
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خفقــان بــرق وارتجـاف جنـان
هــذا نعيّــك طـاف فـي لبنـانِ
السـلك يرجـف والقلـوب خوافـق
فالخافقــان عليــك يرتجفــانِ
بَكَــرَ النعــيّ مروِّعــاً بمحمـد
مُهَــجَ العــداةِ وأنفُــسَ الخلاّنِ
يـا يـومَه مـا فيـك غيرُ لواعج
بيـن الضـلوع لها لظى النيرانِ
يـا يـومَه مـا فيـك غيرُ مدامع
تــذري وغيــرُ تلهّــف وحنــانِ
طفنـا بـه ويـدٌ تعالـج أدمعـاً
ويـــدٌ لقلــب دائم الخفقــانِ
حـتى إذا سـكن الوجيـف وأمسكت
حينــاً مـدامعنا عـن التهتـانِ
وتخشـّعت منّـا النفـوسُ وراعهـا
مـا فـي المنَّية من رهيب الشانِ
وثبـت إلى المُقَل القلوبُ تشوّقاً
وغــدت تــرفّ عليــه بالأجفـانِ
مـن قـال يومـاً قبـل يومِ محمدٍ
إنّ القلــوب مكانُهـا العينـانِ
يـا مُفنيَ الصبرَ الجميلَ لو أنه
يَفْنَـى لعيـك ولا تكـون الفـاني
يـا مُصـعِدَ الزفرات لو أصعدتها
ووَفَــتْ حياتَـك حسـرةُ اللّهفـانِ
يـا مؤنسَ المَوتى بمُدرجة الفنا
آنســتَهم يــا مــوحشَ الأوطـانِ
أمسـيتَ حيـث عَدَتْك أسبابُ المنى
ولقـد تكـون وأنـت لهـفُ أماني
وغيــاثُ محتــاد ومـوئلُ بـائس
ونصــير مفتقــرٍ وملجــأ عـانِ
يـا نِعْـمَِ هاتيـك الخلال حديثُها
وقضــيتَ وهـي حـديث كـلِّ لسـانِ
لـو كفًّنـوك بهـا غَنِـتَ بطِيبهـا
عـن راتعـات الطيـب في الأكفانِ
ولقــد ذكرتـك والحـوادث جمَّـة
والحــربُ ملــءُ العيـن والآذانِ
والمـوتُ تقذفه البنادقُ والثَرى
سـال النجيـع عليـه أحمرَ قاني
والأرضُ واجفـة يكـاد عظيـم مـا
تلقــاه يُـذهلها عـن الـدًّوَرانِ
والنــاس بيــن مكــذِّب ومصـدِّق
نبـأَ السـلام ومننتهـى العُدوانِ
فحمــدتُ رأيَــك عـاقلاً متحفِّظـاً
تتتبَّــعُ البرهــانَ بالبرهــانِ
تُــدلي بحجّــة عــالمِ لا مُــدَّعٍ
ســـفهاً ولا متصــَّنِّعَ العرفــانِ
أَدبُ المُنـاظر فـي الجـدال وحُك
مة الشيخ الحليم بحضرة الشبّانِ
الحــربُ علــمٌ والشـجاعةُ خلَّـة
فـالرأي قبـل شـجاعة الشـجعانِ
أَمحمــدٌ لا الماضــياتُ رواجــعٌ
يومـــاً ولا المســـتقبلاتُ دوانِ
رأيـي كرأيـك في الزمان وأهله
والنـاسُ فوضـى والحيـاة أمـانِ
عبثـاً أحـاول أن أبثّـك لوعـتي
فعــواطفي غلبـت علـى إمكـاني
لا عِلـمَ لي في الغامضات وكنهها
فــأقول بالرحمــات والعفـرانِ
حســبي عـزاءً أننـي لـك ذاكـرٌ
والقلـب قلـبي والبيـان بياني
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.