
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـدا وجـه العروبـة فـي حلـوك
غـداة قضـى الحسين أبو الملوك
قضـــى متنـــازلاً بعــد اعتلاء
كــذاك الشــمس تجنـح للـدّلوك
قضـى فـي المجـد ليس بذي نظير
وفـي العزمـات ليـس بـذي شريك
مليــك واصــل الأقــدام حــتى
أتــاه بهلكــه يــوم الهلـوك
لقـد سـلك الطريق إلى المعالي
إلــى أن مـات محمـود السـلوك
وجــدّد للعروبــة غــرس مجــد
قــديم كــان كالعـذق التريـك
وأحـدث نهضـةً فـي العـرب هـزّت
جنــوب الأرض كالريــح السـهوك
وأثبــت بالسـيوف لهـم حقوقـاً
مؤيّــــدةً بكــــل دم ســـيفك
ولكــن غشــّه الحلفــاء حتّــى
أتـوه مـن الثعـالب فـي مسـوك
وخـانوا لـم يفـوا بعد انتصار
بمـا كتبـوه فـي بطـن الصـكوك
خطبنـــا ودّهـــم فتقبّلونـــا
بعاطفـــة كعاطفـــة الفــروك
وكـم وعـدوا بنـي قحطـان وعداً
بـه انقلـب اليقيـن إلـى شكوك
لقـد سـتروا شـينع الغدر منهم
بثــوب مــن سياســتهم محــوك
فساســتهم إذا وقعــوا بضــنك
أرَونــا الـودّ فـي وجـه ضـحوك
وأبـدوا فـي الرخاء لنا عبوساً
وهــذا عــدّ مـن شـيم الهَلـوك
ونحــن العـربَ نـأبى غيـر عـزٍ
وتطمـح فـي الحياة إلى السموك
ويـوم الـرَوع ننتظـم المنايـا
ولـم تكـن السـيوف سـوى سـلوك
ونمضع في اليهاج الموت دون ال
علا مضـــغ الأوانـــس للعلــوك
ومــا عـاب الفـتى جسـمٌ هزيـل
إذا مــا كــان ذا شـرفٍ وديـك
ومـا الشـرف الحميـد سوى فَعال
حميــدٍ مــن معادننــا ســبيك
قريــنّ القبلـتين عليـك نبكـي
ومــا بالـدمع مـن طـرف مسـيك
فقــدنا منـك خيـر زعيـم قـوم
وخيــر نضــيج تجربــة حنيــك
لقـد نـاح العـراق عليـك حزناً
وضــجّ مـن الخليـج إلـى دهـوك
ونــاح المسـجد الأقصـى جميعـاً
إلــى أرض الشــآم إلـى تبـوك
لقــد نُزَهــت مــن غمـز ولمـز
كمــا نزّهــت مــن شـعر ركيـك
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.