
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا أعِـذر المـرءَ يصـبو وهو مختارُ
الحـبُّ يُجمَـعُ فيـه العـارُ والنارُ
فعــارُه سـَفَه العـذَّال إن هَجـروا
ونــارُه حُــرَقٌ إن شــطّت الــدارُ
لـولا كَهانـة عينـى مـا درت كبِدى
أن الخِمــارَ ســحابٌ فيـه أقمـارُ
يُهــوىَ بيــاضُ محيّاهــا وحُمرتُـهُ
كمــا يروقــك دِرهــامٌ ودينــارُ
إيــهٍ أحــاديث نَعْمــانٍ وسـاكنه
إنّ الحــديثَ عـن الأحبـاب أسـمارُ
يـا حبذا روضُة ألأحوىَ إذا احتجَبتْ
عنّـى الثغـورُ حكاهـا منـه نُـوّارُ
وحبَّـذا البـانُ أغصـانا كَرُمنَ فما
لهــنَّ إلا الحمَـامُ الـوُرقُ أثمـارُ
ظلِلـتَ مُغْـرىً بـذي عينيـنِ تعـذُله
وقبلَـه قـد تعـاطى العشـقَ بشـّارُ
عنـد العـذول اعتراضـات ومَعنفـةٌ
وفــي العتــاب جوابـاتٌ وأعـذارُ
لا سـنَحتْ بعـدهم عُفـرُ الظباء ولا
ترَّجحـتْ فـي الغصـون الخُضْر أطيارُ
كـأننى يـومَ سـُّلمانَيْنِ قـد علِقـتْ
بِــي مـن أُسـَامةَ أنيـابٌ وأظفـارُ
أفِّتُـش الريـحَ عنكـم كلَّمـا نفحـتْ
مــن نحـو أرضـكم نكبـاءُ مِعطـارُ
وأســأل الركـبَ أنبـاءً فيكتمُنـى
كـأنّكم فـي صـدورِ القـوم أسـرارُ
حـتى الخيـال بـدا جنبى ليوهمَنى
قُربـا ومـن دونكـم بيـدٌ وأخطـارُ
مــا تطمئنُّ بكــم دارٌ كــانّ عَلا
ءَ الـدِّين مطلبُـه فـي حيِّكـم ثـارُ
هـو الـذي لو حمىَ مَرعىً لما سَرحتْ
ســوائم الــدهر إلا حيـث يختـارُ
ولـو تُجـاوره الأغصـانُ مـا خطَـرت
ريـحُ النُّعـامىَ عليهـا وهي مغوارُ
يُحكَـى لـه فـي المعالى كلُّ مأثُرةٍ
تُصـبى القلـوبَ وتُـروَى عنه أخبارُ
عظَّمتُـمُ مَـن لـه فـي المجد مَكُرمةٌ
وأيـن ممَّـن لـه فـي المجـدِ آثارُ
أنَّـى أقـام فـذاك الشـَّعبُ منتجَـعٌ
وكــلُّ يــومٍ يُحيَّــا فيـه مختـارُ
لــولا ضــمانُ يــديه رىَّ عــالَمِهِ
لجـاءت السـُّحبُ مـن كفَّيـه تمتـارُ
يلقَـى العُفـاةَ ببشـرٍ شـاغلٍ لهـمُ
عــن الســؤال وللأنــواء أنـوارٌ
وحظُّتــه فـي العطايـا أنَّ راحتَـه
بيـن العُفـاةِ وبيـن الرِّفـدِ سُمّارُ
أخــو المطــامعِ بلقـاه بِـذلَّتها
وينثنِــى وهـو فـي عِطفْيـه نَظَّـارُ
أفنىَ الرجاء فما للخيل ما نحتوا
مــن الســروج ولا للعِيـس أكـوارُ
لا يَنهَــبُ الشـكرَ إلا مـن كتـائبِه
يـــومَ التغــاورِ أضــيافٌ وزُوّارُ
إذا القِـرَى عَقَـرت أُمَّ الحُسوارِ له
رأيتـــه وهـــو للآمــال عَقَّــارُ
للـــه مقتبـــلُ الأيــام همّتــهُ
لهـا مـن البـأس والإقبـال أنصارُ
ثِـقْ بالنجاح إذا ما اجتاب سابغةً
لهــا الثرّيــا مســاميرٌ وأزرارُ
لا يتــوارى ضــميرِّ عــن سـريرته
كأنمـــا ظنُّــه للغيــب مِســبارُ
مـن الـورى هـو لكـن فاقهم كرما
كــذلك الــدرُّ والحصـباءُ أحجـارُ
بــأىِّ رأىٍ أبــو نصــرٍ يجــاذبه
حبـلَ الخلاف وبعـضُ النقـضِ إمـرارُ
أمـا رأى أنَّ ليـثَ الغـاب مجتمـعٌ
لوثبــةٍ وفنيــقَ النِّيــبِ هَــدّارُ
ولا جُنــاحَ علــى مُــرسٍ كلا كلَــه
إذا تقـــدّم إعـــذارٌ وإنـــذارُ
بــدأتَهُ بابتســامٍ ظنَّــه خَــوَرا
فــاغتَّر والكـوكبُ الصـبحىّ غـرَّارُ
الآن إذ كشــفَتْ عـن سـاقها ورمـت
قناعَهـا الحـربُ والفُرسـان أغمارُ
غـدَا يمسـِّح أعطـافَ الـردَى نـدما
وكيــف تنهــضُ ســاقٌ مُخُّهــا رارُ
يُغشـِى السفائنَ نيرانَ الوغَى سفَها
والنـارُ أقواتُهـا الأخشابُ والقارُ
إن كــان للأجَــم العـادىِّ مـدّرعا
فـالليثُ بيـن يـراع الخيس مِذعارُ
أو كــان يغـترُّ بـالأمواه طاميـةً
فــإن بالقــاعِ مـن كَفيْـه تيّـارُ
إذا ترنَّــم حَــولىُّ البعــوضِ لـه
ترنَّمــت فـي قسـى الـترُّكِ أوتـارُ
أنجِـزْ مواعيـدَ عـزمٍ أنـتَ ضامنُها
ولا يُنهنِهْـــــكَ إِردبٌّ وقِنطــــارُ
فإنمـا المـالُ رُوحٌ أنـت مُتلفُهـا
والـذِّكرُ فـي فلـواتِ الـدهر سَياَّرُ
لا تتَّـــرِكْ نُهـــزَةً عنَّــتْ ســلَّمَةً
إلــى علاك فــإن الــدهرَ أطـوارُ
ومـا ترشـحَّ يـومُ المِهرَجـانِ لهـا
إلا وللســـعدِ إيـــراد وإصــدارُ
لمــا رآك نـوى نَـذار يقـومُ بـه
حـتى أتـاك وشـهرُ الصـوم مِضـمارُ
وقــد زففنــا هــداياه مُنمنَمـةً
كأنّهـا فـي رقـاب المجـد تِقصـارُ
ولســتُ أرخــصُ أقـوالى لسـائمها
إلا عليـــك وللأشـــعارِ أســـعارُ
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).