
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـك فـي العقـول معارف لا تنكر
وعلـى العقـول شـواهد لا تسـتر
وطـوت سـرائرنا علـى أسـرارها
طيــا لغيــرك دائمـاً لا ينشـر
وبـدا جمالـك للعيـون فمن أبى
خلـع العذار على الهوى لا يعذر
لـم لا يضـيء بـك الوجود وليله
فيــه صـباح مـن جمالـك مسـفر
فبشــمس حسـنك كـل يـوم مشـرق
وببــدر وجهـك كـل ليـل مقمـر
مــا لاح خــبر إذ يلـوح مخـبر
إلا وذاك الخــبر عنــك مخــبر
فعلــى حمالـك بالكمـال جلالـة
فيهــا لأهـل الكشـف سـر مضـمر
شـهدت لـك الأشـهاد أنـك واحـد
فــي كــل كـون أنـت لا تتكـرر
علـم اليقيـن يـراك عين يقينه
فيغيـب فـي حـق اليقيـن ويحضر
يـا مـن تنـزل فـي سنا سبحاته
متمثلاً بالفعــــل لا يتصــــور
أسـماؤك الحسـنى سـمت بمظـاهر
حسـنت فمـا للقبـح فيهـا مظهر
فلكــل ذات مــن جمالـك فاعـل
ولكــل فعـل مـن جميلـك مصـدر
فمصـادر الأفعـال باسـمك أعربت
ولـه الإشـارة وهـو فيهـم مضمر
ولــوجهه كــل الجهـات تـوجهت
وهـو الـذي فـي كـل شـفع يوتر
وجلا جمــالا فــي وجــود مطلـق
لا يســـتحيل وغيـــره يتغيــر
فالجسـم يفنـى فيـه عن أوصافه
حكمــاً فلا عرضـا ولا هـو جـوهر
وبــدت حقــائق حقــه بـدقائق
فــي وحــدة بصــفاته تتكــرر
فتبـارك اسـم اللَـه جـل جلالـه
عـن أثفـقِ فكـر فـي علاه يفكـر
هــو واحــد فـي واحـد آحـاده
جلــت فلا تحصــى ولا هـي تحصـر
يـا نقطـة الخط القويم ومن به
فـي الرفـع ينصب من عليه يكسر
هيهـات ينجـو مـن هـواك هواته
إن شـاء يحـذر منـه أو لا يحذر
أفـك فكـاك مـن الغـرام غريمه
أبــدا بـه يحيـا وفيـه يقـبر
أنسـاه تـذكار الهـوى سـلوانه
فســلوه المنســى مــالا يـذكر
شـعر السـلو بـه فأشعره الهوى
ثــوب الضــنى وسـلوه لا يشـعر
يعـدو عيـون العائدين فما ترى
عيــن لــه أثـرا عليـه تعـبر
كتبــت علــى وجنـاته أسـراره
والجفـن يملـى والمـدامع تسطر
سـر ضـمائره الجفـون فهـل يرى
دمــع يســر وجفـن عيـنٍ يضـمر
ســهل عليـه فـي هـواه هـوانه
والمــوت فيــه هيــن لا يعسـر
أخلـى ربـوع العيـن وهي دوارس
ومنـازل التبريـح فيهـا يعمـر
يبغــى سـلوباً كـل حـرف عامـل
جزمــاً ومـا فيـه لفعـل مصـدر
يطـوى بسـاط البسـط منه لحينه
ليــل يطـول وجفـن عيـن يقطـر
مـن كـان يهوى من هويت فكل ما
يلقــاه فيــه هيــن لا يعســر
كــم فيـه للأبصـار حسـن مـدهش
كــم فيــه للأرواح راح مســكر
سـبحان مـن أنشـاه مـن سبحاته
بشــرا باسـرار الغيـوب يبشـر
قاســوه جهلا بــالغزال تغـزلا
هيهـات يشـبهه الغـزال الأحـور
هـذا وحقـك مـا لـه مـن مشـبه
وأرى المشـبه بالجهالـد يكفـر
يـأتي عظيـم الـذنب في تشبيهه
لــولا لــرب جمــاله يســتغفر
فخــر الملاح بحسـنهم وحمـالهم
وبحســنه كــل المحاسـن تفخـر
فجمــاله مجلــى لكــل جميلـة
ولــه منــازل ضـوء وجـه نيـر
كيـف الفكـاك عن الفتون بلحظه
وفتــوره عــن سـحرها لا يفـتر
كسـر الفـؤاد بكسـرة فـي جفنه
ويرشـف هاتيـك المراشـف يجـبر
حسـر اللثـام فـزاد قلبي حسرة
مـن لـي بلثـم لثـامه إذ يحسر
فـي وجنـتيه دمـى أراق فراقني
ورد بريحــان المــرائر أخضـر
جنــات عـدن فـي جنـى وجنتـاه
ودليلــه أن المراشــف كــوثر
حجرت محاجره العيون على البكا
أبكـى عيونـاً بالمحـاجر تحجـر
فـي عيـن جمع الجمع يبصر حسنه
بصــر بنـور الحـق منـه يبصـر
وســواه محجــوب بسـوءة سـوئه
لســرائر الوسـواس منـه ميسـر
هيهـات ألهـو عـن هـواه بغيره
والغيـر فـي حشـر الأجانب يحشر
كتـب الغـرام علـيّ فـي أسفاره
كتبــا تــؤول بـالهوى وتفسـر
هـذا وبعـد فـإن في بعد الهوى
قربــاً بـه أطـوى وفيـه أنشـر
فدع الدعى وما ادعاه من الهوى
فــدعيه بــالهجر فيــه يهجـر
وعليـك بـالعلم العليـم فـإنه
لخطيبــه فــي كـل خطـب منـبر
فعلـى المحقـق نـور حـق ظـاهر
وعلـى الشـهيد شـواهد لا تنكـر
محمد (وفاء) بن محمد النجم بن محمد السكندري، أبو الفضل أو أبو الفتح، المعروف بالسيد محمد وفا الشاذلي.رأس (الوفائية) ووالدهم، بمصر، مغربي الأصل، مالكي المذهب، ولد ونشأ بالإسكندرية، وسلك طريق الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ونبغ في النظم، فأنشأ قصائد على طريقة ابن الفارض وغيره من (الاتحادية).ورحل إلى إخميم فتزوج واشتهر بها وصار له مريدون وأتباع، وانتقل إلى القاهرة، فسكن (الروضة) على شاطئ النيل، وكثر أصحابه، وأقبل عليه أعيان الدولة، وتوفي بها، ودفن بالقرافة.كان واعظاً، لكلامة تأثير في القلوب، ويقال: كان أمياً.وللشيخ عبد الوهاب الشعراني (كتاب) في مناقبه.له: (ديوان شعر -خ) و(نفائس العرفان من أنفاس الرحمن -خ) و(الأزل -خ) و(شعائر العرفان في ألواح الكتمان -خ) و(العروش -خ) و(الصور -خ) و(المقامات السنية المخصوص بها السادة الصوفية -خ).