
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـاض الـدجى وظلام الليـل مختلط
صـوت به الوجد مثل السيف مُختَرَط
يبـثّ فـي الليل حزناً لو أحسّ به
لبـان فـي لِمَّـتيهِ الشيب والشمط
أبـديه منقبضـاً منـه علـى شـَجَن
فيملأ الليــل أرنانــاً وينبسـط
أرسـلت منـه أنينـاً فـات أولـه
ســمعي وآخــره بـالقلب مرتبـط
والليـل أرسـل وحفـاً من غدائره
كــأنه بثريّــا الأفــق يمشــتط
والنجم في القبة الزرقاء تحسبه
فـرائداً وهـي مـن فيـروزج سـفط
كم قلت والليل جَثْل الشعر فاحمه
شـعراً بـه كاد فرع الليل ينمعط
ينجـاب ليل العمى عن قلب سامعه
كـالفجر إن لاح فالظلمـاء تنكَشط
لهفـي علـى حِكَـم ما زلت أنثرها
درّاً ثمينـاً وما في القوم ملتقط
ضـاع الدواء الذي قد كنت أوجِره
مَـن ليـس يشرب أو من ليس يستعط
تقـول لي أن غبطت القوم تجربتي
لا تغبطـنّ فمـا فـي القوم مُغتَبَط
قـل للألـى نطقـوا بالضاد مُدَّغَماً
لـم يُدغم الضاد آباء لكم فرطوا
أيَحسـُن اللحـن إذ آباؤكم فصحُوا
أم يحسن العجز إذ آباءكم نشِطوا
فيكــم غُلُــوّ وتقصـير وبينهمـا
ضــاع المـراد أنتـم أمـة وَسـَط
إنـي ابتُليـت بقـوم يبعرَون على
أعقــابهم وإذا عنّفتهـم ثَلَطـوا
شـَطّوا بـأقوالهم حتى لقد غضِبوا
إذ قلـتُ يا قوم في أقوالكم شَطَط
فبـدّلوا القـول إن صحّت عزائمكم
فعلاً وإلا فـــإني يـــائس قَنِــط
قد حِرت في الأمر أني حين أسخطهم
يرضـَون عنـي وإن أرضيتهم سخطوا
فـاز الـذي كان في أحواله وسطاً
فـالمُرّ يُعقَـى وإن الحُلـو يُستَرَط
قـل للأعـاريب قـد هانت مكارمكم
حـتى ادَعاهـا أُنـاس كلّهـم نَبَـط
بـرئت للعـرب العربـاء مـن فئة
يُنَمــوْن للعــرب إلا أنهـم سـَقَط
أين المكارم إن هم أصبحوا عرباً
فإنهـا فـي طبـاع العـرب تُشتَرَط
إن يغمِطــوني لأنـي جئت أنهضـهم
فــأيّ مسـتنهض ذي نجـدة غَمَطـوا
هم كالضفادع فاسمعهم إذا رَطَنوا
فمـا هنالـك إلا اللغـوُ واللَغَـط
يسـتنثِرون صـغَاراً مـن معاطسـهم
ولا يُبـالون أن قالوا وأن ضَرَطوا
العـار يرحـل معهم أينما رحلوا
والخِـزي يهبِط معهم أينما هبطوا
مـن كـل أشـوهَ لاحـت مـن مغَامِزه
فـي وجـه كـل حيـاة حـوله نُقَـط
قــد رَثَّ عِرضـاً وإن جَـدّت مـآزره
مـن كـل مُخزيـة فـي وجهـه شـَرَط
تـراه يشـخر عنـد الأكـل من جَشَع
كأنمــا هـو عنـد الأكـل يمتخـط
الخلـق كـالخطّ لا تقـرأ لئامهـمُ
واشــطبعليهم بنعـل إنهـم غَلَـط
إن رمـت تشـبع من مجد فكُلْ همماً
كأكلـك السـَمنَ ملبوكـاً به الأقِط
نفسـي تَجيـش لأمـر لـو صـدعت به
لزُلزلـت دونـه البُلـدان والخِطط
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.