
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نعى البرق من باريس ساسون فاغتدت
ببغــداد أم المجـد تبكـي وتنـدب
ولا غــروَ أن تبكيـه إذ فقـدت بـه
نواطــق أعمـال عـن المجـد تعـرب
لقـد كـان ميمـون النقيبـة كلمـا
تـذوّقته فـي النفـس يحلـو ويعـذب
تشــير إليــه المكرمــات بكفّهـا
إذا ســئلت أي الرجــال المهــذّب
ألا لا تقـل قـد مـات ساسون بل فقل
تغــوّر مــن أفـق المكـارم كـوكب
فلا عجـب أن راح فـي الغـرب ثاوياً
فـإن النجوم الزهر في الغرب تغرب
فقـدنا بـه شـيخ البرلمـان ينجلي
بـه ليلـة الـداجي إذا قـام يخطب
وكــان إذا مـا قـال أوجـز قـوله
ولكنّــه فــي فعلـه الخيـر مسـهب
وكـانت لـه فـي الـترك قبلاً مكانة
بهـا كـل ذي فضـل مـن الترك معجب
وزيــن النهــى لا يســتخفّ حصـاته
مـع الغيد ملهى أو مع الصيد ملعب
تضـجّ الملاهـي وهـو كـالطود شـامخ
فلــم تلقـه إلا مـن المجـد يطـرب
ومـا سـرّه مـن دولـة العجـم رتبة
ولا غــره مـن دولـة العُـرب منصـب
لقـد كـان فـي الأوطان يرأب صدعها
فيسـعى إلـى الإصـلاح فيهـا ويـدأب
فأصــغى لشـكواها وزيـراً ونائبـاً
وعالجهــا منــه الطـبيب المجـرّب
وأبعــد مرمــى حبّهـا فـي شـبابه
وجاهــد فــي إســعادها وهوأشـيب
لئن كنـت يـا ساسـون غيبـك الردى
لــذكراك فــي العليـاء لا تتغيـب
رزئنــاك مِفضــالاً ففقــدك محــزن
ومســـعاك محمــود وذكــرك طيّــب
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.