
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أكــذا يُجــازَى ودُّ كــلّ قريـنِ
أم هــذه شـيمُ الظبـاءِ العِيـن
قُصـًّوا علـىَّ حديث من قتَلَ الهوى
إن التأســـِّىَ رَوْحُ كــلِّ حزيــنِ
ولئن كتمتــم مشـفقين فقُـدوتى
بمصــارع العُــذرىِّ والمجنــونِ
فـوق الركـابِ ولا أطيـل مشـبِّها
بَــلْ ثَــمَّ شـهوةُ أنفـسٍ وعيـونِ
هُــزتَّ قــدودُهُمُ وقـالت للصـَّبا
هُـزأً أعنـد البـان مثـلُ غصونى
وكأنمــا نقَلــتْ مـآزرُهم إلـى
جَـدَد الحمـى الأنقـاءَ من يبريَن
ووراء ذيــاك المقبَّــلِ مــوردٌ
حصــباؤه مــن لؤلــؤ مكنــونٍ
إِمّـا بيـوت النحـل بين شفاههم
مضــمومةً أو حانــةُ الزَّرَجــونِ
ترمِـى بعينيـك الفِجـاجَ مقلِّبـا
ذاتَ الشــِّمال بهـا وذاتَ يميـنِ
لـو كنتَ زرقاء اليمامة ما رأت
مــن بــارق حيّـاً علـى جَيْـروِن
شـكواك مـن ليـل النِّمام وإنما
أرَقـــى بليــل ذوائبٍ وقــرونِ
ومعنِّـف فـي الوجد قلت له اتئد
فالـدمعُ دمعـى والحنيـنُ حنينى
مـا نافعي إذا كان ليس بنافعي
جـاهُ الصـبا وشـفاعةُ العشـرينِ
لا تُطرِقــــن خجلا للومـــةِ لائم
مــا أنــت أوّلُ حــازمٍ مفتـونِ
أأســومهم وهـم الأجـانب طاعـةً
وهــواى بيـن جـوانحى يُصـبينى
دَيْنـى علـى ظَبيَـاتهم ما يُقتضَى
فبــأىّ حُكْــمٍ يقتضــون رهـونى
وخشـِيتُ مـن قلبي الفِرارَ إليهمُ
حــتى لقــد طــالبتُه بضــمينِ
كــلَّ النّكــال أطيــق إلا ذِلّـةً
إنَّ العزيــزَ عــذابُه بــالهونِ
يـا عيـنُ مثـلُ قَذاكِ رؤيُة معشرٍ
عــارٍ علــى دينــاهُمُ والـدّينِ
لـم يُشـبهوا الإنسـانَ إلا أنهـم
متكوّنـون مـن الحَمـا المسـنونِ
نَجَـسُ العيـون فإن رأتهم مقلتى
طهَّرتُهــا فنزحــتُ مـاءَ جفـونى
أنــا إن هُـمُ الـذخائر دونهـم
وهُـمُ إذا عـدّوا الفضـائلَ دونى
لا يُشــمِت الحســَّادَ أنَّ مطـالبي
عــادت إلــىَّ بصـفقةِ المغبـونِ
لا يسـتديرُ البـدرُ إلاّ بعـد مـا
أبصـرتُه فـي الضـُّمر كـالعُرجونِ
هـذا الطريقُ اللَّحْبُ زاجرُ ناقتى
واليــمُّ قـاذفُ فُلكـىَ المشـحونِ
فــإذا عميـدُ الملـك حلاَّ ربعـه
ظَفِـرَا بفـال الطـائر الميمـونِ
مَلـكٌ إذا مـا العـزمُ حثَّ جيادَه
مرِحــتْ بـأزهرَ شـامخِ العِرنيـنِ
يـا عـزَّ مـا أبصـرتُ فوق جبينه
إلا اقتضــانى بالسـجودِ جـبينى
يجلـو النـواظرَ في نواحى دَسْته
والسـرجِ بـدرُ دجـىً وليـثُ عرين
عمَّـت فواضـلُه البريّـةَ فـالتقىَ
شــكرُ الغنـىِّ ودعـوةُ المسـكينِ
قـالوا وقـد شـنُّوا عليـه غارةً
أصــِلاتُ جــودٍ أم قضــاءُ ديـونِ
أمّــا خــزائنُ مــالِهِ فمباحـةٌ
فاسـتوهِبوا مـن علمـه المحزونِ
كــرمٌ إذا اســتفتيته فجـوابهُ
منْـعُ اللُّهَـى كـالمنع للمـاعونِ
مـا الـرزق محتاجا بعرصته إلى
طلــبٍ وليــس الأجـرُ بـالممنونِ
لو كان في الزمن القديم تظلَّمت
منـه الكنـوزُ إلـى يـدَىْ قارونِ
وإذا امــرؤ قعـدت بـه همَّـاتُه
خلــىَّ ســبيلَ رجـائِه المسـجونِ
أقسـمتُ أن ألقىَ المكارمَ عالما
أنِّــى برؤيتــه أبَــرُّ يمينــى
شـــهِدتْ علاه أنَّ عنصــُرَ ذاتــهِ
مِســكٌ وعنصــُرَ غيـره مـن طيـنِ
سـاس الأمـورَ فليـس تُخلَـى رغبةٌ
مــن رهبــة وبسـالةٌ مـن ليـنِ
كالسـيف رونـقُ أَثْـرِهِ فـي متنهِ
ومضــاؤه فــي حــدِّه المسـنونِ
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).