
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أسـرى بـه فـي ليلـة المعـراج
بمعـــاجز الإلجــام والإســراج
نـور سـرى فـوق الأثيـر وميضـُه
والليـل في العشر الأواخر داجي
حـتى أضـاء الكـون نـو سـنائه
متألقــا فــي ضــوئه الوهـاج
بــدر أضـاء الخـافقين بهـديه
فــي عــالم لضــيائه محتــاج
مـن بطـن مكـة والعـوالم هجـع
أســرى بـه للقـدس ذي الأبـراج
وسـما إلـى اُلأُفـق العليّ بليله
يَفتَـــضُّ محكـــمَ مغلــق الازلاج
حــتى تـدنىَّ قـاب قوسـين إلـى
أن كـان يسـمع همسـة المتناجي
ولقــد رآه نَزلَــةً أخـرى كمـا
قــال الإلــه بقصــة المعـراج
مـن ذا يمـاريه على ما قد رأى
لــولا العنــاد وخطـة الارهـاج
إذ جنة المأوى وفيها ما اشتهت
نفــس ومــا يهـواه كـل مـزاج
والسدرة العظمى وإذ يغشي الذي
يغشــى مــن الأفــراد والأزواج
فــي عــالم ملكـوته طُهـرٌ بلا
رجــس هنــاك لا بــذيء لجــاج
جبريــل ينشـر بالسـلام جنـاحَه
يققــاً تطهــر عــن دم ثجّــاج
وتـرى الملائك قائمـاً أو قاعداً
يــدعو بــذلك ربــه وينــاجي
بحــر مــن الأنـوار ضـَوءٌ كلـه
متلاطـــم كـــالعيلم العجّــاج
تتــوجه الآمــال نحــو مقـامه
مثـل الفـراش يحـوم حـول سراح
يـدوي دُعـا المظلوم فيه مكبرا
وتوســلُ الملهــوف والمحتــاج
فـرأى الـذي مـا قبله عين رأت
كلا ولا ســــمعته أذنُ منـــاجي
والصالحون ذوو الشهادة والتقى
يمشـون في الفردوس في الديباج
يسـقون مختـوم الرحيـق مشعشعا
بـالنور كأسـا فـي لطيـف مزاج
ورأى ذوي الآثـام والإجـرام فـي
حــال مــن الآلالــم والإزعــاج
يُغـذَونَ بـالزقوم والغسـلين أو
يمشــون فــي الأغلال بالكربـاج
والأنبيــاء استبشـروا بـأجلهم
فـي القـدر والناموس والمنهاج
ولقـد رأى آيـاته الكبرى التي
هــي للجهــول طلاســمٌ وأحـاجي
تبـا لمـن أعمـى الهوى أبصاره
فغــوى كسـار فـي قتـام عجـاج
هـزأت قريـش حيـن قـال طغاتها
لا تســـمعوا لمخـــرف هـــراج
قولـوا أيقطـع فـي هزيع ماونت
عنـــه هجــان الســير والادلاج
أم كيـف يعـرج للسـماء بجسـمه
صــــُعُداً بلا ســــبب ولا أدراج
مـن ذا يقيـس المعجـزات بعقله
فــي منطــق وقواعـد اسـتنتاج
إن المعــاجز لا تقــاس بآلــة
وَســَمَت عـن المسـطار والأزيـاج
مـن قبـل قـرن مـن يصـدق أننا
سـنرى ونسـمع مـن بعيـد فجـاج
أو يـدرك الـرادار رجع صدى له
حــول السـهى بتذبـذب الأمـواج
أو يخضــع الإنســان عنصـر ذره
بســـديد تفكيـــر وحســن علاج
هـزؤوا بـه سـَفهاً لضعف حلومهم
واللـــه آخــذهم بالاســتدراج
حـتى انجلت لهم الحقيقةُ بعدما
شـهدوا مـن الآيـات كـل مفـاجي
وانقــاد كــل مكـابر ومعانـد
وانصــاع كــل منـافق ومـداجي
وتهـاوت الأصـنام مـن عليائهـا
واجتُثَّــت العُــزَّى مـن اَلأوشـاج
والنــاس كلهــم بعــزم صـادق
دخلــوا بـدين اللـه بـالأفواج
ومشـت كتـائبهم مشـاعلَ للعلـى
مـن كـل أزهـر بالشـهادة ناجي
هـوت العـروش أمامهم وعنا لهم
ذو الصــولجان وأبّهـات التـاج
وعلـى البسـيطة رفرفـت أعلامهم
كالصــبح عــمَّ اُلأفــق بـالإبلاج
القــدس للفـاروق يفتـح بـابه
ويزيــل عنــه محكــم الإرتـاج
ويظــل مفتـوح الرتـاج مُؤَمَّنَـا
حــرا لمقــدم ســائر الحّجـاج
وأتـى صـلاح الـدين يَقـدُمُ جيشَه
ليبشـــر المأســور بــالافراج
واليـوم روعـت المحـارم جهـرة
فيـــه وشــتت أهلــه بملاجــي
وغـدت فلسـطين الشـهيدة مذبحاً
فيـه الـدماءث جـرت من الأوداج
فـي ديـر ياسـين وفـي أخواتها
ذبـح اَلأهـالي مثـل سـرج نعـاج
والمسـلمون جميعهـم فـي شـاغل
مــن سفســفات أو عقيـم لجـاج
رحمـاك ربـي إنَّ أرشـك قـد خلت
فــابعث لنـا يـا رب بـالإفراج
خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائراوسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.