
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــو كنـتُ أُشـفقُ مـن خضـيبِ بنـانِ
مـــا زرتُ حيَّكُـــمُ بغيــر أمــانِ
يــا صــبوةً دبَّــت إلــىَّ خديعــةً
كــالخمر تســرِقُ يقظــةَ النشـوانِ
اُنظــرْ قمــا غـضُّ الجفـون بنـافع
قلبــا يَــرى مـالا تَـرى العينـانِ
ولقـد محـا الشَّيبُ الشبابَ وما محا
عهــدَ الهــوى معــه ولا أَنســانى
فعلمــتُ أن الحــبَّ فيــه غَوايــةٌ
مغتالــــةٌ للشــــَّيبِ والشـــُّبّانِ
مــا فـوق أعجـازِ الركـابِ رسـالةٌ
تُلهـــى ففيــمَ تَحيّــةُ الرُّكبــانِ
عـذرا فلـو علمـوا جـواك لساءلوا
غِــزلانَ وجــرةَ عــن غصـون البـانِ
قُــولا لكُثبــان العقيــقِ تطـاولِى
دون الحِمـــىَ أقــدُرْك بالطَّمَحــان
وليَنِســِفَنَّ الرمــلَ زَفــرهُ مــدنفٍ
إن لــم يُعنْــهُ الــدمع بـالهملانِ
عِجــل الفريــقُ وكـلُّ طَـرفٍ إِثرَهـم
متعثِّــــر اللحظـــاتِ بالأظعـــانِ
وكأنمــا رُدْنــاىَ يــومَ لقيتُهــا
بالــدمع قــد نُسـِجا مـن الأجفـان
كلِّـــفْ رُدْنـــاىَ يـــومَ لقيتُهــا
بالــدمع قــد نُسـِجا مـن ألأجفـان
كلِّـــفْ تجلّـــدِىَ الــذي يســطيعُهُ
هـــل فـــيَّ إلاّ قـــدرةُ الإنســانِ
ولئن فــررتُ مـن الهـوى بحُشاشـتى
فـــالحبُّ شــرُّ متــالف الحيــوانِ
يـدرى الـذي نضـح الفـؤاد بنَبْلـه
أن قــد رمـى كَشـحيْهِ حيـنَ رمـانى
لـو لـم تكـن عينـى علـى أطلالهـم
عُقِــرتْ لمــا سـَفَحتْ بـأحمرَ قـانى
متــأوّلين علــى الجفــون تجنيِّـا
فالــدمع يُمطرُهــم بــذى ألــوانِ
ولــو أنــه مــاءٌ لقـالوا دمعُـهُ
رِيـــقٌ وجفنَـــا عينِـــه شــَفَتانِ
ظمىــء إلــى مــاء النُّقَيْـبِ لأنَّـه
وِرْدُ اللَّمَـــى ومناهـــلُ الأغصــانِ
ولَنِعــمَ هينمــة النســيم محـدّثا
عـــن طِيــبِ ذاك الجيــبِ والأردانِ
إن لـم يكـن سـهلُ اللـوى وحزونُـهُ
وطنـــى فـــإنَّ أنيســـَه خُلاَّنـــى
ولــو أنهــم حلُّــوا زرودَ منحتُـهُ
كَلَفــى وقلــتُ الــدارُ بـالجيرانِ
عُلَـــقٌ تَلاعـــبُ بــي ورُبَّ لُبانــةٍ
شـــاميَّةٍ شـــغَفتْ فــؤادَ يمــاني
هـــل تبلِغنِّــي دارَهُــمْ مزْمومــةٌ
بالشـــوقِ مــوقَرةٌ مــن ألأشــجانِ
فعسـى أميـلُ إلـى القِبـابِ مناجيا
بضــائمرِ ثقلُــتْ علــى الكتمــانِ
وأطــاردُ المُقـلَ اللـواتي فتكُهـا
يُملـــى علــيَّ مَقاتــل الفُرســانِ
متجــاذبين مــن الحـديث طرائفـا
يُصــــغِى ســــماعِها النِّضــــوانِ
كـرِّرْ لحاظـكَ فـي الحُـدوجِ فبعـدها
هيهـــات أن يتجـــاور الحيّـــانِ
مـن بعـد مـا أرغمـتُ أنـفَ رقبيهم
حَنَقـــا وخُضــتُ حميَّــة الغَيْــرانِ
وطرقــتُ أرضــَهُمُ وتحــتَ ســمائها
عــدَدَ النجــومِ أســنةُ الخُرصــانِ
أرضٌ جَــداولُها الســيوف وعُشــبُها
نَبْــعٌ ومــا ركــزوا مـن المُـرَّانِ
فـي معشـرٍ عشـِقوا الـذُّحولَ وآثروا
شــُربَ الـدماءِ بهـا علـى الألبـانِ
قــومٌ إذا حيَّــا الضـيوفُ جِفـانَهم
ردَّتْ عليهـــمْ ألســـنُ النيـــرانِ
وإذَا شــَواةُ الــرأس صـوَّحَ نبتُهـا
فعلــى قضــاءِ مــآربٍ مــن شــانِ
ولتَعَلَمـــنَّ البيـــدُ أنَّ جِباهَهــا
موســــومةٌ بـــالنَّصِّ والوخَـــدانِ
يُزجَــرْنَ أمثــالَ القِـداحِ ضـَوامرا
ويُرَحْــنَ أمثــالَ القِســىِّ حــوانى
أو ينتهيــنَ إلــى جنــابٍ ترتعـى
فيــه الوفــودُ منــابتَ الإحســانِ
ربُّ المـــآثرِ والمحامـــدِ ربُّـــه
وولـــىُّ بِكـــرِ صـــنيعةٍ وعَــوانِ
تلقَــى الجبـابرةُ المصـاعبُ وجهَـهُ
بجمـــاجمٍ تحنــو علــى الأذقــانِ
متهــافتين علــى الصـَّعيد كـأنّهم
شـــِربوا بهيبتِـــهِ ســُلافَ دِنــانِ
وطِئُوا ســـَنابكَ خيلــه بشــفاههم
قُبَلا وجلَّــــتْ عنهـــم القَـــدمانِ
حـتى إذا صـدَعوا السـُّرادقَ أطرقـت
تلــك اللــواحظُ مــن أغـرَّ هِجـانِ
قــد أيقنــتْ قِمـمُ الملـوك بـأنه
إن شــاء طلَّقهــا مــن التيجــانِ
خَطْـراً أبـا قَرْعَـى الفِصـال مُقاربا
إن القُـــروم أحـــقُّ بـــالخطَرانِ
فــذروا الحمـى يرعَـى بـه متخمِّـطٌ
تُخشـــَى بــوادِرهُ علــى الأقــرانِ
مــا بيــن سـاعده الهصـورِ محـرَّمٌ
فتعرَّضـــوا لفريســـةِ الســـِّرحانِ
لا مَطعَـــمٌ لبُغــاثِكم فــي مــأزقٍ
حــامت عليــه كواســر العِقبــانِ
للمْجلــس الشــرقىّ أبعــدُ غايــة
فــي يــوم مَلحَمــةٍ ويــومِ رِهـانِ
فركـــابُه مـــا تَنثنــى بأزِمَّــةٍ
وجيـــادُه مـــا ترعــوىِ بِعنــانِ
هِمَــمٌ كمـا سـرت الـبروقُ خواطفـا
فـــي حاصـــبٍ أو عـــارضٍ هتّــانِ
وعــزائمٌ رُبِيَــتْ وأطــرافَ القنـا
وظُبــا الســيوفِ وارِضــعت بلبـانِ
إن الــورى لمــا دعــوْه جَمـالَهم
حلُّــوا مــن العليـاءِ خيـرَ مكـانِ
وأتــتْ بــه عـدنانُ فـي أحسـابها
حــــتى أقــــرّ بنـــو قَحطـــانِ
مجــدٌ أطــلَّ علـى الزمـان وأهلِـهِ
متقيِّــــلٌ فــــي ظلِّــــه الثَّقَلانِ
ومفـــاخرٌ مشــهودةٌ يَقضــِى لهــا
يــومَ النفــار ســواجِعُ الكُهّــانِ
مـن ذا يجـاذبه الفخـارَ وقـد لوى
أطنـــابَه فـــي يَـــذبُلٍ وأبــانِ
طَلاَّب ثـــأرِ المجــد وهــو مــدفَّعٌ
بيـــن اللئام مســـَفَّه الأعـــوانِ
لـم يـرضَ مـا سـنّ الكـرامُ أمـامَه
حـــتى أتـــى بغـــرئبٍ ومَعـــانِ
نســـخت فضــائُله خِلالَهــم الــتي
نجحــوا بهــا فـي سـالف الأزمـانِ
فهــي المنـاقبُ لـو تقـدّم ذكُرهـا
تُليـــتْ مَثــانِيهن فــي القــرآنِ
يعطيــك مـا حَـرَم الجـوادُ ودِينُـه
أن الــــثراءَ وعُــــدْمَهُ ســـِيّانِ
وإذا رجـــالٌ حصـــَّنوا أمــوالَهم
جعَــل المــواهبَ أوثــقَ الخُــزّانِ
كــم أزمــةٍ ضــحِكت بهـا أنـواءُهُ
والغيـــثُ لا يلــوِى علــى طمــآنِ
مـــن راحــتيه نوافــلٌ ومنــائحٌ
ومــن القلــوب مطــامعٌ وأمــاني
فحــذارِ أن يطغـىَ السـؤالُ بطـالبٍ
رفــدّا فيركــبَ غــاربَ الطُّوفــانِ
وأصـَبْتُ قـد يَحكـى السـحابُ نـوالَه
لكــــنَّ ذا نــــاءٍ وهــــذا دانِ
وقرنتُــه بــالبحر يقـذِفُ بـاللُّهَى
ونســيتُ مــا فيــه مـن الحَـدْثَانِ
وذكـرتُ مـا فـي الليـثِ من سَطَواتهِ
ولربّمـــا وَلَّـــى عـــن الأقــرانِ
لا تعـــدمَ الأزمــانُ رأيَــك إنــه
فــي ليلهــا ونهارهــا القمـرانِ
رأىٌ ســقىَ اللــهُ الخلافــةَ صـوبَهُ
ورمـــى بصـــاعقه ذوى الشـــَّنآنِ
نُجْحــا بنــى العبـاّس إن قنـاتَكم
هُـــزَّتْ بأحـــذقِ ســـاعدٍ بطعــانِ
جَــدٌّ أمــدّ عديــدكم مــن غِيلــه
بأشــدَّ مـن أسـَد العريـن الجـانى
يحمـــى ذمــارَكُمُ بغيــر مســاعدٍ
ويحــــوط ســــَرحكُمُ بلا أعـــوانِ
وثبـاتُه العـزم الـذليق إذا سـطا
وزئيـــره حُكْـــمٌ وفصـــلُ بيــانِ
مســــتلءمٍ بجَنــــانه وبنـــانِهِ
واســــانهِ مِضــــرابةٍ مِطعــــانِ
لمــا رأى والحــزمُ ينفــعُ أهلَـه
عَـــوْدَ الخلافــةِ ضــارباً بجــرانِ
والســيفَ لــو يَرْكُـضْ بكفَّـىْ ضـاربٍ
والرمــحَ لــم يَطمـحْ بعيـنِ سـنانِ
داوَى عَيــاءَ الــداءِ سـاحرُ رفِقـهِ
والنَّقْــبُ يَشــفيهِ هِنَــاءُ الهـانى
حــتى إذا بــرح الخفــاءُ وسـفَّهتْ
حِلَــم الحليــمِ حفيظــةُ الغضـبانِ
ورأى الهَـــوادَة مَــرَوةً مقروعــةً
والســّلم مطعمــةَ العـدوّ الـوانى
نـــادَى فلبَّـــاه صــهيلُ ســوابقٍ
وأطيـــطُ كـــلِّ حنِيَّـــةٍ مِرنـــانِ
وفــوارسٌ يَصــلَوْن نيــرانَ الـوغى
ممـــا تُـــثيرُ جيــادُهم بــدخانِ
جنَبــوا إلــى الأعـداءِ كـلَّ طِمِـرَّةٍ
بُنيـــت مفاصــلُها علــى شــَيطانِ
مثــل المَراقـبِ تحتهـم وهُـمُ علـى
صــــواتها كالهَضـــْب مـــن ثَهلان
طلعـوا طلـوع الشـمسِ يغمـرُ ضوءُها
هــامَ الرُّبَــى ومغَــابنَ الغِيطـانِ
وكأنمـــا ســـجدتْ قِســِيُّهمُ إلــى
لألاء وجهـــك إذ أتتـــك حـــوانىِ
مـن بعـد مـا سدّوا الفضاءَ وحرَّموا
نَفَــل الربيــع بـه علـى الغِـزلانِ
يتســابقون إلــى المنـون فكلُّهـم
يغَشـى الـردَى مـا عُـدّ في الوِلدانِ
وإذا هُــم عــدِموا مَقـاودَ خيلهـم
فتلـــوا لهـــنَّ ذوائبَ الفُرســانِ
فــي كــلِّ معــترَك تُجيـلُ كمـاتُهم
قِـدْحا يفـوز إذا التقَـى الجمَعـانِ
فاسـئلْ جبـالَ الـروم لمَّـا طوَّقـوا
أعناقَهـــا مــن جَمعهــم برِعــانِ
ترعَـى بهـا زُهـرَ النجـوم جيـادُهم
ومــن الســحاب يَـرِدنَ فـي غُـدرانِ
فكــأنّهم يبغـون فـي فَلـك الـذُّرَى
أن يأســـروا العَيُّــوقَ للــدَّبَرانِ
تركـوا المعـاركَ كالمنَاحِرِ من مِنىً
وجمـــاجمَ الأعـــداء كالقُربـــانِ
فكأنّمــا فــرَشَ النجيــعُ تِلاعَهــا
ووِهادَهـــا بشـــقائق النُّعمـــانِ
فأتـاك وفـدُ بنـى الأُصـيفِرِ يرتمـى
بهـــمُ جَناحَـــا ذِلّـــةٍ وهـــوانِ
جنحــوا بــه مستســلمين وطالمـا
شــمَخوا بــدينهمُ علــى الأديــانِ
بــذلوا الإتـاوة عـن يـدٍ فكـأنّهم
عقــدوا بـذاك الغُـرِم عَقْـدَ ضـَمانِ
فــي كــلِّ يــومٍ تســتهلُّ منـوزَهم
كرمــاً بعَشــرِمِىءٍ مــن العِقيــانِ
وبــرزتَ فـي حُلـل الوقـارِ بهيبـة
فقــأتْ عيــونَ الكفــر بالإيمــانِ
وكفــاكَ أن قُـدتَ الضـلالة بالهـدى
وجعلـــت دارَ الحــرب دارَ أمــانِ
هـذا العـراق قـد انجلـت شـُبُهاتُه
وصـــَفا مـــن الأقـــذاءِ والأدرانِ
إن مّســـه نَصــبُ الــورودِ فــإنه
ســيُنيخُ مــن نعمــاك فـي أعطـانِ
نفَّــرت ذُؤبــانَ الغضـا عـن شـِربِهِ
فــــالأَمنُ يَســــرحُهُ بلا رُعيـــانِ
ولَّــى أَرَســْلانٌ يُمَســِّح فـي الحشـا
قلبــا يشــير عليــه بــالطيرانِ
وهــوت بنــو أَســَدٍ تَسـُلُّ لقاحَهـا
فتســيل بيــن الحَــزْنِ فالصــَّمّانِ
وجـرى الغـرابُ مـع البوارحِ ضائحا
بــالبين بيــن منــازل الجَـاوانِ
وطــوتْ عقيــلٌ عَــرضَ كــلِّ تَنوفَـةٍ
بـــذميلِ ذِعلبـــةٍ وركِــض حِصــانِ
بالشــام ألَّـفَ خـوفُ بإسـك بينهـم
وقلـــوبُهم شـــتَّى فــي الأضــغانِ
هيهات لو رِكبوا النعائمَ في الدجى
وأردتَ لاقتنصـــــاهُم النَّســــرانِ
وكــذا عــدوُّك إن نجــا جُثمــانه
فــالقلبُ فــي قِـدِّ المخافـةِ عـانِ
مـا بيـن مصـرَ وبيـن عزِمـك موعـدٌ
متوِّقــــعٌ لوقــــائه الهرَمـــانِ
إن صــانها بُعـدُ المـدَى فلمثلهـا
تقتـــادُ كـــلّ نجيبــةٍ مِــذاعانِ
مـــاءُ الجــداولِ للأكــفِّ وإنمــا
مــاء القَليــبِ يُنــال بالأشــطانِ
مــن كـان شـرقُ الأرض طـوعَ زمـامِهِ
لِـــمَ لا يصـــرِّف غَربَهــا بعِنــانِ
والجيــشُ مَجْــرٌ والأوامــرُ طاعــةٌ
والنصـــر مرجـــوٌّ مــن الرحمــنِ
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).