
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد رجـعَ الحـقُّ إلـى نِصـابهِ
وأنـت مـن كلّ الورى أولىَ بهِ
مـا كنـت إلا السـيفَ سلَّته يدٌ
ثُــمّ أعــادته إلــى قِرابـهِ
هزَّتــهُ حـتى أبصـرْتُه صـارما
رونقُــه يُغنيــه عـن ضـِرابهِ
أَكـرِمْ بهـا وزارةً مـا سـلَّمت
مـا اسـتُودِعت إلا إلى أربابهِ
مشــوقة إليـك مـذ فارقتَهـا
شـوقَ أخـي الشـِّيب إلى شبابهِ
مثلُــك محســودٌ ولكـن معجـز
أن يُـدرَكَ البـارقُ فـي سحابهِ
حاولهـا قـومٌ ومـن هذا الذي
يُخْـرِجُ لينـا خـادرا من غابهِ
يُـدمِى أبـو الأشبال من زاحمَهُ
فــي خِيســهِ بظُفــره ونـابهِ
وهــل سـمعتَ أو رأيـت لابسـا
مـا خلَـع الأرقـمُ مـن إهـابهِ
لا تحسـَبا لهـوَ الحديث ماحيا
حَتمـا قضـاه اللـه في كتابهِ
مـرُّ النسـيم غاديـا ورائحـا
لا يُزلــقُ الأصــمَ عـن هِضـابهِ
وليــس يُعطــى أحـدا قيـادَه
أمـرٌ لسـانُ المجـد من خُطَّابهِ
تيقَّنــوا لمـا رأَوهـا صـعبةً
أن ليــس للجـوِّ سـوى عُقـابهِ
إن الهلالَ يُرتَجـــى طلـــوعُه
بعـد السـَّرارِ ليلـةَ احتجابهِ
والشـمس لا يُـوءَس مـن طُلوعِها
وإن طواهـا الليلُ في جِلبابهِ
مـا أطيـبَ الأوطـانَ إلا أنهـا
للمـرء أحلـىَ أثـرَ اغـترابهِ
كـم عَـودةٍ دلَّـت علـى دوامها
والخُلــدُ للإنسـان فـي مـآبه
لـو قَـرُبَ الـدُّرُّ علـى جـالبه
مـا لجَّـجَ الغـائصُ فـي طِلابـه
ولــو أقــام لازمـا أصـدافَه
لـم تكـن التيجـانُ في حسابه
مـن يعشق العلياءَ يلقَ عندها
مـا لقـىَ المحـبُّ مـن أحبابه
طــورا صــدودا ووصـالا مـرّةً
ولــذّةُ الوامــقِ فـي عتـابه
وبّمــا اعتـاصَ الـذي تـأمُلُه
وأصـبحَ المخـوفُ مـن أسـبابهِ
مـا لؤلـؤ البحـر ولا مَرجانه
إلا وراءَ الهــول مـن عُبـابهِ
ذلَّ لفخر الدولة الصعبُ الذُّرَى
وعلَّــم الأيــام مــن آدابـهِ
واسـتخدم الـدهرَ فمـا يأمره
إلا أتـى الطاعـةَ فـي جـوابه
يكــاد مــن تهـذيبه أخلاقَـهُ
أن يسـتردَّ الغـدرَ مـن ذئابهِ
قـد طأطـأتْ أيـامُه أعناقَهـا
خاضــعةً تســير فــي رِكـابِه
كأنهــا عصــائبٌ مـن طـالبي
ثــوابهِ أو خــائفى عِقــابهِ
إن أخطـأتْ واصـلت اعتـذارَها
وإن أصـابت فهـو مـن صـوابهِ
يـا ناشـد الجُـود وقـد أضلَّه
مالــك لا تبغيـه فـي جَنـابِه
حيـث أقام أبصرَ الناسُ الندى
تُشــير كفــاه إلــى قِبـابهِ
تـرى وفـودَ الشـكر حولَ بيته
كأنهـا الأوتـادُ فـي أطنـابه
مـا ثـوَّروا الآمال عن صدروهم
إلا أنـــاخت بفِنــاء بــابهِ
وكيـف لا يهـوىَ الرجـاءُ رَبعَه
وليــس مَرعـاه سـوى أعشـابهِ
قَلَّـد أيـدي المكرُمـاتِ إذَنـهُ
فرفَعــتْ مــن طَرَفَــىْ حِجـابهِ
لا تشــئلنَّ عـن مـدى معروفـه
أو تسـل الوسـمىَّ عـن مَصـابهِ
يكفيـك مـا يبسـُطه مـن بِشره
أن تطلــبَ الإذن إلـى حُجَّـابهِ
يطغَـى بتكريـر السـؤال رفدهُ
والــدَّرُّ جيَّـاشٌ علـى احتلابـهِ
هـو الـذي أفعـالهُ من حسنِها
كأنمـا اشـتُقِقن مـن ألقـابهِ
مَـن حسـَبُ السـؤددِ فـي صميمهِ
ونســبُ العليـاء فـي لُبـابهِ
كالسـمهرىّ عزمُـه لـو لم يكن
ينقُـص عنـه الرمـحُ باضطرابهِ
شـكرا وزيـر الـوزراء تستزد
أضـعافَ مـا بُلّغـتَ مـن وَهابهِ
قـدِمتَ كـالغيث أصـاب ظـامئا
ســنوَّفه الخَـدَّاعُ مـن سـَرابهِ
كـم سـاجدٍ لمّـا سـموتَ طالعا
كــأنه صــلَّى إلــى مِحرابِـه
وصـائم رؤيـاك قـد أغنته عن
طعــامه طِيبــا وعـن شـرابهِ
ولـو أطـاق الدَّستُ سعيا لسعى
مسـتقبِلا يختـال فـي أثـوابهِ
كـان حشـاه قلِقـا حتى احتبى
فـي صـدره مـن كان من آرابه
لأقمــت فــي نعمـاءَ مطمئنَّـةٍ
تُحكِّــم الفـؤادَ فـي إطرابـهِ
تسـاعد الـدنيا علـى زينتها
وتغلـب الـدهر علـى أحقـابهِ
ألقـت عصـاها وارتمت ركابُها
فـي سـُرَرِ الـوادى وفي شِعابهِ
قـد أُعفـىَ المـارنُ من خَشاشهِ
ورُوّحَ الغــاربُ مــن أقتـابهِ
علـى يـديك المرتجَى إنعامُها
تـابَ غـرابُ الـبين من نُعابهِ
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).