
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أ تـونس أن فـي بغـداد قومـاً
تَــرِفّ قلــوبهم لـكِ بـالوِداد
ويجمعهـــم وأيــاك انتســاب
إلــى مَـنُ خـصّ منطقهـم بضـاد
وديــنٍ أوضــحت للنــاس قبلاً
نواصــع آيِــهِ ســبل الرشـاد
فنحـن علـى الحقيقة أهل قُربى
وأن قضــت السياسـة بالبِعـاد
ومـا ضـَرَّ البغـاد إذا تـدانت
أواصــر مــن لسـان وأعتقـاد
وأن المســلمين علـى التَـآخي
وأن أَغـرىَ الأجـانب بالتعـادي
أ تـونس أن مجـدك ذو انتمـاء
إلــى عُليــا نِـزار أو إيـاد
لنــا بثعالبِيّــك خيــر مُلـقٍ
علــى أشــتاتنا حبـل اتّحـاد
وأكــبر حامــل بيـد اعـتزام
لحُـــب بلاده عَلَــم التَفــادي
وأسـمَى مـن سـما أدبـاً وعلماً
وأفصــح مـن تكلّـم عـن سـَداد
دع القــول المريـب وقـائليه
وسـل عنـه المنـابر والنوادي
تَجِــدْهُ خطيبهـا فـي كـلّ خطـبٍ
ومِــدْرَهَها لــدى كـل احتشـاد
فــتى صــَرُحت عزائمــه وجَلَّـت
عـن الرَوَغـان فـي طلب المُراد
تَغَـرَّب ضـارباً فـي الأرضَ يبغـي
مَـدىً مـن دونـه خـرط القتـاد
فأوغـل فـي المفاوُز والمَوامي
وطَـوّف فـي الحواضـر والبوادي
وكــان طــوافه شـرقاً وغربـاً
لغيــر تكســُّب وسـوى ارتِفـاد
ولكــن ســاح لأســتِنهاض قـوم
حكَـوْا بجمـودهم صـفة الجمـاد
يغـار علـى العُروبة أن يراها
مهــدّدة المصــالح بالفســاد
فــأنّى ســار كـان لـه هـدير
يهُـــزّ دوِيّـــه أقصــى البلاد
وكـم قـد قـام فـي نادٍ خطيباً
بمُحكمــة المقاصـد والمبـادي
تُنيــر بكهربــائيّ المعــاني
أمــوراً كـنّ كـالظُلَم الـدَآدي
تحُـلّ مـن القلـوب إذا وَعَتْهـا
محـلّ الحـب مـن شـَغَف الفـؤاد
إلــى أن جـاء حاضـِرة نماهـا
أبـو الأمنـاء ذو الشرف التِلاد
فكــان نُزولــه فـي سـاكنيها
نزول الماء في المُهَج الصوادي
فيـا عبـد العزيـز أقِم عزيزاً
بحيــث الأرض طيّبــة المــراد
يحيّيـــك العــراق برافــدَيه
تحيـة مخلـص لـك فـي الـوِداد
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.