
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
افـرض وجـودك فـي محـض مـن العدم
تبـدو معـاني حـديث صـح عـن قـدم
شــيء وليــس لــه وصــف يميــزه
قطعــاً ولكنــه فــرض مـن الكلـم
ذات الجلالــة فــي رحمــن متصــف
يلــوح فـي مظهـر للعيـن كـالعلم
مقـــدس ســبحات الحمــد تحجبــه
فأشـرق النـور فـي داج مـن الظلم
تغــايرت فيــه أفعــال تصــرفها
أسـماؤه فـي مجـاري الحكم والحكم
اختــص عــن كــل موجـود بقـدرته
إلا الخليفــة فــي فتــح ومختتـم
وأدخــل الكـل قهـراً تحـت قـدرته
فهــم لـه كعصـا والجنـد والخـدم
والجـامع الفـرد غـوث الخلق كلهم
قـد خص بعد المثاني السبع بالعظم
يقـوم عنـد اختتـام الدور مفتتحا
دور الوجــود بــأمر غيــر متهـم
وجـه بـدا وهـو فـي سـتر وفي سجف
لكنـــه لفتـــاه غيـــر منكتــم
بــدا لـه مسـفرا كالشـمس طلعتـه
والخلـق فـي كمـةٍ عنـه وفـي صـمم
خـذ مـن علـوم هداة اللَه ما ظهرت
فيضـا عـن العلم لا فيضا عن الديم
وحيــا تنـزل روح الأمـر عنـه بـه
إليـه فـي لـوحه المحفـوظ بالعصم
معراجــه كـان فـي أسـماء مظهـره
حـتى لقـاب اتحاد الذات في العدم
توحيــد وحــدته إظهــار حكمتــه
مـن حيـث حـدد فـي تصـوير منصـرم
بـدا وقـد غـاب عنـه كـي يلوح له
فلاحــت الآيـة الكـبرى مـن الرسـم
هــذا ليعلـم أن الحـق كـان كمـا
قـد صـار يبـدو بحكـم غيـر منخرم
مسلســـل دائر فــي كــل ناهيــة
مـن حيـث أبـداه كشـفا غير محتشم
علــم تصـح بـه كـل العلـوم هـدى
صــراط حــق عليــه راسـخ القـدم
وبعـــد ذاك أمـــوركم أســـترها
والحـق أوضـح مـن نـار علـى علـم
مراتــب الكفـر والإيمـان أجمعهـا
كباطــل صــح بـالتحقيق عـن سـقم
أســماء أفعــال أضـداد يقابلهـا
وفـق مـن الصـدق لا وفـق من التهم
أشــياء ليـس لهـا إن غصـت آصـلة
يخالهــا نــائم الأوهـام كـالحلم
وفـي العمـا كان رحمن الوجود كما
قد جاء أوفى الهوى أو ظلمة العدم
قـل لـي نسـيت حديثاً كان منك على
قـديم عهـد مـن التوحيد في القدم
فرقــت شــملك بالأوهـام ثـم علـى
مـا فـرق الـوهم قد أصبحت في ندم
محمد (وفاء) بن محمد النجم بن محمد السكندري، أبو الفضل أو أبو الفتح، المعروف بالسيد محمد وفا الشاذلي.رأس (الوفائية) ووالدهم، بمصر، مغربي الأصل، مالكي المذهب، ولد ونشأ بالإسكندرية، وسلك طريق الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ونبغ في النظم، فأنشأ قصائد على طريقة ابن الفارض وغيره من (الاتحادية).ورحل إلى إخميم فتزوج واشتهر بها وصار له مريدون وأتباع، وانتقل إلى القاهرة، فسكن (الروضة) على شاطئ النيل، وكثر أصحابه، وأقبل عليه أعيان الدولة، وتوفي بها، ودفن بالقرافة.كان واعظاً، لكلامة تأثير في القلوب، ويقال: كان أمياً.وللشيخ عبد الوهاب الشعراني (كتاب) في مناقبه.له: (ديوان شعر -خ) و(نفائس العرفان من أنفاس الرحمن -خ) و(الأزل -خ) و(شعائر العرفان في ألواح الكتمان -خ) و(العروش -خ) و(الصور -خ) و(المقامات السنية المخصوص بها السادة الصوفية -خ).