
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـن علَّـم القلـبَ مـا يُملـى من الغَزَلِ
نــوحُ الحمــام لــه أَمْ حَنَّــةُ الإبـلِ
لا بـل هـو الشـوقُ يـدعو فـي جوانحنا
فيســـتجيبُ جَنــانُ الحــازم البطــلِ
لكـــــلِّ داء نِطاســـــىٌ يلاطفـــــهُ
فهــل شــفاك طــبيبُ اللـوم والعـذلِ
بيْــنٌ وهجــرٌ يَضــيع الوصـلُ بينهمـا
فكيــف أرجــو خِصــام الحـبِّ بالملَـلِ
يُميـــت بثِّــىَ فــي صــدرى ويَــدفِنه
أنـى أرى النَّفـث بالشـكوى مـن الفشلِ
هـــن اللآلىـــء حازتهـــا حمــولُهمُ
وإنمــا أبــدلوا الأصــداف بالكِلــل
ولسـتُ أدرِي أبـا الأصـداغِ قـد كَحَلا ال
أجفــان أم صــبغوا الأصـداغَ بالكَحَـلِ
مـا يسـتريب النقـا أنَّ الغصـون خطـت
عليــه لكــن بــأوراقٍ مــن الحُلــلِ
مــن يشـهد الركـبَ صـرعىَ فـي محلّهِـمُ
يــدعوه رَمْســا ولا يــدعوه بالطلــل
قــد أَلِــفَ الحـىُّ مـن مسـراكِ طارقـةً
تــبيتُ أحراســُهم منهــا علــى وجـلِ
أمســـى شــجوبى وإرهــافي يُدلِّســنى
علــى الرقيــب بســُمرٍ بينهــم ذُبُـلِ
لـم يسـألوا عـن مقـامي فـي رحـالِهمُ
إلا أتيـــتُ علــى الأعــذارِ والعِلــلِ
للــه قــومٌ يُــبيحون القِــرَى كرمـا
وينهـــرون ضـــيوفَ الأعيــنِ النُّجُــلِ
لــو عِـدموا الـبيَض والخَطِّـىَّ أنجـدَهم
ضـــربٌ دِراكٌ ورشـــْقاتٌ مــن المُقــلِ
كأنمـــا بيــن جَفْنَــىَ كــلّ نــاظرةٍ
ترنــوِ كنانــةُ رامٍ مــن بنــى ثُعَـلِ
لا روضُ أوجههـــم مَرعـــىَ لواحظنـــا
ولا اللَّمَــىَ مَــوردُ التجميـش والقُبَـلِ
تحكــى الغمامــةَ إيماضــا مباسـمُهم
وليــس يحكينهــا فـي جَوْدهـا الهطِـلِ
خـافوا العيـونَ علـى مـا في براقعهم
مـن الجمـال فشـابوا الحسـنَ بالبَخَـل
يــا رائد الركــب يســتغوى لـواحظَهُ
بــرقٌ يلاعــب مــاءَ العــارض الخَضـِلِ
هــذا جَمــال الــورى تُطفـى مناصـلُه
نــارَ القِــرَى بـدماء الأينُـق البُـزُلِ
لا يســأل الوفــدَ عمّـا فـي حقـائبهم
إن لــم يوافـوا بهـا ملأى مـن الأمـلِ
ومــا رعيــن المطايــا فـي خمـائله
إلآ ســخَطن علــى الحَــوْذانِ والنَّفَــلِ
إنِ امتنعـــتَ حيـــاءً مــن مــواهبه
أولاكهـــا بضــروب المكــرِ والحيــلِ
قصــَّرتِ يــا ســحبُ عـن إدراك غـايتهِ
فمـــا بروُقـــك إلا حُمـــرةُ الخجــلِ
ومصـــلح بيـــن جـــدواه وراحتـــه
يســعى ويكَــدح فــي صـلح علـى دَخَـلِ
ســـيفٌ لهاشـــمَ مســلولٌ إذا خشــُنتْ
لــه الضـرائبُ لـم يَفـرَقْ مـن الفَلَـلِ
فــي قبضـة القـائم المنصـور قـائمُهُ
وشــَفرتاهُ مــن الأعــداء فـي القُلـلِ
بيـضُ القراطيـس كـالبِيِض الرِّقـاق لـه
وفــي اليــراع غِنّـى عـن اسـمرٍ خطِـلِ
وطالمـــا جـــدَّلَ الأقـــرانَ منطقُــه
حــتى أقــرُّوا بــأنّ القـولَ كالعمـلِ
يــــوَدُّ كــــلُّ خصـــيم أن يعمِّمـــهُ
فضــلَ الحســام ويُعفيــه مـن الجـدَلِ
مـا البـأس فـي الصَّعدة الصَّماَّء أجمعه
فـي القـول أمضـَى مـن الهنـدىِّ والأسلِ
ومســـتغرِّين بالبغيــا مزجــتَ لهــمْ
كيـدا مـن الصـَّابِ فـي لفـظٍ من العسلِ
مــا اسـتعذبت لَهَـوَاتُ السـمع مشـربَهُ
حــتى تــداعت بنـاتُ النفـسِ بالهبَـلِ
أطعـــتَ فيهـــم أنـــاةً لا يســوِّغها
حلــمٌ وقــد خُلــق الإنسـانُ مـن عجـلِ
ثــم اشــتَمَلْتَهُمُ الصــَّماَءَ فانشـعبوا
أيـدِى سـَبَا فـي بطـون السـهل والجبلِ
ليــس الرُّقَــى لجميـع الـداء شـافيةً
الَكُّــى أشــفَى لجلــدِ الأجـربِ النَّغِـلِ
قـــل للُعريـــبِ أنيــبى إنهــا دولٌ
والطعنُ في النحر دون الطعنِ في الدولِ
هيهــات ليــس بنــو العبــاس ظلُّهـمُ
عــن سـاحة الـدين والـدنيا بمنتقـلِ
حَمَــــى حقيقتَهـــم مُـــرٌّ مَـــذاقَتُهُ
موســد الــرأى بيـن الرَّيـثِ والعجـلِ
موطَّــــأُ فــــإذا لُـــزَّت حفيظتُـــه
تكاشــر المــوتُ عـن أنيـابهِ العُصـُلِ
إيهـــا عقيــل إذا غــابت كتــائبُهُ
فُزتــم وإن طلعــتْ طِرتـم مـع الحَجَـلِ
هلاَّ وقوفـــا ولـــو مقــدار بارقــةٍ
ومــا الفِــرار بمنَجــاةٍ مــن الأجـلِ
فـالهَىْ عـن الرِّيـف يـا فَقْعـاً بقَرقَرةٍ
وابغـى النـزولَ علـى اليَربوع والوَرَلِ
نســجُ الخَــدَرنَقِ مــن أغلـى ثيـابكُمُ
وخيـــرُ زادِكُـــمُ دَهُريَّـــة الجُعَـــلِ
إن يعَهـدوا العـزَّ فـي الأطنـابِ آونـةً
فــذا أوانُ حُلــول الـذلّ فـي الحُلَـلِ
ترقَّبوهـــا مـــن الجُـــودى كامنــةً
فـي نقعهـا ككمـون الشـمس فـي الطَّفلِ
إن عُطفــتْ عنكُــمُ يومــا فــإنَّ غـداً
مـــع الصــباح تــوافيكم أو الأُصــُلِ
بكــلّ مرتعــدِ العِرنيــن مــا عرَفَـتْ
حَوْبـــاؤه خُلُـــقَ الهيّابــةِ الوَكَــلِ
تــدعُو علــى سـاعديه كلَّمَـا اشـتملتْ
علــــى حنِيتَّــــه الأرواحُ بالشـــَّللِ
فــي جَحفــلٍ كالغمـام الجَـوْنِ ملتبـسٍ
بـالبرق والرّعـد مـن لَمـعٍ ومـن زَجَـلِ
يُزجِــى قَــوارحَ فــاتت بـاعَ مُلجمِهـا
كـــأَنَّ راكبَهـــا مــوفٍ علــى جبــلِ
عوَّدهـــا الكــرَّ والإقــدامَ فارســُها
فـــأنت تحســـَبُها صـــدرا بلا كَفَــلِ
أمَـــا ســـمعتم لبـــولاذٍ وأســـرتِهِ
أحدوثــةً شــَرَدت فوضــَى مــع المَثَـلِ
إذ حطَّــه الحَيْــنُ مــن صـمَّاء شـاهقةٍ
لايلحَــق المــوتُ فيهـا مهجـةَ الوَعِـلِ
فخـــرَّ للفـــمِ والكفَّيـــن منعفــراً
إنّ الســيوفَ لمــن يَعصــيك كالقُبَــلِ
تعـــافه الطيــرُ أن تقتــاتَ جثَّتَــهُ
لعلمهـــا أنــه مــن أخبــث الأُكُــلِ
الأرضُ دارُك والأيــــــامُ تُنفقهـــــا
علــــى بقــــائك والأملاكُ كـــالخَوَلِ
متِّــع لواحظّنــا حتّــى نقــولَ لهــا
لقــد رأيــتِ جميـعَ النـاس فـي رجـلِ
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).