
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـذرتُ المـوت لـم أوسـعهُ ذاما
جلالُ المــوت إن تــدَع الملامـا
مشـى أعمـى الخُطـى قدراً مطاعا
أسـُمّي الحـقَ أمْ سـُمّي الزؤامـا
رسـول الخلـدِ فـي الدنيا يؤدّي
رســالَتَه إِلـى الـدنيا لِزَامـا
غَشــَا لبنــانَ يحمِلهــا فلمـا
أطــلَّ الفجـرُ مـرّ بهـا لِمَامـا
شــجاني أنَّ فــي كفَّيــه طيبـاً
أغـال الجسـر أم سـرق الخُزَامى
أبــا حسـنٍ نُعيـتَ فكنـت دنيـا
رُزِئناهـــا وغايـــاتٍ عظامــا
ســـماءٌ رُصـــّعت بمنـــىً زواهٍ
نيــازِكَ كــلَّ ناحيــةٍ ترامــى
وروضٌ طلَّــــه أمــــلٌ نــــديٌّ
ففتّــح عـن أزاهرهـا الكمامـا
غنمناهــــا روائعَ دائمــــاتٍ
لـوِ الـدَّهرُ الـذي صـافاكَ داما
جـــرى قــدَرٌ فبــدَّدَها ســماءً
وجَنــةَ مــؤمنٍ ومُنــىً جســاما
فكــان أحــقَّ مـا قـدّمتَ ذنبـاً
وصــار أَحــبَّ مــا حلاّكَ ذامــا
يَهــونُ علــيّ أن تُرمــى بضـيم
ولكــن حيــث تـأنف أن تضـاما
كفــاك بعصــمة الإســلام جاهـاً
وحسـبُ المـؤمنين بـك اعتصـاما
ويــا لـك نجمـةً لمعـت فغـارت
فصـارت فـي فـم الخلد ابتساما
هــل الخلــدُ الـذي نُبّئْتَ عنـه
سـوى التاريـخ ينتظـمُ الأنامـا
خلقنـــاه بقــاءً مــن فنــاءٍ
فخـوفُ المـوتِ قـد وَلَدَ الدواما
صـــحائفُ للخلـــود مسلســـلاتٌ
حَـوَين الـدهرَ عامـاً ثـم عامـا
أَرى لــك صــفحةً فيهــا كـأني
رأيـتُ الفجـرَ صـاغ بها الكلاما
حيـــاةٌ شـــابها قِصـــَرٌ أراه
يَعيبُ على السنا البدرَ التماما
أُســائِلُ كــلَّ ذي عينيـن عنهـا
وأصــدُفُ لا أُســائل مـن تعـامى
حوتــكَ اثنيــنِ كلّهمــا عظيـمٌ
صـديقَ النـاسِ والرجـلَ الهُماما
ذكرتُـــكَ والبلادُ تُحـــسُّ حُمّــى
مــن الأهـواء تحتـدم احتـداما
وقومُــك يرصــُدون الجـوَّ تـأتي
طلائعُـــهُ ســـَحاباً أم جَهَامــا
تصــدَّع رأيُهــم فمضـَوا شـتيتاً
مــن الآراءِ خُلفــاً وانقســاما
وأَوشـــك أن يَشــبُّوها ضروســاً
يكــون وقودُهــا جُثَثـاً وهامـا
فكنــتَ لفتنــةِ الأَفكـار قيـداً
وكنـتَ لثـورة الحقـدِ اللجامـا
كــأنَّ عمامــةً بيضــاءَ تعلــو
جبينَــكَ رايــةٌ تُلقـي السـلاما
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.