
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هلّـم نبـكِ النهى والعلم والشرفا
فقـد قضـى مـن بهـذا كـان متّصفا
هلّــم نبـك الـذي كـانت شـمائله
كمثـل قطـر الغـوادي رقّـةً وصـفا
هلّـم نبـك امـرأً لـم يغـلُ واصفه
بــالخير إلا رآه فـوق مـا وصـفا
عطـا الخطيـب الذي آل الخطيب به
فتّــت مصــيبتهم أكبادنـا أسـفا
نبكـي لمبكـاهم حزنـاً بحيـث نرى
بـدر التّمـام بـأعلى أفقهم خسفا
قـد فاجـأته المنايـا وهو معتدل
كالرمـح دقّ على الصفواء فانقصفا
قــامت بحســّاده الأطمـاع هائجـةً
لمّــا رأوه مجـدّاً يطلـب الترفـا
فمارضــوه بســيل مــن مكايـدهم
قـد سـال فاكتسـح الآمال واجترفا
وعرقلـــوا بــدعاويهم مســاعيه
ومـدّدوا مـن دواهيهـم لـه كففـا
فظــلّ يرسـف فـي مسـعاه مرتطمـاً
فيمـا يكيـدون حـتى خالط التلفا
كـانوا يمـدّون سيل الكيد مندفقاً
وكـان يبنـي لـه مـن سـعيه رصفا
حـتى قضـى راسـباً في مكرهم غرقاً
إذ عطّـل الموت منه الكفّ والكتفا
وبعــدما قتلــوه هكــذا علمـوا
بـأنهم قد أصابوا المجد والشرفا
والمـرء تظهـر بعـد الموت قيمته
كمغـرق اليـمّ بعـد الانتفـاخ طفا
لــو عجّـل اللـه للحسـّاد لعنتـه
لكـان أسـقط منهـا فـوقهم كسـفا
لكــن يؤخرهــا عنهـم إلـى أجـل
يخـزي بـه كلّ من قد جار واعتسفا
هم جاوزوا العدل والأنصاف في رجلٍ
مـا كـان قـطّ عـن الأنصاف منحرفا
فــتىّ رزئنـاه بالأخطـار مضـطلعاً
بالمجـد مشـتملاً بالفضـل ملتحفـا
لمـا رمـى عـن قسّي الرأي مجتهداً
لـم يتخـذ غيـر أسباب العلا هدفا
مـا شـبّ إلاّ علـى التقوى وكان له
قلـب سـليم بحـبّ الخيـر قد شغفا
مهـذّب الطبـع عـفّ النفـس ذو خلق
قـد شـابه الورد مشموماً ومقتطفا
إذا تصــّورت فــي يــوم خلائقــه
فقــد تصـوّرت منهـا روضـة أنفـا
وإن نظـــرت بإمعـــان مســاعيه
فقـد نظـرت بعينـي رأسـك الشرفا
بينـاه يـدرك مـن دنيـاه زهرتها
إذ جاءه الموت يمشي نحوه الخطفى
أعظـم بـه طـود مجـد طـال طائله
فكيـف فـي سـاعة بالموت فد نسفا
قـد شـرّفت بقعـة الجيلـيّ حفرتـه
كمــا ضــريح علـي شـرّف النجفـا
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.