
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ودِدتُ التصـابى فيـك إذ كان عاذرى
وعـاديتُ حلمـى إذ غـدا عنك زاجرى
ومــالي ســوى قلـبٍ يضـلّ ويهتـدي
فإمـا الهـوى فيـه وإمـا بَصـائري
وإنـي لأدرِي أنمـا الغُنْـجٌ واللَّمَـى
وبيـضُ الطُّلَى هنّ القذى في المحاجرِ
ولكنّهـــا نفــسٌ تــروضُ طباعَهــا
بمــا حملتــه مـن عـذاب الجـآذِرِ
عــدِمتُ فــؤادي يبتغـي الآنَ رشـدَه
فهلاّ قُبيــل الحــبّ كــان مشـاورى
فمـا بالنا نُعطَى الدنيَّة في الهوى
وفـي الـروع لا نعطَـى ظُلامـةَ ثـائرِ
كأنـا جميـمُ الروض يقطُف نَوْرَه الظ
بـــاءُ ولا يحلـــو لأُســْدٍ خــوادرِ
وإنّ انقيـادى طـوعَ مـا أنـا كارهٌ
يــدلُّك أنَّ المــرءَ ليــس بقــادرِ
لواحظُنــا تجنــىِ ولا علَـم عنـدَها
وأنفســـُنا مـــأخوذةٌ بــالجرائرِ
ولــم أرَ أغـبىَ مـن نفـوسٍ عفـائفٍ
تصــدّق أخبــارَ العيـون الفـواجرِ
ومــن كـانت الأجفـانُ حُجَّـابَ قلبـهِ
أَذِنَّ علـــى أحشـــائه للفَـــواقِرِ
إذا لـم أفـز منكـم بوعـدٍ فنظـرَةٍ
إليكـم فمـا نفعـى بسـمعى وناظرى
ومـا زال لـي عنـد الظبـاء ظُلامـةٌ
تُــرَدُّ إلـى قـاضٍ مـن الحـبّ جـائرِ
لعمـرُك مـا بـي فـي الصبابة حَيرةٌ
تقســِّم فكــرى بيــن نــاهٍ وآمـرِ
تصـاممتُ عـن عـذل العـذول لأنه اح
تجــاجٌ لســالٍ واعتــذارٌ لعــاذرِ
وكيـف بنسـياني الـذي حفِـظ الصِّبا
وبــات بـه طيـفُ الخيـال مسـامرى
بلـى إِنّ بَـردَ اليـأس يطفىـءُ حُرقةً
ولــو سـُقيت منـه قلـوبُ الهـواجرِ
وإِنّـا إذا ضـلَّت مـن الحَـزْنِ نفحـةٌ
فزِعنــا إلـى نِشـدانها بالمنـاخرِ
أصــعِّد أنفاســي إذا مــا تمرّغـت
علـى تُربـه هـوجُ الريـاح الخواطرِ
وأذكــرُ يومـا قصـَّر الوصـلُ عمـرَهُ
كأنـا التقينـا منـه فـي ظلِّ طائرِ
مـتى غَنـت الورقـاءُ كـانت مدامتى
دمــوعى وزفراتــي حنيـنَ مَزاهِـري
خليلـيَّ هـذا الحُلُـم قد أطلق الأسَى
وبـثَّ حُبـولَ الشـوق بيـن الضـمائر
ولـم يبـق فـي الأحشـاء إلا صـُبابة
من الصبر تجرِي في الدموع البوادرِ
فَلَيًّــا بأعنــاقِ المطــىِّ فربّمــا
أصـبنا الأمـاني فـي صـدور الأباعرِ
وإن لـم يكـن فـي ربّة الخِدر مَطمعٌ
قنَعنــا بآثـار الرسـوم الـدوائرِ
مَرابـــط أفــراس ومَــبرك هَجمــةٍ
وملعـــب ولــدان ومجلــس ســامرِ
وســـُفعِ أئافـــىٍّ كــانّ رَمادَهــا
حمــائمُ لكــن هــنَّ غيــرُ طـوائرِ
ويــا حبّــذا تلـك النُّئىّ وليتهـا
تــروح خلاخيلــي وتغــدو أسـاورى
إذا أنـتَ لـم تحفَـظ عهـودَ منـازلٍ
فلســتَ لعهــد النــازلين بـذاكرِ
سـقاها الـذي أضـحت ينـابيعُ فضلهِ
تَمُــدُّ شــآبيبَ الغيــوثِ البـواكرِ
فجـودُ عميـد الدولة العُشبُ والحيا
ومقتَــرَحُ الراجـى وازادُ المسـافرِ
كُفيـتَ بـه أن تطلـبَ الـرزقَ جاهدا
علـى زعمهـم بالسـعي أو بالمقادرِ
تظَــلُّ قَلــوص الجُـود ترقُـص تحتـهُ
إذا حُــديتْ يومــا بنغمــة شـاكرِ
تحـــدَّثْ ولا تحــرَجْ بكــلّ عجيبــةٍ
مـن البحـر أو تلك الخلال الزواهرِ
فمـا ذاق طعـمَ الـرىِّ مـن لم تُسَقِّه
أنــاملُه مــن صــوبها المتـواترِ
وكـم مـن كسـير للّيـالي قد التقت
عليــه أيـاديه التقـاءَ الجبـائرِ
ومنتَهــب الجــدوى يُريــك سـحابُه
زمـانَ الربيـع السكبِ في شهر ناجرِ
يســابقُ بالفعــلِ المقــالَ كـأنه
يـرى الوعـدَ فنًّا من مِطال الضمائرِ
فــأنت تــراه مـاطرا غيـرَ بـارقٍ
ولســت تــراه بارقـا غيـرَ مـاطرِ
مــواهبُ ســمّاها العفـاةُ صـنائعا
وهــنّ نجــومٌ فــي سـماء المـآثرِ
ملـوم علـى بذل البضائع في الندى
ومـا تـاجرٌ فـي المكرُمـات بخاسـِر
قَطــوبٌ وأطــرافُ القيــانِ عـوابثٌ
ضـحوك وأطـرافُ القنـا في الحناجرِ
بـه ازدانـت الـدنيا لنـا وتلفّتت
إلينـا الليـالي بالخدود النواضرِ
تعلَّمـــت الأيـــامُ منــه بشاشــةً
أعـادت إلـىّ الـدهرَ حَشـَّن المَكاسِر
يـذيبُ السـؤالُ شـَحمةَ الرفِـد عنده
وهـل يجمُـد العنقـودُ فـي كفِّ عاصِر
أبَــى أن تُهــزَّ العُنجُهِيَّــةُ عِطفَـهُ
يقينـاً بـأنّ الكـبرَ إحدى الكبائرِ
ولا عيــبَ فــي أخلاقـه غيـرَ أنهـا
فــرائد دُرّ مــا لهـا مـن نظـائرِ
ومـا النـاسُ إلا كـالبحور فبعضـُها
عقيـــمٌ وبعــضٌ معــدنٌ للجــواهرِ
فتعســـاً لأقــدام الســُّعاةِ وراءه
ألــم ينتهــوا عنـه بـأوّل عـاثرِ
يُقِــرُّ لــه بالفضــل كــلُّ منـازع
إذا قيـل يـومَ الجَمع هل من مُفاخرِ
أخـو الحـزم ليست في نواحيه فرصةٌ
لنُهـــزةِ مغتــالٍ ونَفثــةِ ســاحر
إذا ركَضـــتْ آراؤه خلـــفَ فــائتٍ
تــدارك منــه غائبـا مثـل حاضـرِ
مــتى تــأتهِ مستشــفعا بصــنيعهِ
إليـــك فقـــد لاقيتــه بأواصــرِ
تتبَّــع أوســاطَ الأمــور مجانبــا
تــــورُّطَ عجلان ووَنيــــةَ قاصـــِر
وقـــد علــم النُّــزَّاعُ أ ديــارَه
إذا انتجعوهـا نِعـم دارُ المُهـاجرِ
تسـلَّوا عـن الأوطـان بالأبطـح الذي
يلائم مَرعــــاه لبـــادٍ وحاضـــرِ
يطـاول بـالأقلام مـا تبلـغ القنـا
ويفضــُل أفعـالَ الظُّبَـا بالمخاصـرِ
مـن العصـبةِ الغُـرِّ الـذين سعودُهم
بــآرائهم لا بــالنجوم الســوائرِ
فــوارسُ هيجــاءٍ وقــولٍ ركــوبُهم
ظهـورُ الجيـادِ أو ظهـورُ المنـابرِ
يظــن الضــيوفُ أن دارهــمُ مِنــىً
ودهرَهُــمُ عيــدٌ لعُظَــم المنــاحرِ
ومـا أوقـدوا النيرانَ إلا ليفضَحوا
بهـا الليـلَ إن أخفـى مسالكَ زائرِ
وقـد علمـتْ تلـك المكـارم والعلا
وقــد ولــدتهم أنهـا غيـرُ عـاقرِ
أيــا شـرفَ الـدين المشـَرِّف عصـرِه
ومـن حـلَّ فيـه بالعطايـا البواهرِ
تنــاولْ بنيــروز الأكاســِرِ غبطـةً
تضــاحك أفـواهَ ألأمـاني الفـواغرِ
هـو اليـومُ لا فـي حُلَّة الصيف رافلٌ
ولا فــي ســرابيل الشـتاء بخـاطرِ
يكــاد لســانَا طِيبــهِ واعتـدالهِ
يُبينــان أنّ الــدهرَ ليـس بجـائرِ
ولمــا رأيـتُ المـال عنـدك هيِّنـا
جعلــتُ هــداياه ريــاضَ الـدفاترِ
فإنــك مـن حمـد الرجـال وشـكرِهم
كـثيرُ الكنـوزِ واللُّهَـى والـذخائرِ
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).