
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا ضـاع مـن أياّمنـا هـل يُغرَمُ
هيهــات والأزمــانُ كيــف تقـوَّمُ
يــومٌ بــأرواحٍ يبــاعُ ويشـتَرى
وأخــوه ليـس يُسـامُ فيـه دِرهـمُ
سيان قلبي في المشيب وفي الصِّبا
لــو يســتوى شـَعرٌ أغـرُّ وأسـحمُ
لـي وقفـةٌ في الدار لا رجعت بما
أهــوى ولا يأســِى عليهـا يُقـدِمُ
لا تحســب الآثــارَ لُعبــةَ هـازلٍ
نـار ادكـارِك فـي المعالم تُضرمُ
أو مـا رأيـتَ عِمادَهـا في نؤيها
مثـلَ السـِّوار يجـول فيه المِعصمُ
وكفَــاك أنــى للنــواعبِ عـاتبٌ
ولصــُمِّ أحجــارِ الــديار مكلِّـم
ومـن البلادةِ فـي الصـبابة أنني
مســتخبرٌ عنهــنَّ مــن لا يفهــمُ
وأنـا البليـغُ شـكا إليهـا بثَّه
عبثـا فمـا بـالُ المطايـا تُرزِمُ
كــلٌّ كنَــى عــن شـوقِه بلغـاتهِ
ولربّمــا أبكَـى الفصـيحَ الأعجـمُ
ترجُـو سـُلوَّكَ فـي رسومٍ بينها ال
أغصــانُ ســَكرَى والحمـامُ متَّيُـم
هــذى تميـلُ إذا تنسـَّمت الصـَّبا
والــوُرق تــذكر إلفَهـا فـترَنَّم
فمـتى تـروع العيـسُ غزلانَ النقا
بعصــابةٍ ســئمَ العـواذلُ منهـمُ
النُّسـكُ عنـد عفيفهـم دينُ الهوى
والنصــح عنـد لـبيبهم لا يُفهَـمُ
حتّـــام أرعــىَ وردةً لا تُجتنَــى
فــي الخــدِّ أو تُفّاحـةً لا تُلثـمُ
أيُـذادُ عـن تلـك المحاسنِ ناظرى
وتريــد منـي أن يسـَوَّغَها الفـمُ
فــي كــلّ يـومٍ للعيـون وقـائعٌ
إنســانُها الطمَّـاحُ فيهـا يُكلَـمُ
لـو لـم تكـن جَرْحَى غداةَ لقائهم
مـا كـان يجـرى من مآقيها الدمُ
ولـو اقتـدرتُ قسمتُها يومَ النوى
عينــا تلاحظهــم وأخــرَى تَسـْجُمُ
دع لمحـةً إ تسـتطع عُلَـقَ الهـوى
فبـذاك تعلـمُ كيـف نـام النـوَّمُ
ولطالمـا اعتقـب العواذل مسمعى
فزجــرنَ منــه مُصـْعَبا ولا يُخطَـمُ
مـا كنـتُ أولَ مـن عصـاهُ فـؤادُه
وجنَـــى عليــه مقَنَّــعٌ ومعمَّــمُ
لــم أدر أنَّ الحـبَّ حوَمـةُ مـأزِقٍ
تُصــلىِ ولا أنّ اللــواحظَ أســهمُ
أصـفُ الأحبّـةَ واللسـان يقـول لي
وصـفُ الـوزير أبى المعالى أعظمُ
المسـتجير مـن المذمَّـة بالنَّـدَى
والمســتجار إذا أظلَّــك مَغْــرمُ
فــي كــلِّ يـوم للمكـارم عنـدَه
ســوقٌ عُكــاظٌ دونَهــا والموسـِمُ
وكأنّمــا أمــوالُه مــن بَـذلها
نَهــبٌ بأيــدى الغـانمين مقسـَّمُ
فلـو أنهـا وَجـدتْ عليـه ناصـرا
لرأيتهـــا مــن كفّــهِ تتظلّــمُ
أســمعتَ قبــلَ يمينــه وشـماله
بســـحائبٍ أو أبحـــرٍ تتختَّـــمُ
فيهـنَّ مـن قِصـدِ اليـراع أراقـمٌ
تَقضــِى وتَمضــِى والقنـا يتحطَّـمُ
مــا هــنَّ إلا مــوردٌ مـن فـوقهِ
طيــرُ الرغـائبِ والمطـالبِ حُـوَّمُ
الجِـــدُّ مــن عزمــاتهِ متلقِّــنٌ
والمجــدُ مــن أخلاقــه متعلِّــمُ
متهلّـــلٌ للوفــد يُحســَب أنــه
بــدرٌ أحــاط بجــانبيهِ الأنجُـمُ
تُثنِــى عــواذله عليـه بعـذلهم
ولربّمــا نشــَرَ الثنـاءَ اللُّـوَّمُ
خلعــتْ عليـه المكرُمـاتُ ملابسـا
مـا يـزال ينقُشها المديح ويرقُمُ
عِشـق المعـالىَ فهْـو من شغفٍ بها
عنــد الرقـاد بغيرهـا لا يَحلُـمُ
بصـوابه فـي الـرأى ثُقِّـف القنا
وبعزمــه صـُقلِ الحسـامُ المِخـذَمُ
يحمِــى بســطوته مســارحَ لحظـهِ
فــالعزُّ فــي أبيــاته مسـتخدَمُ
وإذا تلمَّــح قلــت صــقرٌ نـاظرٌ
وإذا تغاضــَى قلـت أطـرقَ أرقـمُ
ثَبْـتُ الجَنـانِ كأنّمـا فـي بُـرده
يــومَ الزعــازع يـذبُلٌ ويلَملَـمُ
رفَعـــتْ لــه هِمّــاتُه وزَمــاعُه
بنيــانَ مجــدٍ ركنُــه لا يُهــدَمُ
طَــوْلٌ تشــرَّد فـي البلادِ فمنِجـدٌ
يَـروِى الـذي يَرويـه آخـرُ متهِـمُ
للــه أنــتَ إذا تسـلَّبت الرُّبَـى
وشـكا الأُحـاحَ سـِماكُها والمِـرْزَمُ
لِيــرُدَّ مَــن جــاراك رأسَ طِمِـرةٍ
مـا كـلُّ طِـرْفٍ فـي السـّباقِ مطهَّمُ
للمجــد أثقــالٌ تعِــجُّ إفـالهُم
منهـا وينهَزهـا الفنيـقُ المقُرَمُ
حاشـاك أن يَثنِى طباعَك في الندى
ثــانٍ وينقُــضَ مـن خِلالـكَ مُـبرِمُ
إن تَصــنع الحســنَى فإنـك زائدٌ
أو تُســبغ النُّعمَـى فـأنت متمّـمُ
وأنـا الذي سيرَّتُ شكرك في الدُّنَى
حـــتى تلاه مُعـــرِقٌ أو مُشـــئمُ
وجلبــتُ مـن بحـر الثنـاءِ لآلئا
فـي نحـرِ مـا أو ليتنيـه تُنظَّـمُ
أوردتُ آمـــالى غــديرَك آمنــا
مــن أن يكـون وراءَ شـهدٍ عَلقـمُ
ورضـعتُ ثـدىَ نداك من دون الهوى
ثقـــةً بــأنّ رصــيعَه لا يُفطَــمُ
أهَـدى لـك النيـروزُ فـي أغصانهِ
زَهـــرا بــأوراقِ العلاء يُكمَّــمُ
فــي كــلِّ يــومٍ خيلُـه وركـابُه
جَبَهــاتُهنَّ بطيــب ذكــرك تُوسـمُ
لا زالـت النَّعمـاءُ عنـدك حَلْبُهـا
ملــءُ الإنــاء وبطنُهـا لا يُعقَـمُ
والــدهر مجنــوبٌ وراءك كلّمــا
وأتـاك أسـعده القضـاءُ المـبرَمُ
كــالنِّقسِ ليلتُــه وطِــرسٍ يـومُهُ
والنُّجـحُ يَكتـبُ والسـعادةُ تختِـمُ
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).