
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ظلمــوك أيّتهـا الفتـاة بجهلهـم
إذ أكرهـوك علـى الـزواج بأشْيَبا
طمِعـوا بـوفر المال منه فأخجلوا
بفضــول هاتيـك المطـامع أشـعبا
أفكـوكب نَحْـس يُقـارن فـي الـورى
مـن سـعد أخبيـة الغـواني كوكبا
فــإذا رفَضـْتِ فمـا عليـك برفضـه
عــارٌ وأن هــاج الـوليّ وأغضـبا
أن الكريمــة فـي الـزواج لحُـرّةٌ
والحــرّ يـأبى أن يعيـش مذبـذبا
قلـب الفتـاة أجـلّ مـن أن يُشترَى
بالمــال لكــن بالمحبّـة ُيجتَبَـي
أتُبــاع أفئدة النســاء كأنهــا
بعـض المتـاع وهـنّ في عهد الصبا
هــذا لعمــر اللّـه يـأبى مثلـه
مَــن عـاش ذا شـرفٍ وكـان مُهَـذَّبا
بيــت الـزواج إذا بَنَـوْه مجـدّداً
بالمــال لا بــالحبّ عـاد ُمخرَّبـا
يـا مَـن يساوِم في المُهُور ُمغالياً
ويميـل في أمر الزواج إلى الحبا
أقصـِر فكـم مـن حـرّة مـذ اُنزلـت
فـي منـزل الرجـل الغني بها نبا
أن الــزواج محبّــةٌ فــإذا جـرى
بسـوى المحبّـة كـان شـيئاً متعبا
لا مهـــر للحســـناء إلا حبُّهـــا
فبحبّهــا كــان القــران ُمحَبَّبـا
خيــر النســاء أقلّهـا لخطيبهـا
مهــراً وأكثرهــا إليــه تحبُّبـا
وإذا الـزواج جـرى بغيـر تعـارف
وتحـــابب فــالخير أن نترهّبــا
هــو عنـدنا َرمـيُ الشـِباك بلُجَّـةٍ
أتُصــيب أخبَـثَ أم تصـادف أطيبـا
أو مثــل محتطــب بليــل دامــس
أيَــدوس أفعــى أم يلامـس عقربـا
ولقومنـا فـي الشـرق حـال كلمـا
زدت أفتكــاراً فيــه زدت تعجُّبـا
تركـوا النسـاء بحالـة يرثى لها
وقضــَوْا عليهـا بالحجـاب تعصـُّبا
قل للاُلى ضربوا الحجاب على النسا
أفتعلمـون بمـا جـرى تحـت العبا
شــرف المليحـة أن تكـون أديبـةً
وحجابهـا فـي النـاس أن تتهـذّبا
والـوجه أن كـان الحيـاء نقـابه
أغنــى فتــاة الحـيّ أن تتنَقّبـا
واللـؤم أجمـع أن تكـون نسـاؤنا
مثـل النعـاج وأن نكـون الأذْؤبـا
هــل يعلــم الشــرقيّ أن حيـاته
تعلــو إذا ربّـى البنـات وهـذّبا
وقضــى لهــا بــالحق دون تحكُّـم
فيهــا وعلّمهــا العلـوم وأدّبـا
فالشـــرق ليــس بنــاهض إلا إذا
أدنـى النسـاء مـن الرجال وقَرّبا
فــإذا أدّعَيــت تقــدماً لرجـاله
جـاء التـأخُّر فـي النسـاء مُكَذِّبا
مـن أيـن يَنهـض قائمـاً مَـن نصفه
يشــكو الســقام بفالِـج ُمتَوَصـِّبا
كيــف البقـاء لـه بغيـر تناسـبٍ
والــدهر خصـّص بالبقـاء الأنسـبا
والشــعر ليــس بنــافع أنشـاده
حـتى يكـون عـن الحقيقـة معربـا
تلــك الحقيقــة للرجـال أزفّهـا
ولهـا اُقيـم مـن القـوافي مَوْكبا
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.