
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جــل الأسـى واسـتحكمت حلقـاتهُ
وهفــت بلــبي والحشـا أنـاتُهُ
وجفـا الكـرى إلاَّ لمامـاً مضجعي
وتحــدرت مــن نـاظري عـبراته
حتـام أكتـم فـي الفؤاد شجونَهُ
وَتُبينهــا لعــواذلي زفراتــه
أصـبحتُ فـي أسر النوائب مُوثقاً
لا يُرتجــي منهــا لــه إفلاتـه
وأنـا الـذي قـد حنكتـه تجارِبٌ
والخـد لـم ينبـت عليـه نباته
فسـل الشـبابَ هل استفز حفيظتي
وهـل اطَّبتنـي بالجمـال مهـاته
ويــحَ الليــالي إنهـن صـحيفةٌ
للـدهر قـد خُطَّـت بهـا مأسـاته
إنَّ الزمــان ولـو تأمـل عاقـل
كُنـهَ الزمـات بـدت لـه سـوآته
لا ذل مــن أن يســتكين لعسـفه
حـــر تؤيــد رَأيَــهُ عزمــاته
جَلـد علـى حُمـر الخطوب وسودِها
لا تنثنــي للغــامزين قنــاته
والليـث يـأبي أن يـذل لهـاجم
يبقــي العريـنَ وعنـد وثبـاته
يا أيها الحر الذي اجتمعت على
تفضـــيله أصـــحابه وعــداته
والمعتلـي هـام الفصاحة مُعلماً
بســنا البيــان تحفـه آيـاته
ذلــق يمــج يراعُعــهُ بمـداده
دراً تضــيء الكــونَ مؤتلقـاته
عجبـاً أينكـره المكـابرُ بعدما
نشــرت أبــا تمـامهم أبيـاته
أمـا الكويت فأنت بلبلُها الذي
سـحرت عقولَ أولي النهي نغماته
قســماً بشـعرك والقـوافي حسـرَّ
قَسـَمَ امـرئ عُرفـت لـه كلمـاته
إنَّ الكـويت إليـك خـالُ تشـتكي
ألــمَ الفـراق تمضـها لوعـاته
أبـت السـلو وكيـف تسلو خالداً
بلــد تــذكرها بــه حســناته
أبـداً تحـن لمـا مضى من عهدها
عضـهدٌ زهت بك في الحمى أوقاته
أمــل ويـأس قـد تغلـب ذا وذا
والحــق ليســت قُلَّبــا حـالاته
عـرج على الوطن العزيز مشاهداً
لــتراه ترجـف للبلـى عرصـاته
يـا لَلكـويت ومـا ألـمَّ بشعبها
فلقــد رمتـه فأقصـدتهُ رمـاته
شـعب يقاد إلى البوار وما درى
لَهَفـي أيـدري مـن غشـاه سباته
ويـل أمـه مـاذا دهـاه فأصبحت
وقــد اسـتوت برجـاله غـاداته
لـم تكشـف الأرزاءَ عنـه سـُراتُه
شـمماً ولـم تحـم الذمارَ حُماته
قــد دب فيــه للشـقاق دبيبُـه
فتفرقـــت وتخاصــمت وحــداته
بُحَّـت حلـوقُ المصـلحين وما وعى
نصــحاً تــردِّدُه عليــه ثقـاته
رَقَـتِ العـوالمُ بالعلوم فأسفرت
أوطانُهــا واحلــولكت ظلمـاته
لعبـت بـه العمَّـات أشـنَع لعبةٍ
فشـقى بهـا وشـفت بهـا عُمَّـاته
حـال تسـيل مـن الفـؤاد دموعه
إن لــم تكفكفهـا بـه جمراتـه
فـإذا عـثرت فلا لعالـك عـاثرا
إنَّ الجهــول كــثيرة عــثراته
والجهـل آفـةُ كلِّ مجد في الورى
كــم أرهقــت أقوامهـا ويلاتـه
أَسـَفي ومـا يجـدي عليـه تأسفي
شـيئاً ولـو قُرِنَـت بـه حسـراته
أن لا أرى الشـعب المضام بجبنه
تفـتر عـن ثغـر الـردى ثوراته
مـن لـي بروبسـبير يُذكي نارها
حمــراءَ تخفـق فوقهـا رايـاته
فتخــر لليـوم الرهيـب طغـاته
وتـــذيقهم ذَيَفاتهــا حيَّــاته
يــوم يُـردُّ الحـقُّ نحـو نصـابه
رغــم الأنـوف ويسـتعاد تراتـه
يــوم تــردد صــوتَه أقطارُهـا
والـبرق تهتف في الفضا كلماته
هيهـات تنهـض قبـل ذاك وإنمـا
تسـمو بمـن رام العلـي صـولاته
يـا خالـدَ الشـبان رافعَ اسمهم
سـارت إليـك من العليلك شَكاته
فلعـل أن تصـف الـدواء تعطفـاً
فالـداء قـد عجـزت لديه أُساته
خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائراوسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.