
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبَــى اللـهُ إلا أن تجـودَ وتُنعِمـا
خلائقُـــك اللائى تَفيـــضُ تكرُّمـــا
لــك المَثــلُ الأعلـى بكـلِّ فضـيلةٍ
إذا ملأ الـراوى بهـا النَّجدَ أتهما
لآلىـءُ مـن بحـر الفضـائلِ إن بـدت
لغائِصــها صــلَّى عليهــا وســلَّما
ولــو ملَكتْهــا الغانيـاتُ بحيلـةٍ
لِــزنَّ بهــا جِيـدا وحَلَّيـن مِعصـما
وكـم لـك فـي غُمّاتِهـا مـن عزيمـةٍ
تُسـابق بالنصـر الخميـسَ العَرمرَما
يُقلِّــل حــدَّاها الحســامَ مصــمِّما
ويُخجِــل عِطفاهــا الوشـيج مقوَّمـا
ومـا الجـودُ إلا ما قتلتَ به اللُّهَى
فلـم تُبـق دينـارا ولم تُبق درهما
فمــا يتعاطـاك السـحابُ إذا همـى
ولا البحـرُ يحكـىِ ضـَفَّتيك وإن طمـا
وهــل يقـدِر الأقـوامُ أن يتكلَّفـوا
مكـارمَ قـد أعيـتْ سـِماكا ومِرزَمـا
نهضـتَ بأثقـالِ المعـالي ولـو دُعِى
إلـى حملهـا العَودُ الدِّيافىُّ أرزما
فســيّان مــن يبغــى عُلاك وطــالبٌ
ليبلــغَ أســبابَ الســمواتِ سـُلَّما
ومــا المــدحُ مسـتوفٍ علاك وإنمـا
حقيــقٌ علـى المنطيـق أن يتكلَّمـا
ألــم تــرَ أنّ الأرضَ رحــبٌ فسـيحةٌ
ونحــــن نولِّيهـــا قلائصَ ســـُهَّما
أتتنـي عميـدَ الدولـة المِنَّةُ التي
نفخـتَ بهـا رُوحـا وأحييـتَ أعظمـا
كــأنّ الرسـولَ المُسـمِعِى نَغماتِهـا
رسـولٌ تلا وحْيـاً مـن اللـه مُحكمـا
فأُلِبســتُ منهــا صــِحّةً هـي جُنَّـتىِ
إذا مـا قِسـِىُّ الـدهرِ فـوَّقنَ أسهُما
ودارتْ بهــا كـأسُ الشـفاء وعُلِّقـتْ
علـىَّ رُقـىً منهـا تُـداوِى المتيّمـا
فقد كدتُ في عَجزى عن الشكرِ إن أرى
لســانىَ مجرومــا وقلــبي مُفحَمـا
ولكنّهــا ريــحُ الثنـاءِ إذا جـرت
بـذكرِك لـم أملِـكْ لسـانا ولا فمـا
وأفضـالُك الـروضُ الربيعـىُّ إن دعا
بزَهرتـــه وُرقَ الحمـــام ترنَّمــا
فلا ضـــحِك الإصـــباحُ إلا نَحلْتَـــهُ
ببهجِتــك الغــرّاءِ ثغـرا ومبِسـما
ولا دجـــتِ الظلمــاءُ إلا أعرتَهــا
شــمائَلك الغُــرَّ اللوامـعَ أنجُمـا
تطيعــك أيــام الزمــان مصــيخَةً
بأســماعِها حــتى تقــول وتَرسـُما
ســتأتيك مـن مـدحى قـوافٍ بديعـةٌ
ينـافس فيهـا الجـاهلىُّ المُخَضـرَما
وإنـــي بمنثـــورِ الكلام لعــالِمٌ
ولكـــنَّ الـــدرّ فــي أن يُنظَّمــا
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).