
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كمـا قلُتمـا بُـرءُ الصـبابةِ فـي الياسِ
وليــس لهــا غيــرَ التجلُّــدِ مــن آسِ
فمــا فـي الهـوى مَرعـىً يطيـبُ لـذائق
ولا مَـــوردٌ عـــذبٌ يَلـــذّ بــه حــاسِ
ســؤالُ مغــانٍ ربعُهــا أخــرسُ الصـَّدَى
وشــكوَى إلــى مَــن قلبُــه ليِّـنٌ قـاسِ
أيَبْيَــضُّ فَرعــى والجــوى فـي جـوانحى
كــأَنّ الهــدى يـا قلـب مسـكنُه راسـي
ومـــا هـــذه اللِّمّـــاتُ إلا صـــحائفٌ
محاهـا بيـاضُ الشـَّيب عـن لـونِ قِرطـاسِ
كــأَن الرُّقَــى ممــا عــدِمت شــفاءَها
تَعلَّمهــا الراقــون مـن بعـد وَسواسـي
مَــددتُ يــداً نحــو الطــبيب فردَّهــا
إلـى النَّحـر واسـتغنى بإخبـار أنفاسي
ومــا زال هـذا الـبرقُ حتَـى اسـتفزّنى
ســَناَ كــلِّ وقــاَّد ولــو ضـوءُ نِـبراسِ
وليــــل وِصـــالٍ أســـرعَتْ خُطُـــواتُه
بهجعــــةِ ســـُمَّارٍ وغفلـــةِ أحـــراسِ
فمـــا قُــصَّ للنَّســريْن فيــه قــوادمٌ
ولا رُبِطـــتْ ســـاقُ الثريــا بــأمراسِ
ضـــحوك ثَنيّـــاتِ الصـــّباح تخـــالُه
ضــياءَ إمــامِ الحــقّ مــن آلِ عبــاسِ
هــو الـوارث النـور الـذي كـان آيـة
لأبــانه الماضــين مــن عهــد إليـاس
فلـو لـم يكـن للنـاس فـي الليل راحةٌ
لضــــوَّأَ مــــن لألائه كـــلَّ دِيمـــاسِ
كـــأن رســـولَ اللـــه ألقَــى رداَءه
مــن القــائِم الهـادِى علـى جبـل راسِ
ضـــميرٌ جلاه صــَيقلُ الحلــم والتُّقَــى
وكــفٌّ حباهــا اللـه بـالجودِ والبـاسِ
ومحتجــــب بـــالعزّ لـــولا مكـــانه
لرُجَّـــت نــواحى هــذه الأرض بالنــاسِ
زمـــانُ الــورى فــي ظلِّــه وجنــابه
كأيَّــــام تشــــريق وليلاتِ أعــــراسِ
رعـــاهم بــروض الأمــن غِــبَّ مخافــةٍ
وألبســـهم ثــوبَ الغنــى بعــد إفلاسِ
وراضَ الجَمــــوحَ للــــذَّلولِ برفقـــهِ
فمـــا بينهـــم إلا مــوازينُ قِســطاسِ
حِمــاهُ هــو الــبيتُ العــتيقُ ظبـاؤه
حــرامٌ علــى عَبــل الــذراعَيْن فـرّاسِ
فلــو كــان فيـه ناقـةَ اللـهِ عـاقرا
أخـــو وائلٍ مـــا ذاق طعنــة جَســَّاسِ
ومــا ضــرَّ مــن كــان الإمـامُ سـحابَهُ
تقاعُـــدُ لَمَّـــاعِ البـــوارق رجَّـــاسِ
لســيَّارةِ المعــروف فــي صــُلبِ مـالِهِ
غنــائمُ لــم تُقســم عليهــا بأخمـاسِ
لــه مــن صـوابِ الظـنِّ بـالغيب مخـبرٌ
ولا خيــرَ فــي رأى امرىـء غيـرِ حسـَّاسِ
وليــــس لأحقــــادٍ ذُكـــرنَ بـــذاكرٍ
ولا لحقــوق اللــه يُنســَيْنَ بالنَّاســى
ولــولاه كــانَ الــدِّين فقْعــاً بقَرقـرٍ
يُـــداسُ بـــأظلافٍ ويُفـــرَى بأضـــراسِ
ســقاه ميــاه العــز فاخضــرَّ مُورِقـاً
وأينعــتِ الأفنــانُ فـي عُـودهِ العاسـِى
فلا تنشــُروا للباطــلِ اليــومَ رايــةً
وهـل يُنشـَر المـدفونُ فـي قَعـر أرمـاسِ
يؤيـــده الرحمـــن فــي كــلِّ موقــفٍ
بنصــر يعــود الليــثُ وهـو بـه خـاسِ
جيــوشٌ مــن الأقــدارِ تُفْنِــى عُــداته
بلا ضـــربِ إيثـــاخ ولا طعــنِ أشــناسِ
وكـــم شـــهدَتْ يومـــا أغـــرَّ محجَّلا
تُخلِّــــده الأقلامُ ذِكــــرا بــــأطراسِ
يُشـــا كِـــلُ بـــدرا والملائكُ حُضـــَّرٌ
ويَــذكُرُ جنــدا أُنزِلــتْ يــومَ أَوْطـاسِ
وقـــد علِـــم المصـــرىُّ أنَّ جنـــودَه
ســِنُو يوســفٍ منهــا وطــاعونُ عَمْـواسِ
أحــاطتْ بــه حتَّــى اســتراب بنفســهِ
وأوجـــس فيهـــا خِيفـــةً أىَّ إيجــاسِ
قصــورٌ علــى الفســطاط أضـحتْ كأنهـا
قفــــارُ ربــــوعٍ بالســـَّماوة أدراسِ
ســـهامُ أميـــرِ المـــؤمنين مَكايــدٌ
ورُبَّ ســهامٍ طــرن مــن غيــر أقــواسِ
هــو المصـطَفىِ التقـوَى متاعـاً لنفسـه
بجوهرِهـــا حـــالٍ بسُندُســـها كـــاسِ
إذا وطِئت شــــُوشُ الملـــوك بســـاطَه
تضـــاءل منهــا كــلُّ أغلــبَ هِرمــاسِ
تَخِـــرُّ بِـــهِ شـــُمُّ الجمــاجم ســُجَّدا
ويخشـــَعُ فيـــه كــلُّ ذى خُلُــق جــاسِ
يُحيُّـــون مــن جســم النبــوّةِ بَضــعَةً
هي القلبُ في الحَيزوم والعينُ في الراسِ
ويَغشــَون قَرْمــا مــن لـؤىّ بـن غـالبٍ
يعـــدِّد فـــي أنســابه كــلَّ قِنعــاسِ
مـــن الخلفــاءِ الرافعيــن بِنــاءهم
بــــأطولِ أعمـــادٍ وأثبـــتِ أســـاسِ
رعَــتْ ذمــمَ الإســلام منهــم كــوالىءٌ
وسيســت أمــورُ الملــكِ منهـم بسـُوَّاسِ
نجــومٌ إذا الســارون ضــلُّوا هــدتهُمُ
هدايـــةَ نِيـــران رُفعـــن بِقُرنـــاسِ
قِـــداحُهُمُ يـــومَ الفخـــار فـــوائزٌ
وأســهمُهم إن نــازلوا غيــرُ أنكــاسِ
هــمُ ملــؤا الــدنيا بطيــبِ حـديثهم
كمـــا ملأ الأســـماعَ قعقــاعُ أجــراسِ
كرهبــــانِ ليــــلٍ لا تلائمُ مضــــجَعا
وأُســـْدِ صـــباحٍ مــا تَقِــرُّ بأخيــاسِ
ومــا منهــمُ مــن ملَّـك البِيـضَ قلبَـه
ولا طمِعــتْ فــي لُبــهِّ وثبــةُ الكــاسِ
عَتــــادُهم فـــي حَجِّهـــم وجِهـــادهم
جراجـــرُ أجمـــالٍ وتَصـــهالُ أفــراسِ
أولئك آبـــــاء الإمــــامِ ورهطُــــهُ
أصـــولُ كــرامٍ زَيَّنــتْ خيــرَ أغــراسِ
عَمِـــرتَ أميـــرَ المـــؤمنين بنعمــةٍ
وعيـــشٍ صــفيقِ الظــلِّ أخضــرَ ميَّــاسِ
ولا زالـــت العليــاءُ عنــدك وفــدُها
يـــروح بـــأنواعٍ ويغـــدو بأجنــاسِ
ابحــتَ حِمــىَ الإحســانِ حتّــى أصــابه
معاشــرُ مـن نَيـل المنـى غيـرُ أكيـاسِ
ومـــا نعمـــةٌ إلا أفضـــتَ لباســـَها
علــى مــن عهــدناه لهـا غيـرَ لبَّـاسِ
مـــواهبُ فيهــا لابــنِ حِصــنٍ وحــابس
نصـــيبٌ فهلاَّ مثلُـــه لابـــن مِـــرداسِ
فمــا لــي وبحـرُ الفضـل عنـدك زاخـرٌ
يطـــاوَل فــي دار المُقامــة أحلاســى
إذا رُفِعــت نــارُ القِــرَى لـك أُوقـدتْ
مَصــابيحُ لــم يُســتدنَ فيهـنَّ مِقباسـى
أوذُ بواديــــــك المقـــــدِّسِ أن أُرى
فريســـةَ قنّــاصٍ مــن الــدهر نهَّــاسِ
للا رِقبـــةٍ جَـــورُ الزمـــان وعــدلُهُ
وتحريجُــه جــارٍ علــى غيــر مقيــاسِ
فــإن تصــطنعْ نُعْمــى فــأنتَ وليُّهــا
وهيهــات تُقضــَى مــن رجــائك أحلاسـى
ننـال بـأدنى القـولِ منـك مـدَى العلا
ولا عجـــبٌ أن يُحضــر الــدُّرُّ بالمــاسِ
وإن كــان ثــدىُ الجـود عنـدك حـافلا
فقـــد يُمتَــرى دَرُّ اللَّبــون بإبســاسِ
تعــامت لنــا الأيــامُ عنــك وأبلسـتْ
نوائبُهــــا عــــن قصـــدها أىَّ إيلاسِ
فليسـت صـروفُ الـدهر مـا دمـت سـالما
مُعاشـــرَ أهليهـــا بخـــوفٍ ولا بــاسِ
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).