
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إيابــك يــا مـولاي واللـه شـاهدُ
إِيــابٌ بــه غاياتنــا والمقاصـدُ
قضـى اللـه دهـراً أن تَغيـب وإنما
قضـاءٌ علينـا فعـلُ مـا اللهُ قاصدُ
فبـاتَ قضـاءُ المتـنِ نشوانَ من أسىً
تحــار بــه الأحـداثُ وهـو يجاهِـدُ
فلـو لـم تكـن واللـهِ علَّمتَـهُ لَدُنْ
تســودْتَ فيـه الصـبرَ وهـو يجالـد
لمــا عـاش حـتى عـدتَ ثانيـةً لـه
وقـد عُقِـدت حولَيْـك فيـه المعاقـد
فــأحببتَ آمــالاً وأنعشــت أنفسـاً
وعــزَّزت أصــحاباً فــذلّ المُعانِـدُ
وضـمَّدت جـرحَ العـدلِ بعـد اندمالِهِ
ومِثلُــكَ مَــن فيـه تُشـَدّ السـواعد
حننــتَ إليــه مثـلَ ورقـاءِ أَيكـةٍ
كأَنَّــك يــا مــولايَ للمتـنِ والـدُ
فيـا حبَّـذا يومـاً بـه عـدت ظافراً
وقــد رَقَصـتْ فـي ملتقـاك الجَلامِـدُ
ويــا حبـذا يومـاً بـه عـزَّ صـاحبٌ
وذَلّ عـــدوّ مثلمــا خــابَ حاســدُ
ويـا حبـذا يومـاً بـه نِيلتِ المُنى
فذا اليومَ فيه قد رأى البدرَ راصدُ
ســلمتَ بــه رُكنــاً وخيـر معـاذه
فمــا أَحَــدٌ واللــه فضـلَكَ جاحـد
صـبِرنا علـى دُهْـمِ الشـدائد برهـةً
وتُقتـلُ بالصـبر الجميـل الشـدائدُ
وبِتنـا دياجينـا ولـم نعرفِ الكرى
وهـل يعـرفُ النـومَ امرؤٌ وهو ساهدُ
كـأنًّ ليالِينـا إلـى اليوم لم يكُنْ
دُجاهــا لــه صــبحٌ وربُّــك شـاهدُ
حَلَلْــتَ فحلَّــت فـي القلـوب مسـرّةٌ
بُعَيــدَ جهـادٍ فـاز فيـه المجاهـدُ
كــأرضٍ ســقتها بعـد جـدب سـحائبٌ
فــأمرَعَ منهــا روضـُها والفدافـدُ
كغصـنٍ لقـد عـرّاه مـن ثوبه الشتا
فكــاد يلاقـي المـوتَ وهـو مجالـد
فألبسـه فصـل الربيـع مـن البَهَـا
ثِيابــاً وقــد زانَتْــهُ منـك قلائدُ
كمربَـــع آرامٍ خلا مـــن ظبـــائه
فعــادت غليــه سـاكنوه الشـواردُ
كنبتَــةِ وردٍ شــوّكت زمــنَ الصـبا
وفـي زَهرهـا أضـحت تـزانُ الـولائِدُ
عرفنــاك يــا مــولايَ ربًّ عزيمــة
وتُـدرَك بـالعزم الشـديد المقاصـدُ
وحــزمٍ لــدى الجُلّــى ورأيٍ مسـدّدٍ
وصـارم عـدلٍ فيـه ذو الظلـمِ بائدُ
عــوائدُ نفــسٍ تعلــم الـذلَّ سـُبةً
ويـا حبّـذا في المرء تلك العوائدُ
تـولَّ قضـاءَ المتـن وارْغَمْ أَنوفَ من
هــمُ لــك يـا مـولايَ فيـهِ حواسـدُ
وجـرَدْ حسـامَ العـدلِ واضـرِبْ بحـدّه
مـن الجـورِ جَيشـاً لا يـزالُ يعانـدُ
وأَطلِـعْ بـأفق المتـن بـدرَ عدالـةٍ
فيُهـدى بـه مـرءٌ عـن الحـق حـائدُ
وحـاربْ بِبِـضِ الأمـن واليُمنِ والصفا
زعانفــةَ البؤســَى وعــدلك قـائدُ
وحقّــق أَمانِينــا عهــدناك سـيّداً
غيـوراً لـه تعنـو السـراةُ الأماجدُ
ولا تتقاعَـدْ عن ذوي الشَّرّ في الورى
أَيُثنَـى علـى ليـثِ الشرى وهو قاعدُ
وحســبُكَ مجـدٌ ناطـحُ النجـم رِفعـةً
فـدانَتْ لـدى عَليـاه منـه الفراقدُ
أُهنّـئُ فيـك المتـنَ يـا مـن إيابُه
إلـى المتن فيه الصفْوُ والأمنُ عائدُ
أُهنّــئُ أقوامــاً كــثيراً عديـدُها
لقـد كـان أًضناها الزمانُ المعانِدُ
أُهنّــئُ نفســي إذ أَرانـي بعَـودِكم
إلى المتن قد ثابَتْ به لي المواردُ
ويـا بهجـةَ الـدُّنيا تَهنَّـأ ولا تَزَلْ
وأَنــت علـى هـامِ المفـاخرِ صـاعدُ
وأرشـِدْ إلـى نهج الهُدى من يضلُّ عن
طريــقِ الهُــدى مـولايَ إِنَّـك راشـدُ
ومتِّـع رعايـا المتنِ بالأمن والصفا
وربُّــك فيمــا تبتغــي لَـكَ عاضـدُ
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.