
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تُـرى رائحٌ يـأتى بأخبـار مَـن غدا
وهـل يكتُـم ألأنبـاءَ مـن قد تزوَّدا
أُحـبّ المقـالَ الصـدقَ مـن كلّ ناطقٍ
سـوى نـاعبٍ قـد قـال بينُهُـمُ غـدا
ألاَ اســتوهِبا لــى الأرحبيَّـةَ هَبَّـة
لنُحــدثَ عهــدا أو لنضـربَ موعـدا
حــرامٌ علــى أعجــازهنَ ســياطُنا
فيـا سـائقيْها اسـتعجِلاهنَّ بالحُـدا
مـتى تـرِدا المـاءَ الـذى ورَدتْ به
ظبــاءُ سـُلَيمٍ تَنقَعـا غُلَـةَ الصـَّدا
فلا تُشـــغَلا عنــه بلثــمِ حَبــابهِ
تظنَّنـــهِ ثغـــرا عليــه تبــدَّدا
فقـد طـال مـا أبصـرتُما ظبىَ رملةٍ
فشـــبّهتُماه ذا دَمالـــجَ أغيــدا
فرشــتُ لجنـبِ الحـبّ صـدرى وإنمـا
تهـابُ الهـوى نفـسٌ تخاف من الردى
ونفَّــرتُ عــن عينـى الخيـالَ لأنـه
يحــاولُ مَــدِّى نحــو بـاطله يـدا
أرى الطيـفَ كـالمِرآة يخلُـق صـورةً
خـداعا لعينـى مثلمـا يَسحَر الصَّدى
أتزعــمُ أنّ الصــبرَ فيــك ســجيّةٌ
وتشـجَى إذا الـبرق التِّهامىُّ أنجدا
وقـالوا أتشـكو ثـم تَرِجـعُ هائمـاً
فقلــتُ غـرامٌ عـادلى منـه مابـدا
تُعــاد الجســومُ إن مرضـنَ ولا أرى
لهــذى القلــوب إن تشـكَّين عُـودَّا
فلا تحســبوا كــلّ الجوانـح مَضـغةً
ولا كــلَّ قلــبٍ مثـلَ قلـبى جلمـدا
وحــىٍّ طرقنــاه علــى زوْرِ موعــدٍ
فمـا إن وجـدنا عنـد نـارهمُ هُـدى
ومــا غفلـتْ أحراسـُهم غيـر أنّنـا
سـقطنا عليهـم مثلَمـا سـقَط النَّدى
فلمـا التقينـا حـشَّ قلـبي فراقُهم
فلم ينكروا النارَ التي كان أوقدا
نزحـتُ دمـوعى بعـدَهم مـن أضـالعى
مخافــةَ أن تطغَـى عليهـا فتجمُـدا
وفـي العيـش مَلهىً لامرىء بات ليلَه
يشـاور فـي الفتك الحسامَ المهنَّدا
إذا مـا اشـتكت قَرْحَ السهاد جفونُهُ
أداف لهـا مـن صـِغة الليـل إِثمِدا
يظـنّ الـدجَى فرعـا أثيثـاً نبـاتُهُ
ويحســَبُ قَـرن الشـمس خـدًّا مـورَّدا
ويرضـَى من الحسناء بالرِّيم إن رنا
كحيلا مـــآقيه وأتلـــعَ أجيـــدا
كمـا بزعيـم الدّولـة الأمـمُ ارتضتْ
علـى الـدِّين والدنيا زعيما وسيِّدا
أقـاموا بـدار الأمـن فـي عَرَصـاته
كــأنهمُ شــدّوا التميـمَ المعقّـدا
رمـى عزمُـه نحـو المكـارم والعلا
مصــيبا فكـان المجـد ممـا تصـيَّا
إذا أَمَّــم الســارون نـورَ جـبينهِ
كفـى الرَّكـب أن يدعو جُدَيًّا وفرقدا
تلألأ فـــي عِرنينِــه نــورُ هيبــةٍ
تخِـرّ لـه الأذقـانُ فـي الترب سُجَّدا
أبــاح حِمَــى أمــوالهِ كـلَّ طـالب
مـن النـاس حتى قيل ينوى التزهُّدا
لـه روضـةٌ فـي الجـود أكـثرُ روَّدا
مـن المنهـل الطـامى وأوفـرُ ورّدا
تَنـاكصُ عـن سـاحاته السـُّحبُ إنهـا
مـتى حـاكمته في الندى كان أجودا
وهـل يسـتوى من يمطر الماءَ والذي
أنــاملُه تهمِــى لجُيْنــا وعَسـجدا
ومَـن برقُـه نـارٌ وَمـن بـرقُ وجهـه
تهلُّـلُ مرتـاحٍ إلـى الجـود والنَّدى
قليـلُ هجـوعِ العيـن تسـرِي همـومُه
مـع الجاريـاتِ الشُّهب مَثْنَى ومَوْحَدا
ومـن كـان كسـُب المجـدِ أكـبرَ همّه
طـوى بُـردةَ الليـل التِّمـامِ مُسهّدا
مــتى ثـوَّب الـداعى ليـومِ كريهـةٍ
تــأزّر بالهيجـاء واعَتـمَّ وارتـدى
وقــد علِمــتْ أشــياخُ جُوثَـةَ أنـه
أمـــدُّهُمُ باعــاً وأبطشــُهم يــدا
لهـم واصـَلَ الطعـنَ الخِلاجَ فأصـبحت
تَشــَكَّى الردينيــاَّتُ منــه تـأوُّدا
رأى الــودَّ لا يُجـدى وليـس بنـافع
سوى نقماتِ السيف والرمح في العدا
فمــا يقتنِــى إلا حســاما مهنـداً
وأســـمرَ عســَالاً وأقــودَ أجــردا
مـتى يَـرْمِ قومـا بالوعيد وإن نأت
ديـــارهُمُ عنــه أقــام وأقعــدا
ومـا الرمـح فـي يمنَى يديه مسدَّدا
بأنفــذَ منــه ســهمَ رأىٍ مســدّدا
صــهيلُ الجيـاد المقرَبـاتِ غِنـاؤه
فلـــو ســمّها الغَريــضَ ومَعبْــدا
ويُـذكِره بـزلَ النجيـعِ مـن الطُّلَـى
عِضــارٌ جلبــنَ البـابلىَّ المـبرَّدا
فلـو لم يكن في الخمر للبأس مشبِهٌ
وللجـود لـم يجعلْ له الكأسَ مَورِدا
بعثــت لســكّان العــراقِ نصــيحةً
متارِكـةَ الرئبـال فـي غِيلـه سـُدَى
ولا تـــأمنوا إطراقَــه إنّ كيْــده
ليَسـتخرج الضـبَّ الخـبيثَ من الكُدَى
أرى لـك بالعليـاء نـارا فَراشـُها
ضـيوفُك يُقـرَوْنَ السـَّدِيفَ المسـَرْهَدا
فلا تُفنِيَــنَّ العِيـسَ بـالعَقْر إنهـا
مـتى تَفـنَ تجزُرْهُـم إمـاءً وأعبُـدا
وكـم موقـفٍ أسـكرتَ مـن دمِه القنا
وأشـبعتَ فيـه السـيفَ حـتى تمـرَّدا
ولـو تجحـد الأقرانُ بأسَك في الوغى
أتتـك النسـورُ بالـذي كـان شـُهَّدا
إليــك نقلناهـا أخـامصَ لـم تجـد
سـوى بيتـك الأعلـى مُناخـا ومَقصِدا
ولـو بُعدَ المسَرى زجرنا على الوجَى
أغــرَّ وجيهيٍّــا ووجنــاءَ جَلْعَــدا
ومثلــك مـن يرجـو الأسـيرُ فِكَـاكَه
ولـو كـان فـي جَور الليالي مقيَّدا
لئن كنـت فـي هـذا الزمـان وأهله
كـبيراً لقد أصبحت في الفضل مفردا
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).