
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــو الشـعبُ أفـرادُهُ والأسـَرْ
يعيــشُ ويحيـا حيـاةَ الشـجر
أصـولٌ عليهـا تقـومُ الفـروع
إلــى أن علا دوحُهـا وانتشـر
قـد اتصـلت باُلأصـول الغصـونُ
فجــادت بأوراقهــا والثمـر
وإن فُضــِلَ الغصـنُ مـن أصـله
ذوَت منــه أوراقُــهُ والزهـر
ومــا افـترقت أُمـةٌ فرقـتين
فبـاء الجميـعُ بغيـر الضـرر
وهـذي الجزيـرةُ إن لـم نُشـِر
لأبنائهــا فــي البلاد اُلأخَـر
نراهــا وأجــدادُنا قبلنــا
أعــزَّ البقـاعِ وخيـر الجـزر
علامَ تقـــــاطع أبناؤهــــا
وكـــانت بفتحهـــم تفتخــر
ألا هَـل أتـى القـومَ من يعرب
أحـاديثُ مَـن قـد مضى أو عبر
وهـل فـي التواريـخ من عبرة
الاَ إنهــا عــبرةُ المعتــبر
أمـا افترقت يعربٌ في القديم
قبــائل مــا بينهـا تنتحـر
فَــذَلَّت لفــارسَ فــي دارِهـا
يُكَعبِرُهـــا عامـــلٌ محتقــر
ومـا اجتمـع الشـملُ حتى غدا
بـذي قـارٍ اليـومُ يومـاً أغر
وجــاء النــبيُّ عليــه الـس
لام يُؤَلِّـفُ من شملها ما انتشر
فـرجَّ بهـا الشـامَ والرافدين
عــتيقٌ وشــنَّ السـرايا عمـر
ومـا وقف التفتحُ لولا الشقاقُ
بصــفين والمعركــاتِ الأخــر
ومـن بعـد أن خَلُصـَت للوليـد
رأينـا الفتـوح إلـى كاشـغر
ولا تنــسَ موســى ولا طارقــاً
علـى جبـل الفتـح لمـا عـبر
أولئك نــورٌ أضــاء الــدنى
فَمِــمَّ تضــاءل ثــم اســتتر
تَعَــدَّدَ فــي الملــك طُلابُــه
وفـوق العـروش ملـوكُ الصـور
علــى كــلِّ شــِبر أميـرٌ لـه
مـــواكبُ أو لقـــبٌ مفتخــر
ومـــاذا يفيــد أميــرُ بلاد
ضـعيف ُ القـوى وقليـلُ النفر
ملــوكُ الطـوائف بيـن الخلا
ف تفانوا وبادوا فهل من أثر
أعبـدَ العزيـزِ فـدتك النفوس
وهــل بعــد ذلـك مـن مُـدَّخَر
أيـا حـاميَ العـرب في دارهِم
علـى اللـه ثـم إليـك المفر
علامَ الجزيـرة فـوق الخريطـة
برقــاءٌ قــد رُقِّشـَت كـالحِبر
كيـــف الشـــعاع بــألوانه
ولـو أنـه واحـدٌ فـي النظـر
هنالــك صــنعا وذي حضـرموت
وتلــك عمــانٌ وهــذي قطــر
وكـم مـن شـيوخ وكم من كبار
مئيــنَ لـدى بـدوها والحضـر
قـد اتشـح الكـلُّ ثوبَ العداء
لاخــوانه وارتــدى بالحــذر
مهــادُ العروبــة قـد قُطِّعَـت
وهـذا الصـَّغَار لهـذا الصـَّغَر
وواحســــرتاه لأبطالهـــا
تُقَيَّـــدُ فـــي ورق لا زُبُـــر
وياليتهـــا أُخِـــذَت عنــوةً
فطــوراً تكــر وطــوراً تفـر
ولكــن تَلَهَّــى بهــا ضــيغم
كمـا تلتهـي بـالطيور الهرر
كشـــطرنج لاه بمــا يشــتهي
يقبلهـــا حجــر عــن حجــر
يعــادي ويصــلح مـا بينهـا
ويحصـد أضـعافَ مـا قـد بـذر
فعــمَّ حمايتُهــا يــا تــرى
ونفـسُ الحمايـة عيـنُ الخطـر
ولــو كونوهــا بهــم وحـدةً
لأقصــــَر ضـــدُّهمُ واقتصـــر
وقــد آن للقــوم أن ينتهـو
وينتبهـوا بعـد هـذي النـذر
وهـا قـد طلعـت بـأفقِ العلاء
علـى العـالمين طلـوعَ القمر
تنيـر البلادَ وتحيـي العبـادَ
بأحكــامِ ســنةِ خيـر البشـر
ورثــتَ الإمامـةَ إرثَ الجـدود
وبالملــك توجتهــا فَاسـمخر
فهـم لـك فـي مجـدهم مُبتَـدا
بمــا أسَّســُوه وأنـت الخـبر
وطـارف مجـديك مثـلُ التليـد
بنـاه وأعلـى الحسـامُ الذكر
ربطـتَ الحسـاء بـارض الحجاز
وأقصــى عسـير بجـوف العمـر
على القلزمِ البحرُ يُسرى يديك
وفـوق اليميـن الخليج استقر
ومــا بيــن هـذا وذا مـوطنٌ
بقحطــان ممتليــءٌ مـع مضـر
فوحَّــدتَ قلـبَ البلاد العظيـم
وألَّفـتَ مـا بيـن تلـك الزمر
وآمنــتَ أرجاءهـا الشاسـعاتِ
وحضــَّرتَ بــدوانَها بالمــدر
وأدخَلـتَ فيهـا ضـروبَ الرقـي
مــن كــل مُســتَحدّث مبتكــر
فأوطـأت أرجاءهـا السـائرات
تُقَــربُ فيهــا بعيـد السـفر
وواصـلتَ مـا بينهـا بالبروق
تنقـــل أخبارهــا بالشــَّرر
فحقِّــق رجــاء بنــي يعــرب
وقومُــكَ يــا ســيدي تنتظـر
خصــالك أسـمى خصـال البشـر
بهــن علــى غيرنــا نفتخـر
جلال الملـــوك وهــذا الجلال
يزيـــد تواضــعك المشــتهر
وحلمــك أُعجوبــةُ السـامعين
حلـم العظيـم إذا مـا اقتدر
وعزمــك كالنــار للمـارقين
ولممخلصــين نســيم الحســر
وعــدلك سـاوى وعـمّ الجميـعَ
كمـا عَمَّـمَ الأرضَ صـوبُ المطـر
وبـذلُكَ لـم يبـق من لم ينلهُ
أقَــــلَّ مُـــؤَمِّلُهُ أم كـــثر
مـآثر يشـدو بهـا السـائرون
ويعلمهــا كـل مـن قـد حضـر
تُســـَجِّلُ مجــدّك فــي ســيرة
تُضــاهي أجَـلَّ وأسـمى السـير
خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائراوسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.