
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـم أر بين الناس ذا مَظْلِمه
أحــقّ بالرحمـة مـن مسـلمه
منقوصــة حــتى بميراثهــا
محجوبـة حـتى عـن المَكْرُمـه
قـد جعلوا الجهل صواناً لها
من كل ما يدعو إلى المَأثمه
والعلـم أعلـى رتبـةً عندهم
مــن أن تلقّـاه وأن تعلمـه
مـا تصـنع المـرأة محبوسـة
فـي بيتهـا أن أصبحت معدِمه
ضـاقت بها العيشة إذ دونها
سـُدّت جميـع الطُـرُق المُعلَمَه
كـم فـي ُبيوت القوم من حرّة
تبكـي مـن البؤس بعينَيْ أمه
قـد لَـوَّحت نار الطَوى وجهها
وأعمــل الفقـر بـه ميسـمه
عــاب عليهــا قومهـا ِضـلّةً
أن تكسـِب القُـوت وأن تَطْعَمَه
مـن أيّ وجـه تبتغـي رزقهـا
وطرقهــا بالجهـل مسـتَبْهِمه
وكيـف والقـوم رأوا سـعيها
فـي طلـب الـرزق من المَلأْمه
وكــم فتــاة فقـدت بعلهـا
مـن بعـد ما قد َولَدتْ تَوْءمه
فـأنقطعت في العيش أسبابها
وأصــبحت للبُــؤس مستسـلمه
تَبِيـت لـم تحمَد لفرط الجوى
لا قمــر الليــل ولا أنجمـه
مـن حيـث لا تملـك من دهرها
مـا جَـلَّ أو َدقَّ ولـو سِمْسـِمه
جَــفَّ علــى مُرضـَعها ثَـديُها
فأضــطرّها ذلــك أن تَفطِمـه
فعــاش عيـش الأم لـم يُـوفِه
ملبَســَه الــدهرُ ولا مطعمـه
فشـبّ منهـوك القُـوى مثلهـا
يشـكو من الدهر الذي أيتمه
فهـــذه حالـــة ِنســواننا
وهــي لعمـري حالـة ُمـؤلمه
مـا هكـذا يـا قوم ما هكذا
يأمرنـا الأسـلام في المسلمه
فهـل بكـم مـن راحـم للنسا
فهـنّ أولـى الناس بالمرحمه
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.