
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فعالــك تســهتوي القلــوب فتطــرب
فيعـــرب عنهـــن اللســان فيطنــب
صـــحائف مجـــد ناصـــعات يخطهــا
بفخـــر يــراع الكــاتبين فيســهب
ففيهـــن للإنســـان أســمى بطولــة
يمجــدها التاريــخ دهــراً فيــدأب
وفيهــا مــن الإلهـام للشـعر مصـدر
غزيــــر وروض للأناشــــيد مخصـــب
فـــأنت مثـــال للكمـــال مجســـم
تــذل لــك الأقــران قهــراً وتجـذب
وأنـــت بميــدان السياســة ســابق
مـتى جـاءك الأقطـاب منهـم تكهربـوا
فهـم أكـبروا منـك الصـراحة المضـا
ومــن ذلــك الإكبــار هـذا التـأدب
وقمــت بتــدبير الممالــك حازمــا
وملكــك مــن كـبرى الممالـك أرحـب
فمــن شــرفات الشـام بـاتت حـدوده
شــمالا إلــى نجـران بـل هـو يجنـب
ومــن ســاحلي بحـر الخليـج مشـرقاً
إلــى القلـزم المشـهور حيـث يغـرب
عســير المطــا لــولاك صـعب قيـاده
وإصـــحلاه فــي كــف غيــرك أصــعب
بـه الخلـف مـن عصـر الصـحابة منشب
مخــالب مــا إن تنثنـي حيـن تنشـب
ومــن أكــبر البلـوى عليـه قبـائل
مـن البـدو فـي تلـك الممالـك تضرب
يســيل دم الثــارات بيــن بطونهـا
وديــدنها فـي الغـزو تسـطو وتنهـب
ومــن رام إحيــاء الشــعوب فلا أرى
يتــم لــه وســط البــداوة مطلــب
ولا رأي فيهـــم والجهالــة طبعهــم
وعـــادات ســـوء عنـــدهم وتعصــب
وأنــت النطاســي الحكيــم برأيــه
تشــخص أصــل الـداء والـداء مرعـب
فـأيقنت أن الملـك فـي البـدو زائل
إذا لـــم يحضــر أهلــه ويهــذبوا
فقمــت بنشــر الــدين فيهـم وإنـه
دواء لأدواء النفــــــوس مجـــــرب
وليــس ســوى الـدين الحنيـف مطهـر
لعــادات شــعب أهلــه قـد تشـعبوا
فلمــا اســتجابوا للهــدى وتشـربت
نفوســـهم مـــن هـــديه وتشــربوا
أكبــوا علــى القـرآن يتلـون آيـه
وكلهـــم يقـــرا الحــديث ويكتــب
ومـــن أمـــة أميـــة جئت للــورى
بشــعب علــى نيــل العلــى يتـدرب
ونــاديتهم نحــو الحضــارة داعيـاً
فلبــوا وعـن نهـج البـداة تنكبـوا
وتلــك الفيــافي القــاحلات مـدائن
بهـا الـزرع ينمـو والمتـاجر تجلـب
أولئك جنــد اللــه أنــت زمــامهم
تقـــودهم نحـــو العلـــى وتهــذب
بـك اجتمعـوا بعـد الشـتات فـألفوا
قــوى ترجــف الضـد العنيـد وترهـب
وهــم ســيفك البتــار أتـى تـوجهت
مضـــاربه يفـــري ويمنــاك تضــرب
حمــائم تقــوى فــي المسـاجد خضـع
وآســاد غــاب فــي الــوغى تتـوثب
علـى أن هـذا الهـدي لـم يرض معشراً
أجــابوه لكــن بالنفــاق تجلببـوا
رفعتهـــم عـــن مســتواهم تألفــاً
فـــزادوك إبعـــاداً وأنــت تقــرب
ومــا ضــربوا إلا بيمنــاك مضــرباً
ومـــا ســـعدوا إلا وســعدك يغلــب
فغرهــم النصــر الـذي بـك أحـرزوا
وأطغتهـم النعمـى الـتي منـك تسـكب
ومـن هـم فقـد كـانوا إلـى قبل مدة
جفــاة بهــم صــقع المعيشـة مجـدب
ولــم يــك ســلطان رئيــس عتيبــة
فـــأنت لــه دون الأنــام المرتــب
نفيــت ابـن هنـدي عنـه ثـم نصـبته
ولــولاك بعـد اللـه مـا كـان ينصـب
وهـذا ابـن سـلطان الـدويش ولم يطل
لــه أمــد حــتى عـن البـال يعـزب
ومــا كــان ضــيدان ليخلــص ســره
وفيــه مــن الإحســاء نــار تلهــب
أولئك ثـــالوث الجهالـــة غرهـــم
نوالــك والحسـنى الـتي أنـت ترغـب
فظنــوا وظــن البعــض أنــك قـائم
عليهـــم وأن الجــود منــك تحبــب
ومـــن ذل خوفــاً لا يطيعــك رغبــة
إذا زالـــت الاســباب زال المســبَب
أبـوا غيـر نكـران الجميـل تسـوقهم
نفــوس إلــى الفوضــى تحـن وتقنـب
وأول غــــل أظهــــروه فعــــالهم
لـدى الطـائف المسـكين أيـام ينكـب
وقـول الـدوريش الفـدم في أهل يثرب
جزاؤهـــم أن يقتلــوا أن يصــلبوا
وقــد ســاءه فتــح الأميــر محمــد
لهـــا والســعودي الصــميم محبّــب
وطاغيـــة الصـــرار جــاء بقــومه
كـــــــراع لآراض الكلا يتطلــــــب
فـارجعتهم سـود الوجـوه كمـا اتـوا
وتــم لـك الفتـح الـذي أنـت تطلـب
ومــا كنـت ترضـى أن يمسـوا سـواهم
بســوء وهـم قـد قتلـوا ثـم خربـوا
وجـــده لـــولاوهم لســـلم أهلهــا
مـتى بـودروا مـن قبـل أن يتـأهبوا
فـــأوقفتهم كيلا يعيــدوا فعــالهم
وأنــت لهــا مــا تــأتلي تتجنــب
فبـــات أثـــافي النفـــاق ثلاثــة
ومــن فــوقهم قــدر المـروق مركـب
وزادهــم الإصــلاح فـي الملـك سـخطة
وأيــن مــن التمـدين عنقـاء مغـرب
رأوا مــن فعـال الكهربـاء عجائبـاً
وذاقـوا عناهـا فـي الحـروب وجربوا
لقـــد علمــوا أن اقتنــاءك عــدة
ســواهم ســترميهم بهـا إن تـألبوا
ومــا الســائرات المـدرعات حقيقـة
ســوى عُــدد فيهــا العصــاة تـؤدب
ومـا الطـائرات المسـرعات إذا رمـت
قنابلهـــا إلا الـــدمار المخـــرب
ومــا الـبرق يحصـي عنهـم حركـاتهم
وينقلهـــــا إلا رقيــــب معقــــب
فغــروا عقــول الســاذجين بقـولهم
صــناعات كفــار إلـى السـحر تنسـب
فــابطلت دعــواهم وأظهــرت غشــهم
بــأن لهــا نــص الشــريعة يــوجب
فعــادوا إلـى الإفسـاد بيـن بلادكـم
وجاراتهــا تغــزو السـرايا وتسـلب
وشــــجعهم أن المخـــافر تُبتنـــى
خلافـــاً لميثــاق العقيــر وتنصــب
وقــد كــان أحـرى بـالعراق قيـامه
بمــا هــو أولــى للــوئام وأقـرب
ولكـــن أمــراً قــد أتــوه وحجــة
كــواهي نسـيج الريـح حـاكته عنكـب
وقـــد كــان ســهلاً حلهــا بمــودة
علــى أنـه فـي الأمـر للقـوم مـأرب
مشــاكل لــولا أنــك اعتـدت دفعهـا
لضــقت ولكــن صــدرك الرحـب أرحـب
فـــداريت جيرانــاً ودوايــت علــة
تســيل دماهــا بينمــا هــي تنـدب
وعــدت وأوعــدت البغـاة فلا العطـا
يفيــد ولا التهديــد بـالقول يرهـب
إذا عاهـدوا عهـداً بـه نكثـوا غـداً
وإن وعـدوا خـانوا وعـاثوا وأحربوا
يشـــنون غــارات الفســاد نكايــة
علــى أنهـم باسـم الجهـاد تحجبـوا
ولمــا تمـادوا فـي الضـلال دعـوتهم
وهيهــات أن يلقــى العدالـة مـذنب
لمـــؤتمر يحــوي القبــائل كلهــا
تنحيــت فيـه كـي يشـيروا وينصـبوا
فلبــاك فيــه المخلصــون جميعهــم
يضــيق بهــم ســهل مـن الأرض مرحـب
وهبـك تركـت الحكـم فيهـم فَمَـن لهم
ســواك مليــك فــي القلــوب محبـب
أمـــن فئة شـــاهت وجوهــا وهــذه
وفـــود الرعايــا لا تعــد وتحســب
أجـابوا الـدعا إيـاك نختـار مالكا
يســـوس الرعايـــا كلهــا ويــؤدب
ولكــن طــواغيت البغــاة تقاعسـوا
خــوارج فيمــا بينهـم قـد تحزبـوا
وبـــانت نوايـــاهم ولاح خـــداعهم
وإن هــم بجلبـاب الجهـاد تجلببـوا
ولــم يكفهــم قتــل الأجـانب غيلـة
فقــد قتلـوا أهـل القسـيم وسـلَّبوا
هنالــك فـاض الكيـل والحلـم غرهـم
وفـي مثـل هـذا الفتـك كـالحلم طيب
ولمــا دعــا داعـي النفيـر أجبنـه
كتـــائب فـــي أبطالهـــا تتكتــب
ويــا لـك مـن صـبح رأت فيـه شمسـه
وقــد طلعــت سـهلا مـن الـدم يخضـب
علــى سـبلة الزلفـي أفـاق طغـاتهم
وليــس لهــم بعــد الهزيمـة مهـرب
وبـــانت لهــم أحلامهــم وظنــونهم
هبــاء وهــل فــي الآل مـاء فيشـرب
أتتهــم جنـود اللـه مـن كـل جـانب
وحـــل محـــل البندقيـــة أعضـــب
ولـو لـم يهـب عبـد العزيـز بقـومه
إلـى المنـع فيهم لاستبيحوا وأعطبوا
وجاء الدوريش الفدم في النعش مثخنا
وأجهــش يبكــي ضــارعا وهـو ينحـب
ومنــذ رأى عبــد العزيــز نســاءه
حــواليه أغضــى عنــه وهــو يـؤنب
وقــال ألا تبــت يــداك مــن امـرئ
خـــؤون فهــذا مــا تحــب وترغــب
ومــا ابــن بجـاد غيـر طيـر محلـق
ســيهوي وإن طــال المجــال ويتعـب
وقــد عـاد مـن بعـد الفـرار بذلـة
فلاقـــى جــزاه الغــادر المتقلــب
وثالثـــة الأثفـــي ضــيدان قــابع
بصـــرَّاره ســـير الحــوادث يرقــب
إذا ذكــر الإحســاء والعيــث هـاجه
غليـــل بـــه مـــن حــره يتقلــب
ومـن قـومه العجمـان فالغـدر خلقـه
غــذي دره حــتى غــدا وهــو أشـيب
ومـا الطبعـة الكـبرى وما جرّ بعدها
وكنــــزان إلا غـــدرهم والتقلـــب
هــم غــدروا فهــداً فكـان جزاؤهـم
مــن اللـه أن ينفـوا وأن يتغربـوا
ويــا غــدرة كلـب الكلاب أتـى بهـا
لهـــا كـــل غــاوٍ غــادر يتهيــب
وشــر الأعــادي ذو النفــاق فــإنه
علــى مــا بــه يغريــك إذ يتحبـب
لقــد ظـن أن الجـو للحكـم قـد خلا
بمقتـــل ضـــيدانٍ لمـــا يتطلـــب
ولكـــن أبـــى مـــولاك إلا فضــيحة
فقــد قلبــوا ظهـر المجـنّ وخربـوا
رأوك بعيـداً فـي الحجـاز ومـا دروا
بــأن إلــه العــرش دونــك أقــرب
فولـوا إلـى الـوفراء والقيـظ لافـح
لكـي يشـبعوا الأطمـاع والكـل أشـعب
وان أنــس للتاريــخ لا أنـس موقفـا
لآل عطــا فــي صــدقهم إذ تصــلبوا
بــــداة وأخلاق الحضـــارة هـــذبت
حواشـــيهم فــي فعلهــا فتهــذبوا
فظلـــوا علـــى إخلاصــهم وولائهــم
وليــــس لهــــم إلا ولاؤك مــــذهب
علــى قلــة لكـن لهـا اللـه كـالئ
ومـــن حـــولهم أعــداؤهم تتــألب
ومـا العـازمي عنـد العدى غير لقمة
تســـاغ وإلا شــربة المــاء تشــرب
هنـاك علـى الـوفراء بـاتت جمـوعهم
وشـادوا بيـوت الحـرب فيهـا وطنبوا
وقــد أرسـلوا نحـو الـدويش بـداره
فــأغروه إن الجهــل بالعقـل يلعـب
فأرضـاهم القـوم الميـامين فـي رضى
بضــربة مــن للحــق يرضــى ويغضـب
فولـوا ولـم يلـووا فلا الابـن منقـذ
أبــاه ولا يلــوي علــى إبنــه الأب
وعــادوا وقـد كـان الـدويش وقـومه
لـــدعوتهم قــد جــردوا وتغربــوا
ولمـــا درى بـــالأمر عــض بنــانه
كمــا غــص قبـلُ الخـائن المتذبـذب
ومــا عنــده غيــر التجلـد بعـدها
وقــد خــاب فيمــا يرتجيـه ويحسـب
فـــآوى إليـــه كــل جمــع مشــرد
وقــد قــام فيهـم بالحماسـة يخطـب
فلـــول ولكـــن الدســـائس شــجعت
وللنـــاس آمـــال وللــدهر مــأرب
دســـائس عــادت بالوبــال لأهلهــا
ومــا شــفت الأحقــاد والـدهر قلـب
فــوا عجبــا فـالحرب كـانت لأجلهـم
فكيـــف أعــانوهم ألمــا يجربــوا
ولكـــن ألغـــاز السياســة حلهــا
عجيـــب وأطــوار السياســة أعجــب
فسـر فـي سـبيل اللـه فـالله كـالئ
وقــم بلــواء اللـه فالنصـر مصـحب
هنـاك اسـتعد ابـن الـدوريش لغـارة
بنجـــد ونيـــران الســموم تلهــب
فخــاب لـدى القاعيـة الفـدم خيبـة
بخفــي حنيــن عــاد بـل هـو أخيـب
وقســـّم أجنـــاد الضــلال عصــائباً
وفرقهــــم أن المشــــيئة تغلـــب
فأرســل للغــرب الدهينــة داعيــاً
فكـــان غرابــاً بالمصــائب ينعــب
وخلــى ابنــه عبـد العزيـز وركنـه
بســبع مئيــن فــي السباسـب يضـرب
فلاقــاه فــي أقــوامه ابـن مسـاعد
فأفنــاهم قتلا أبــا لســيف يلعــب
فنــوا كلهــم ســبع مئينـا وتسـعة
طعــــام تغــــداه نســــور وأذؤب
لقــد هـاله فقـد ابنـه وهـو سـاعد
ومــن معـه مـن خيـرة القـوم منكـب
فــأدركه اليــأس المميـت فمـا لـه
سـوى الضـربة القصـوى وهـل ثم مضرب
فقـــرر إتيــان العــوازم حاســباً
بــأن اســمه عنــد العـوازم مرعـب
ولــم يــدر أن الجـد بـالأمس جـدكم
وأكـــبر ذل غـــالب ظـــل يغلـــب
ومـا كـاد يلقـي فـي النقاير جمعهم
إذا هــو مـن أيـدي العـوازم يعطـب
ويكفيـــه أن اللــه أخــزى عتــوه
فــذلله إذ لــم يكــن قــط يحســب
تنــازل يبقـي الصـلح عـن كبريـائه
وأي دويــــش للعــــوازم يرهــــب
ولكنـــه أمــر مــن اللــه نافــذ
يعـــز فيعطـــي أو يـــذل فيســلب
وفـي الغـرب قـد كـانت عتيبة أخلدت
لغــــدر فلا تنــــأى ولا تتقــــرب
إلـى أن أتاهـا ابـن الدهينة ناعقاً
يبـــث أســـاليب الفســاد ويكــذب
فمحصـــهم هـــذا ســـليم مســـالم
عصــاه وهــذا فــي الغوايـة أجـرب
فجئتهـــم كالمـــاء للنــاء مطفئاً
فــأدبتهم والســيف نعــم المــؤدب
وان الـــذي صــادرته منــك أصــله
وأنــت لهــم أضــعاف ذلــك تــوهب
وجئت بجنــد اللــه تزجــي جمــوعه
تضــيق بـه الأرض الفضـا وهـي سَبسـَبُ
فلا مرتــــع يكفيهــــم بنبــــاته
ولا مـــورد إلا مــن الــورد ينضــب
ولكــن سـقاك اللـه بـالغيث أينمـا
تــوجهت فالســحب الغزيــرة تســكب
فــأنت لهـم كـالغيث بـالجود مطعـم
وغيــث ســماء اللـه بـالجود مشـرب
إلـى أن أتيـت الباطن الحفر فانتحت
جنـــودك جمعـــا للعـــدى تتطلــب
فضــاقت بهــم سـبل الفضـا وفجـاجه
مـن الرعـب حـتى عنـدها الكـف أرحب
قـــد اعتــورتهم للنســور مخــالب
وقـــد ســاورتهم للقســاور أنيــب
ومــن ســر حكـم اللـه أنهـم طغـوا
عتــوّاً وفـي صـغرى السـريات أدبـوا
ومـن سـر حكـم اللـه انهـم التجـوا
إلــى مــن عليـه بالجهـاد تحجبـوا
عمــائمهم صــف الــبرانيط حولهــا
تصـــــافحهم أيــــديهم وترحــــب
الأهـــل درى الخـــوَّان أن دويشــهم
لـه فـوق متـن السـحر مـأوى ومركـب
أينكــره بــالأمس واليــوم يمتطــي
مــن الســحر طيــاراته حيـن يركـب
وذلــك كيمــا يظهــر اللــه خزيـه
فيــؤتى بــه للشــرع أيــان يـذهب
وقـــد أســلمته الإنكليــز بحالــة
يـــود لهـــا لـــو أنــه متنقــب
كـــأني بـــه لا عـــاش ودَّ بـــأنه
مـن الخـزي ثـاوٍ فـي الـتراب مغيـب
وقــد قرنــوا جنبــاً لجنــب ثلاثـة
ينــوؤون بــالأغلال والــوجه مقطــب
وقــد فقــدوا أمــوالهم وعيــالهم
وأضـــحوا وبـــراق الأمــاني خلــب
وتــم لــك النصــر المـبين عليهـم
يحفـــك بالتأييــد والعــز مــوكب
لــك الحلــم بعــد الاقتـدار وانـه
لطبعـــك إن الطبــع لا شــك يغلــب
ومـا النـاس فـي تقـدير حلمـك واحد
فعنــد اللئام الحلــم عجــز مهـذب
وعنــد اللئام الجــود منــك تـودد
وعنــد اللئام البِشــر منــك تحبـب
أريتــك لــو صــبت ملايينــك الـتي
منحتهـم فـي الـترب هـل كـان يجـدب
ولــو غيرهـم زودت مـن بعـض زادهـم
وجـدك مـا كـانوا ليطـووا ويسـغبوا
وكــانوا يــرون المشــهديات زينـة
فأطغــاهم منــك الحريــر المقصــب
نلــوم ولكــن كلمــا صــار شــاهد
بأنــك فيمــا أنــت تفعــل أصــوب
فتحــت لنــا عصــر الرقــي بحكمـة
ســديدَ خطــى لامــا أتــى المتـوثب
بــدأت لنــا بــالأمن والأمـن نعمـة
هـو الـروح يحيـا الملك منها ويرأب
وثنيتــه بالعــدل بالشــرع حاكمـا
ألا إن حكــم اللــه للعــدل أقــرب
وأدخلــت آثــار الحضــارة ناشــراً
فضـــائلها حـــتى بنـــا تتشـــرب
وأبهـــج مـــا شـــاهدته ورأيتــه
نســورك فــي الأجــواء تعلـو تصـخب
نســور مــن الفــولاذ باسـمك حلقـت
تغــرد باســم ابـن السـعود فتطـرب
وسـوف نـرى هـذي الممالـك قـد سـمت
إلــى الـدول الكـبرى تـدار وترهـب
فيعـــرب جســـم أنــت روح حيــاته
بحـــق أَلا فَلتحـــي وليحــى يعــرب
خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائراوسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.