
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســـأبدي لــدهري نــاج المتضــحّك
ولـو كـانَ يجـري بالـذي هـوُ مهلكي
فمـا أنـا راجٍ بعـد ذا اليوم خَيره
ولا خـــائف مـــن شــرّه المتحَــرِّك
إذا الدهر لم يُعتِب من الناس جازعاً
فأضــيَع مــا فيــه شــكاية مُشـتك
علــي أن ضـحكي منـه لا عـن سـفاهة
ولكــن كضــحك العَــفّ مــن مُتهتِّـك
ولـو سـَبَر النـاس الحـوادث بالنهي
لمـا حصـلوا منهـا علـى غيـر مضحك
ومــا حادثــات الــدهر إلا خـوابط
كعَشــواء تمشــيِ مشــية المُتَرهـوِك
وتَنهــض للأرقــال فــي غيـر مَنهـضٍ
وتَــبرُك أحيانــاً علـى غيـر مَـبرَك
ومــا حكــم هـذا الـدهر إلاّ تحكُّـمٌ
كحكـم فُصـوص النـرد فـي نقـل مُهرَك
كأنــا مــن الـدنيا بـبيت تقـامر
حَـوى مـن سـهام القَمـر كـلّ مُـدَمْلَك
فمـن قـامر قـد فـاز باليُسـرِ قدحه
وآخَـــر مقمــور بقِــدح التصــعلُك
ومـا الحِـرف اللاتـي نُجيد احترافها
ســـوى شـــَبَك منصـــوبة للتملّــك
وأن طـــبيب القــوم ناصــب كفّــة
ليصــطاد فيهـا بالـدواء الممصـطك
ومــن مضـحكات الـدهر حامـل سـُبحة
تُقبَّـــــل جهلاً كفّــــه للتــــبرُّك
ويـــا ربّ تركـــيّ تعــرّب وادَعــي
علـــى عربـــيّ هجنـــة المُتــترّك
وتحــديث غِــرّ مُطريــاً عـدل دولـة
برايتهــا رســم الصــليب المشـبّك
ومـا النـاس إلا خـادع أدرك المُنـى
وآخَــر مخــدوع لهــا غيــر مـدرِك
فلا تُبــدِ مـنِ زيـر النسـاء تعجُبـاً
ولا تغـــترر بالزاهـــد المتنســِّك
فمــــا دارت الأفلاك إلا وقُطبهــــا
بحكـم الهـوى حُـبّ الكَعـاب المفلّـك
وأن أبصــرت عينــاك يومـاً حقيقـة
تخــالف مــا قــد قلتُــه فتشــكَّك
فإنّـــك لـــم يُنبِئك مثــل مجّــرِب
خــبير ولــم ينصــحك مثــل مُحنَّـك
فهـذا لعمـر اللـهّ رأيـي فخُـذ بـه
فقــد فُـزت منـه بالجُـذيل المُحكَّـك
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.