
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـَجَاها أن تَزيـد العيدَ جاها
فنــادَتْني فلبّاهــا فَتَاهــا
أَنـا من تعلمينَ فتى القوافي
إذا أطرَيــتُ أُسـتاذي أباهـا
أُجِــلّ الحكمـةَ الغـراءَ أُمّـاً
وأُكـرِمُ شـيخَها البـاني عُلاها
حَماهـا للبيـانِ حِمـىً عَزيـزاً
وأَدَّبَنــي فَتّيــاً فـي حِماهـا
سـَواءٌ نحـنُ لـم نُعظِـمْ سـِواه
ولـم يعظـم سـواي ولا سـواها
وضــعتُ عِمـامتي ونَشـَدتُ نـدّي
أَنـا ابـنُ جلاً ومثلُكَ من جَلاها
وهَبْنـي قلـت مثلـك بيد أنّني
أراك ولا أرى لــكَ أن تُضـاهى
عـذيري أنْ أُبـاهي فـي بياني
فمـن أدًّبـتَ يُعـذَر إن تبـاهى
أنـا مِـن أمّـةِ أطلعـتَ منهـا
هُــدىً حقــاَ وأقلامـاً نِزَاهـا
تــرى أمَّ اللغــات أَبــرَّ أُمّ
بعزَّتِهــا وإن كَثُــرَتْ لُغَاهـا
وإِنـك خيـر مـن رَكَنَـت إليـه
فقـادَ جنُودَهـا وَحَمـى لِواهـا
أُخـذْنّا عنـك عـاطِرةَ المعاني
وفرَّقْنَـا علـى الـدينا شذاها
ونفسـُكَ وَهْـيَ لـم تبرَحْ هُدَانا
أضـأنا كـلًّ قُطـرٍ مـن هُـداها
أَلَسـْتَ إمـامَ مَن نظم القوافي
فأرقصـْتَ النفـوسَ علـى صَداها
غــوانٍ فــي كِســاءٍ جــاهليّ
بروحـي اليـومَ عصـِرياً كساها
أعارتهـا البـداوةُ كـلًّ حُسـْنٍ
وزادَتْهـا الحضـارَةُ من سَناها
لَبسـت عبـاءَة العربـيّ تُزهَـى
بِهـا حتّـى بَـزَزْتَ مَنِ ارتداها
ووشـَّتها علـومُ اليـومِ وَشـياً
كــأنَّ ســناءه مـن كَهْرَبَاهـا
وقد أَحيَتْ لنا العُصُر الخوالي
رِوايــاتٍ أَجلَّــكَ مـن رَواهـا
كأنَّــك كنــتَ رافائيـلَ فَنّـاً
تضــيف لِفَنّــه لُغَــةً وَفَاهـا
رأى فأجادَهــا صـُوَراً ومعنـىً
وأُســتاذي أَجَـادَ ومـا رآهـا
سـلوا الفصحى فهل ظَفِرت بِواقٍ
سـِوَى القـرآنِ قبلَكَ قد وَقَاها
كشــفتَ كنوزَهـا للعلـمْ حتَّـى
لَتَحسـدها اللغـاتُ على غِناها
وخِفْــتَ علـى جواهِرٍهَـا فلمَّـا
أَتَـى البسـتانُ يحميها حَمَاها
أَمّـا واللـهِ لـو حَـدَّثْتُ نفساً
حـديثَكَ وهـي ذاتًُ تُقـىً زَهَاها
هـزرتُ النفـسَ أَلتمِسُ التصابي
فهزَّتْنــي وقـد لَمَسـتْ صـِباها
رأت مــن كُـوَّة الأيـامِ نـوراً
أعـادَ لهـا خَيـالاً مِـن بَهَاها
وشــَاقَتْهَا عهـودٌ كنـتَ فيهـا
تهــذّبها وتُكــبر مُشــتهاها
ويـومَ تبـثّ روحـك فـي دماها
ويـوم تصـون إن عبِثَـتْ حَيَاها
كريمــاً غيـر مانِعِهـا جميلاً
كأنَّــك نعمــةٌ بلغـت مَـداها
وتلمُــس ضـعفَها فتُـدِيل منـه
قــوى حـقّ تُعَـزِّزُ مِـنْ قواهـا
حليمــاً لوغضــِبتَ ورُبَّ نفــسٍ
علـى غَضـَباتها يُجْلَـى صـفاها
بنفسـي نفسـك البـادي سَنَاها
إذا ضـَحِكاتُها عَلَـتِ الشـِفاها
فشــفّت عــن تواصـُفِها ونمَّـت
عـن الخُلق الكريمِ متى ثَناها
فمــا ملَـكٌ أرقَّ وقـدْ تراضـى
ولا طِفــلٌ أحَــبّ وقــد تلاهـا
رأيتُـك والثمـانون الغَـوالي
تسـيرُ بِهـا علـى مَهـلٍ خُطاها
لقــد حمّلتَهـا أَدَبـاً وعِلْمـاً
فنَــاءَ بمــا تحمَّـلَ كاهِلاَهـا
فلــم أرَ مثلـه عُمـراً نَمَتْـهُ
إلى المجدِ الكرائُم أو نماها
أرى الـدنيا قلوباً مثلَ قلبي
تَــرُفُّ عليــك تسـتجدي الإلـه
حياتــك مّنــة ورضـاك نُعمـى
فعِـش للفَضـْل واستبقِ الرَّفاها
إذا رُزقَ الســلامةَ نـدبُ قـومٍ
فقـد رُزقـوا بـه عِـزّاً وَجَاها
سـألتُ الحكمـةَ الغـراءَ أُمّـي
أَقَصـَّر فـي المَهمَّـة من قَضاها
وهـل أدّى الرسـالةَ وهْـيَ حـقٌّ
كما ابتغتِ الفَصاحةُ وابتغاها
ألا فـي ذِمَّـة الـدهرِ القوافي
إذا تــاهت بســيّدها وتاهـا
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.