
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيّ شـعبٍ قضـى علـى الضـّيمِ عهداً
نــامَ فــي شــِدةٍ وهــبَّ أشــَدّا
رُبَّ لبنـــانَ قــوة عنــد ضــعفٍ
إن أردتَ الرجــالَ فــرداً فـردا
قيـل إنّـا لـم نبلغِ الرشدَ حكماً
وأصــاروا وِصـايةَ الغيـر مَبـدا
هل أرادوا بالرشدِ أن نملأ البحرَ
ســـفيناً ونملأَ البَـــرّ جُنـــدا
أم أرادوا أن نقـذِف السـّمَّ غازاً
ثـــم أن نحصــِدَ الخلائقَ حَصــْدا
إنْ يكــن رُشــدُنا الـذي زعمُـوه
فَمِـنَ الرُّشـدِ كونُنـا اليومَ وُلدا
مـا أرى الحـقَّ فـي السياسةِ إلاّ
قـوَّةَ الكـلّ تـترك البعـضَ عبـدا
شــبَّتِ الحــربُ فاتُّخِـذْنا وُقـوداً
وَدَهانـا فـي السّلم أنْ قيل أعْدا
فلقِينــا الخطــوبَ صـَدراً لصـدرٍ
أســـُدٌ جُـــوَّعٌ تُـــواثِب أُســْدَا
شــَطَرَتْنا الأيــام شـرقاَ وغربـاً
فانقسـمنا فـي الأرض حَـدّاً فحـدّا
أمصـــبَّ الزيــوتِ وهــو حيــاةٌ
يُحْـرَمُ الظـامئُ القِـوى منه وِردا
إن يَفُتْنــا يــومٌ عِـدونا بيـومٍ
فجمـالُ الحيـاةِ مـا كـانَ وَعْـدَا
أيـن مِنّـا مُنـىً علـى الضيمِ غذّت
أنفســاً عِشــنَ والمجاعـة عَهـدا
ويحَهــا كـالزهورِ تُضـْفَرُ للعُـرس
ويـــومَ الأســـى تكلِّــل لَحْــدا
أنــا والشــعرُ قوّتــانِ حُســامٌ
فــي يميـن الزمـانِ راقَ فِرِنـدا
حــرَّرَ الحــقُّ كــلَّ خلــقٍ أسـيرٍ
فحــرامٌ أن يسـكنَ السـيفُ غِمـدا
أنـا حـقُّ الحيـاة فـي كـل يـومٍ
إن أردتَ الحيــاةَ عِلمـاً وجُهـدا
عُـدّتي فـي الجهـاد للـدهر نفسي
لا رضـاها غشـاً ولا الصـبرُ حِقـدا
إرتَــوَى غيرُنــا ونحــن عِطــاشٌ
ليـتَ جـوَّ الأيـامِ مـا كـانَ رَغْدا
ليــس لبنــانُ للأمــانيّ مرعــىً
فتُعــدّ النفــوسُ كالشــاة عَـدّا
جُهــدُنا أَنْ نكـون قومـاً كريمـاً
أيُّنــا السـيّد الكريـمُ المفـدّى
رجـلَ اليـوم كـن غـداً غيـرَ أَنّا
بلَــدٌ لا يــرى مِـن العيـش بُـدّا
حَبَـــس الغيــث قُــوْتَه فكفــاه
أنّ تــــاريخه تـــدفّق مجـــدا
مــن فَــدَى قــومَه كريـمٌ ولكِـنْ
أكــرمُ القـومِ مـن يُحَـبُّ ويُفـدَى
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.