
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أغايـــةُ حظّـــك أن تُظلمــاَ
وعُقــبى شــبابك أن يُرحَمَــا
أُعيــذك مــن أدمـعٍ جاريـاتٍ
ومثــلُ شــبابك يُبكَــى دمـا
ومـن نكد العيش قول الذي قا
لَ إن القبــورَ طريـقُ السـَّما
أفـي القـبر غيـرُ عظام رميمٍ
وفـي القـبر غيـر دجـىً خيّما
شـــَقينا وآباؤنــا قبلنــا
فصــاروا ونحــن نصـير لِمَـا
هُـوَ المـوت فابـذُل له أدمعاً
وإِن شـئت فابـذُل لـه عَنْـدَما
فليسـت تـردّ الـدموعُ حَبيبـاً
ولســت تجُــرّ الـدِّما مَغْنمـا
أقِـلّ البكـا بعـد عبـاسَ إِني
رأيــت بُكــا حظّــه أكرمــا
ومـن لـم يكن حظه في الحياة
لَــهُ مُســعِداُ عـزّ أن يسـلما
حيـاة الفـتى سرُّ هذا الوجودِ
ومِـن عبـث الـدهر أن تفهمـا
ســلام علـى قـبر عبـاسَ إِنـي
وقفـت بـه الموقـفَ المؤلِمـا
وقفــت بــه خاشــعاً جزعــاً
أُودّعُـــه مُكرَهـــا مرغَمـــا
ومـا خـانني الصبر فيه ولكن
وجــدت بكــائي لــه أحزمـا
بكَيــتُ رقيــقَ شـبابي وإنـي
لأَبكــي بـه الصـاحبَ الأَكرمـا
رفيــق صـباً لـم يطُـل عهـدُه
إلــى أن غـدا حلـوُه عَلقمـا
ســقاني رِضــاه فلمـا صـَحَوتُ
إذا بفــؤاديَ يشــكو الظَمـا
فيـا ويـحَ حظـيَ بعـد الشبابِ
وحــظُّ الشــباب غـدا معـدَمَا
ومـن فَجَعتْـهُ المُنَـى في صباه
تــراءى صــِباه لــه مظلِمـا
رفيـقَ الصـبا أين عهدُ الإخاء
أَكــان الوفـاءُ بـأن أُظْلَمـا
حنانَيـكَ لا أدّعـي الظلـمَ فيكَ
أُعيــــذ ودادك أن يُلَثمـــا
لقـد كنـتَ لـي ساعدي ويميني
وكنــتُ لــديكَ الأخَ المكرَمـا
فـإن فَجَعتنـي بـك الحادثـاتُ
فمــا غيَّـرتْ قلـبيَ المُغرَمـا
ذكرتُــكَ مــا أَنســىَ عهــداً
نعِمْنــا بــه زمنــاً منعمـا
علـى شـاطئ النيـل مـن روضةٍ
إلــى روضــة كطيـورِ الحِمـى
طروبَيــن نســرَحُ فــي ظِلّــه
ضــحوكَينِ قَلْبــاً بــه وفمـا
بلـى سـالَمَتْنَا الليالي ولكنْ
أَرتنـا جـزاءَ الـذي استسلما
يقولــون عبــاس فـي غربـتي
عــداه الحِمـام فلـن يُعصـَما
فـوا لهفـي مـن صروف الزمانِ
يمــوتُ الحـبيبُ ولـن يلثمـا
فيـا روح عبـاس أيـن تكونين
فـي ذا الفضا أم بلغت السَّما
أفـي عالمِ النور مثل النجومِ
تضـيئين أم فـي دجـى أظلمـا
أطِلّــي علينــا وبُـوحي لنـا
بِســرّ الوجــودِ لكـي نعلمـا
أفــي الكـونِ ربٌ فنشـكو لـه
وربُّــك كــان بنــا أرحمــا
أم الكـون لا شيءَ نحيا ونفنى
وما الروح في الحيّ إلاّ الدّما
أطلــي أجيــبي أشـيري لنـا
فقــد آن يـا روحُ أن نفهمـا
أَنــاجيتِ ربَّــك فــي مُلكِــهِ
وقلــتِ لــه رحمــةً قبلمــا
فلـي والـدٌ أعجزتـه الليالي
وأمٌّ ستقضـــي أســىً بعــدما
ولـي طفلـة لـم تَحُـزْ سـنَتَينِ
إذا أَنــا مُــتُّ فلـن تَسـْلَما
أعبــاس نَـمْ آمِنـاً مسـتريحاً
فقــد قُضـِي الأمـرُ أن تُظلَمـا
ومـن مبلـغٌ هنـد في مصر أني
رأيــتُ التأسـي بهـا أكرمـا
إذا كفــرت هنــد فـي ربّهـا
فربــكِ يـا هنـدُ لـن يَرْحَمَـا
يقــول لعبــاس نَــمْ بســلامٍ
حــبيبٌ علــى قــبره ســَلَّما
ويــا قـبرَ عبـاس كـن ليّنـاً
علــى جِســمِهِ لا تكـن مؤلِمـا
فـــتى ملــء بردتِــهِ عِفّــةٌ
طليــقٌ محيــاَ ضــحوكٌ فمــا
أيبلـو الحيـاة ثلاثيـن عاماً
ولمــا بَلَتْــهُ قضــى مرغمـا
سـقت قـبرَك الأدمـعُ الجارياتُ
وإلاّ ســقاه فــؤادي الــدما
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.