
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَيَقّـــظ فمـــا أنـــت بالخالـــد
ولا حــــادث الــــدهر بالراقـــد
فخلّــــد بســـعيك مجـــداً يَـــدو
م دوام النجــــــوم بلا جاحـــــد
وأبـــقِ لـــك الــذكر بالصــالحا
ت وخـــلّ النُــزوع إلــى الفاســد
ورِدْ مــا يُناديــك عنــه الصــُدُور
ألا دَرّ درّك مـــــــــــــــن وارد
وســـِر بيـــن قومــك فــي ســِيرة
تُميـــت الحُقـــود مـــن الحاقــد
فـــإن فــتى الــدهر مــن يَــدّعي
فتــــأتي أعــــاديه بالشــــاهد
ولاتـــك مُرمـــىً بـــداء الســـكو
ن فتُصــــبحَ كــــالحجر الجامـــد
وكــــن رجلاً فــــي العلا حُــــوَّلاً
تفَنَّــــنُ فـــي ســـيره الراشـــد
إذا أطّــــردت حركــــات الحيـــا
ة ومــــرّت علـــى نَســـَق واحـــد
ولـــــم تتنـــــوَّع أفانينهــــا
ودامــــت بـــوجهٍ لهـــا بـــارد
ولــــم تتجــــدّد لهـــا شـــَمْلة
مــن الســعي فــي الشـرف الخالـد
فمـــا هـــي إلاّ حيـــاة الســـَوا
م تجــول مــن العيــش فــي نافـد
ومــا يُرتَجَــى مــن حيــاة امرىـءٍ
كمــــاءٍ علــــى ســـَبْخة راكـــد
وليـــس لــه فــي غُضــون الحيــا
ة ســوى النفَــس النــازل الصـاعد
يغُـــضّ علـــى الجهـــل أجفـــانه
ويرضـــَى مـــن العيــش بالكاســد
فـــذاك هــو المَيْــت فــي قــومه
وأن كــان فــي المجلــس الحاشــد
ومـــا المـــرء إلاّ فــتىً يَغْتــدي
إلـــى العلــم فــي شــَرَك صــائد
ســــعى للمعــــارف فأختازهــــا
وصــــاد الأنيــــس مـــع الآبـــد
وطـــــالع أوجـــــه أقمارهــــا
بعَيــــن بصــــير لهـــا ناقـــد
فأبـــدى الحقـــائق مـــن طيّهــا
وألقـــى القيــود علــى الشــارد
إذا هـــو أصـــبح نــادى البــدا
رَ وشـــَمَّر للســـعي عـــن ســـاعد
فكــــان المُجَلِّـــيَ فـــي شـــَأوِهِ
بعــــزم يشـــُقّ علـــى الحاســـد
وأن بـــات بـــات علـــى يقظـــةٍ
بطَـــــرف لنجــــم العلا راصــــد
وأحــــدث مجـــداً طريفـــاً لـــه
وأضـــرب عـــن مجـــده التالـــد
ومـــا الحُمـــق إلاّ هـــو الأتّكــا
ل علـــى شــرف جــاء مــن والــد
فـــذاك هــو الحــيّ حــيّ الفَخــا
رِ وأن لَحَــــدَتْه يــــد اللاحــــد
مـاذا علـى الناس لو أصغت مسامعهم
للشــعر أنشـده فـي النصـح للنـاس
تـاللّه لـو خُلقُوا كالصخر لا نصدعُوا
بمـا أقـول انصـداع الصـخر بالفاس
لكنّهــم أخـذت فـي الخلـق طينتهـم
مــن طينــة ذات أقــذار وأدنــاس
لــو أرسـل اللّـه جـبريلاً لسـاحتهم
لمــا أتــى غيــر مصــحوب بكنّـاس
ولــو أراد دخــولاً فــي جــوانحهم
لكــي يقيـس الخنـى فيهـا بمقيـاس
لشــمّر الثـوب عـن سـاقَيْه منكمشـاً
وســـدّ منخـــره قطعـــاً لأنفـــاس
وراح يــدخل فــي مســتنقع حَمِىٍــء
وينهــوي فــي مســاويهم بــديماس
وعـاد يضـحك مـن إبليـس كيـف غـدا
مســتهتراً عَبَثــاً فيهــم بوَســواس
أذ هم على الشرّ في الأخلاق قد جبلُوا
فلا احتيــــاج لهمّــــاز وخنّـــاس
وصــار يعــذر إبليســاً علـى أنَـفٍ
مــن ســجدة لأبيهــم ذلـك الناسـي
لـذاك لـم يُجـد نفعـاً ما نصحت لهم
ولـــو ملأت بنصـــحي ألــف كُــرّاس
وكيــف ينفـع نفـح الطيـب منتشـراً
مـن بـات مُنجـدِ لاً فـي جَـوف كِريـاس
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.