
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَجاجــةُ قلـبٍ مـا يُفيـق غُرورُهـا
وحاجـةُ نفـسٍ ليـس يُقضـَى يسـيرُها
وعيـنٌ إلـى الأطلالِ تُزجِـى سـحابَها
إذا لوعــةُ الأحشـاءِ هـبَّ زفيرُهـا
أكلَّفهــا هطلا علــى كــلِّ منــزلٍ
فلــو أنهـا أرضٌ لغـارت بُحورُهـا
ومـا تجمـع العينُ التوسُّمَ والبكا
فهــل تعرفــانِ مقلـةً أسـتعيرُها
وقفنـا صـفوفا فـي الديار كأنها
صــحائفُ ملقــاةٌ ونحــن سـطورُها
يقــول خليلــى والظّبـاء سـوانحٌ
أهـذى الـتي تهـوى فقلـت نظيرُها
لئن أشــبهتْ أجيادُهــا وعيونُهـا
لقــد خـالفت أعجازُهـا وصـدورُها
فيــا عجـبى منهـا يَصـُدّ أنيسـُها
ويـدنو علـى ذُعـرٍ إلينـا نَفورُها
ومـــا ذاك إلا أنَّ غِــزلانَ عــامرٍ
يثقــنَ بــأن الزائريـن صـُقورُها
ألـم يكفِهـا مـا قد جنتهُ شموسُها
علـى القلـب حتى ساعدتها بدورُها
نكَصـنا علـى الأعقـاب خوفَ إناثها
فمـا بالهـا تـدعو نَـزالِ ذُكورُها
وواللـه مـا أدرى غَـداة نظرنَنـا
أتلــك ســهام أم كئوسٌ تــديُرها
فـإن كـنَّ مـن نَبـلٍ فـأين حَفيفُها
وإن كـنَّ مـن خمـرٍ فـأين سـرورهُا
أيـا صـاحبىّ اسـتأذنا لـىَ خُمْرَها
فقـد أذِنـتْ لي في الوصول خدورُها
هباهـا تجـافتْ عـن خليـلٍ يروعُها
فهــل أنـا إلا كالخيـال يزورُهـا
وقـد قلتمـا لي ليس في الأرض جَنّةٌ
أمـا هـذه فـوق الركـائب حُورُهـا
فلا تحســَبا قلـبي طليقـا فإنمـا
لهـا اصـلورُ سجنٌ وهو فيه أسيرُها
يعِـزُّ علـى الهِيـم الخوامسِ وِردُها
إذا كـان مـا بين الشفاه غديرُها
أراكَ الحمـى قـل لـي بـأَيّ وسيلةٍ
وصــلتَ إلـى أن صـادفتك ثغورُهـا
ومـالي بهـا علـمٌ فهـل أنت عالم
أأفواههـا أولـى بهـا أم نحورُها
يطيـب النسـيمُ الرطبُ في كلّ منزلٍ
ومــا كــلُّ أرض يسـتطابُ هجيرُهـا
وأنَّ فـروعَ البـان مـن أرض بِيشـَةٍ
حـــبيبٌ إلــىّ ظلُّهــا وحَرورُهــا
أَلـذُّ مـن الـورد الجنـىّ عَرارُهـا
وأحلـىَ مـن الشهدِ المصفَّى بَريرُها
علـى رِسـْلكم فـي الحبّ إنّا عصابةٌ
إذا ظفِـرتْ فـي الحـبِّ عـفَّ ضميرُها
سـَواءٌ علـى المشـتاق والهجر حظُّه
أألقــت عصـاها أم أجـدَّ بُكورُهـا
لعمـرُك مـا سـحرُ الغـوانى بقادرٍ
علـى ذات نفسـي والمشـيبُ نذيُرها
ومـا الشـَعراتُ الـبيضُ إلا كـواكبٌ
مطالعُهـا رأسـى وفي القلب نُورُها
ضــياءٌ هــدانى فاهتـديتُ لماجـدٍ
ســُهولُ المعـانى طُرقُـه ووُعورُهـا
أجـابَ بـه اللـهُ الخلافـةَ إذ دعت
وزيــرا فكـان مـن أجـنَّ ضـميرُها
بــه غَـصَّ ناديهـا وأشـرقَ سـعدُها
وأُفعــمَ واديهــا وسـُدّت ثُغورُهـا
تَبـاهَى بـه يـومَ الرحيـل خيامُها
وتُزهَـى لـه يـومَ المقـام قصورُها
وقـد خفيـتْ مـن قبلـه معجزاتُهـا
فأظهرهــا حــتى أقــرّ كَفورُهــا
فمـــا رأيــه إلا ســمُوطُ لآلىــء
يرصــَّع منهــا تاجُهــا وسـريرُها
ولا عجـــبٌ أن تســتطيلَ عِمادُهــا
وهــذا الهمـامُ الأريحـىّ وزيرُهـا
فقــل للّيـالي كيـف شـئتِ تقلَّـبي
ففـي يـدِ عبـلِ السـاعدينِ أمورُها
يــدٌ عبِقــت بالمكرُمــات وضـُمِّختْ
ومـا الطيـبُ إلا مِسـكها وعبيرُهـا
إذا كـان خاتـامُ الخلافـةِ حَلْيَهـا
فــأىّ افتخــار يسـتزيد فَخورُهـا
ومـا صـيغ لـولا معصـماهُ سـِوارُها
ولا صــين لــولا مَنكِبـاه حريرُهـا
أمـانىُّ فـي صـدور الـوزارةِ بُلغِّتْ
بـه كُنهَهـا حـتى اسـتحقَّتْ نُذورُها
لـوتْ وجههـا عـن كـلّ طـالب مُتعةٍ
إلأى خــاطبٍ حِــلٍّ عليــه سـُفورُها
ومـن ذا كفخـر الدولة اتامها له
ومـا كـلُّ نجـم في السماء منيرُها
اَلانَ رأينــا فــي مجــالس عزِّهـا
مجـــالسَ تُملاَ بــالعَلاء صــدورُها
كــأنَّ علــى تلـك الأرائك ضـيغما
لــه نأَمــاتٌ لا يجــابُ زئيرُهــا
إذا مَثَــلَ ألأفــوامُ دون عَرينــهِ
تســاوَى بـه ذو طيشـها ووقورُهـا
تكـاد لِمـا قـد أُلبسـت من سكينةٍ
تـرِفُّ علـى تلـك الـرؤوس طيورُهـا
دعـوا المجـد للرّاقى إلى كل قُلَّةٍ
يُشـقُّ علـى العَـوْدِ الذلول خُدورُها
لـذى الخطَـراتِ المخـبراتِ يقينَـه
بمسـتقبَل الحـالاتِ مـاذا مصـيرُها
ألم تعلموا أن النعائمَ في الثرى
وأن البُـزاةَ فـي الشـِّعاب وُكورُها
وقــد علمـت أبنـاءُ هاشـمَ كلُّهـا
بـأي ابـن هَـمٍّ قـد أمِـرَّ مَريرُهـا
بمكتهــلِ الآراء لـو زاحمـوا بـه
جبــالَ شــَروْرَى لارحَجنَّـت صـُخورُها
مقيــم بــأطرافِ المكـارم سـائل
ركـابَ بنـى الحاجـات أين مسيرُها
جـزى اللـهُ ربُّ النـاس خيرَ جزائه
ركــائبَ تخَـدِى بالمكـارم عِيرُهـا
وأسـقَى جيادا سِرنَ بالبأس والندى
مـن السـاريات الغاديـات غزيرُها
تنــاقلن مـن عليـاءِ دارِ ربيعـةٍ
وبكــرٍ بــأنواءٍ يفيــض نميرُهـا
تخطَّــت شـُعوبا مـن ذؤابـة عـامرٍ
لهـا العـزُّ حـامٍ والنجاحُ خفيرُها
وســاعدها مــن آلِ جُوثَــةَ عصـبةٌ
إذا ثــوّب الـداعى يعـزُّ نصـيرُها
حمـاةُ السـيوف والرمـاح حِمَامُهـا
وأحشــاءُ ذؤبــانِ الفلاة قبورُهـا
قِبـابهم السـمرُ الطـوالُ عِمادُهـا
ومُقرَبَـةُ الخيـلِ العتـاقِ سـتورُها
وأفنيــةٌ مثـلُ الروابـى جِفانهـا
ومثـل الجبـال الراسـيات قدورُها
إذا طَــرقَ الأضــيافُ غنَّـت طلابُهـا
ونــاحت بشــجوٍ شـاتُها وبعيرُهـا
فمـا خَطَـت الجُـودِى حـتى تراجفـتْ
إليهــنّ آكــام العـراقِ وقُورُهـا
وكـادت لهـا بغـدادُ يـوم تطلّعـت
تســيرُ مغانيهــا وتَجمـحُ دُورُهـا
فلـــم تــك إلا هِجــرةٌ يثربيَّــةٌ
حقيـقٌ علـى رهـطِ النـبىِّ شـُكورُها
فللـه شـمسٌ مغـربُ الشـمسِ شـرقُها
وفـي حيثمـا شـاءت طُلوعا ذُرورُها
أعـدْتَ إلـى جسـم الـوزارة رُوحَـهُ
ومـا كـان يُرجَـى بعثُهـا ونُشورُها
أقـامت زمانـا عنـد غيـرك طاظِثاً
وهــذا الزمـان قُرءُهـا وطَهورُهـا
مـن الحـقّ أن يُحبَـى بها مستحقُّها
ويُنزَعَهـــا مــردودةً مســتعيرُها
إذا ملـك الحسـناء من ليس كفؤها
أشــار عليهــا بــالطلاقِ مُشـِرُها
أظـنَّ ابـنُ دارسـتَ الـوزارةَ تَلعةً
بفــارسَ قـد عُـدَّتْ عليـه بُـدورُها
وإن هضــاب المجـد ليسـت بمَزلَـقٍ
لأحنــفَ كـابى الحـافرين عُثورُهـا
ألمَّـا يكـن فـي نسـجِ تُـوَّجَ شـاغلٌ
لـه عـن تعـاطى رتبـةٍ لا يطورُهـا
أقــول وقــد واراه عنّـا حِجـابهُ
رويــدَكَ دون الفاحشــات سـُتورُها
وأعلقــه بــابن الحُصـيْن سـفاهةٌ
ألا خــابَ مولاهــا وسـاء عشـيرُها
فأعــدَى إليــه رَأيَــهُ فأبــاده
كمـا أهلـك الزَّبَّـاءَ يوما قَصيرُها
وهـل نجمـه الهـاوى سوى دَبَرانها
وهـل ريحُـه الهوجـاءُ إلا دَبورُهـا
وأطربــه تحــت الــرِّواق نُهـاقُه
وليــس يــروق الأُتْـنَ إلا حَميرُهـا
ومـا كـان طنّـى أن للـذئب وقفـةً
وقـد جـرَّ أرسـانَ الأمـور هَصـورُها
فــأرضُ رُعــاءِ البَهْــمِ إلا تُقِـرَّه
يُعقَّــرْ بنــابٍ لا يُبِــلُّ عقيرُهــا
ولا تُلقيَـنَّ البـأسَ عنـد احتقـارهِ
ألا ربمــا جــر الخطـوبَ صـغيرُها
بــودّىَ لــو لاقيـتُ مجـدَك تاليـاً
منــاقبَ أُســديها لــه وأَنيرُهـا
ولكننـى أبعـدتُ فـي الأرض مـذهبى
لإعـزاز نفـسٍ قـد جفاهـا عَـذيُرها
وهجهـجَ بـي عـن أرض بغـدادَ ذِلـةٌ
كــوخز ســنانِ السـمهرىّ حُصـورُها
لأمثالهـا تعلـو الجيـادَ سـُروجُها
ويلتقـم الحَـرْفَ العَلَنـداةَ كُورُها
فكـدت بـأن أنسـى لـذاك فصـاحتى
سـوى أنّ طبعـا في الحمَام هديرُها
تركنـا رُبَـى الزوراء ينزو خِلالَها
جَنـادبُ يعلـو فـي الهجير صَريُرها
وقلــتُ بلادُ اللــه رحــبٌ فسـيحةٌ
فهــل معجـزى أفحوصـة أسـتجيرُها
وقــد تـترك الأسـدُ البلادَ تنزُّهـاً
إذا مــا كلابُ الحـيّ لـجَّ هريرُهـا
أقـامت بمثـواك الليـالي مُنيخـةً
مكــــرَّرةً أيامُهـــا وشـــُهورُها
يــؤرَّخُ مــن ميلاد ســعدك عَصـْرُها
وتُحصـَى بأعمـار النسـور دُهورُهـا
فــدونكها للتــاج يُبتـاع دُرُّهـا
فَرزدقُهـــا غَوَّاصـــها وجَريُرهــا
وقـد زادهـا حسـنا لعينيـك أنها
علـى مسـمعَىْ داود يُتلَـى زَبورُهـا
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).