته
سـما فـي سماء المجد من كل ماجد
فــألمع أنــوار تــرى لمعــاته
وفــي خلـدٍ مـن كـل خُـرد خُلـوده
مـع الخُـرَد الغِيـد المَهى جلواته
إذا مـا غشـاها أسبل الستر دونه
فتُســفر عــن وضــع بـه سـفراته
فأشــياعه شــاعت شــرائعها بـه
وأبنــاؤه الأرســال منهـم ولاتـه
عــوائده عــودا بأعيــاد وعـده
إذا أوضـحت شـمس الهـدى وضـحاته
وجُملتــه عيــن الجمــال تفضـلت
ففــي كــل عيــن نـاظر نظراتـه
يـروح علـى غير الطريق التي غدا
عليهـــا فلا ينهــي علاه نهــاته
تنفسـه فـي الـوقت أنفـاس عصـره
فمــن طيبــه طـابت لـه طرقـاته
تـروح لـه الأرواح الحجيـج لأجلـه
وفــي جمعـه كـل الوجـود جهـاته
وكــل فــؤاد فيــه بيـت مُقـامه
لــه حــرم تحمــى بــه حرمـاته
لطــائفه طــافت عليـه بـه وفـي
عــوارف أعــراف النهـى عرفـاته
تصـــوره بــالحق يــوجب صــدقه
عليــه بمــا تعطـى لـه صـدقاته
فلا حســن إلا فــي محاســن وجهـه
ولا محســــن إلا لـــه حســـناته
محمد (وفاء) بن محمد النجم بن محمد السكندري، أبو الفضل أو أبو الفتح، المعروف بالسيد محمد وفا الشاذلي.رأس (الوفائية) ووالدهم، بمصر، مغربي الأصل، مالكي المذهب، ولد ونشأ بالإسكندرية، وسلك طريق الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ونبغ في النظم، فأنشأ قصائد على طريقة ابن الفارض وغيره من (الاتحادية).ورحل إلى إخميم فتزوج واشتهر بها وصار له مريدون وأتباع، وانتقل إلى القاهرة، فسكن (الروضة) على شاطئ النيل، وكثر أصحابه، وأقبل عليه أعيان الدولة، وتوفي بها، ودفن بالقرافة.كان واعظاً، لكلامة تأثير في القلوب، ويقال: كان أمياً.وللشيخ عبد الوهاب الشعراني (كتاب) في مناقبه.له: (ديوان شعر -خ) و(نفائس العرفان من أنفاس الرحمن -خ) و(الأزل -خ) و(شعائر العرفان في ألواح الكتمان -خ) و(العروش -خ) و(الصور -خ) و(المقامات السنية المخصوص بها السادة الصوفية -خ).