
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خطـاب يهـودا قد دعانا إلى الفكر
وذكَّرنَـا مـا نحـن منـه علـى ذُكـر
ومجَّـد مـا للعُـرب في الغرب من يدٍ
وما لبني العباس في الشرق من فخر
لـدى محفِـل في القدس بالقوم حافلٍ
تبَّـوأه هريـر صـموئيل فـي الصـدر
دعـاهم رئيس القدس ذو الفضل راغب
إليـه فلَبَّـوْا دعـوة مـن فـتىً حـرّ
فأمسـَوْا وفي ليل المحاق اجتماعهم
يحفّـون مـن هريـر صـموئيل بالبدر
فياليلــة كـادت وقـد جَـلَّ قـدرها
تكــون علـى علاّتهـا ليلـة القـدر
ولمــا تنـاهى مـن يهـودا خطـابه
وقـد سـرّنا مـن حيث ندري ولا ندري
تصــّدى لـه هريـر صـموئيل ناطقـاً
بسـحر مقـال جـلّ عـن وصـمة السحر
فصـدّق مـا للعـرب مـن تالد العلا
ومـا لهم في العلم من خالد الذكر
وزاد بـأن أومـا إلـى مـا لصنعهم
علـى صـخرة الـبيت المقدس من أثر
وقـال وقـد أصـغى لـه القوم إننا
سـنَرْأب مـا أثـأتْه منكم يد الدهر
ونُنْهضـكم فـي منهـج العلـم نهضـةً
مقَوّمـةً مَـا اعْـوَجّ فيكـم مـن الأمر
فكـانت لهـذا القول في القوم هِزّةٌ
ســروريّة مـن دونهـا هـزّة السـكر
حنانَيْـك يـا هربـر صموئيل كم لنا
علـى الـدهر مـن حق مضاع ومن وِتْر
لنـــا قلَـــب الخَـــؤون مِجَنّـــه
وكــرّ علينـا لابسـاً جلـدة النمـر
وأغـرى بنـا الأحـداث مُبْتكِـراً لها
فلــم يأتنــا إلا بحادثــة بِكــر
وقــد أفنَــت الأيـام كـل عَتادنـا
سـوى مـا ورثنـا من إباءٍ ومن صبر
فلسـنا وإن عضـّت بنا اليوم نابُها
نقــرّ علــى ذلّ وننقـاد عـن ذُعـر
فَمـن سامَنا قسراً على الضيم يلقَنا
مصـاعيب لا تُعطـي المقـادة بالقسر
لنــا أنفــس تحيـا بـثروة عزّهـا
وإن نشـأت بيـن الخَصاصـة والفقـر
إذا نحـن عاهـدنا وفَيْنـا ولم نكن
إذا مـا ائتُمنّا جانحين إلى الخَتْر
فـإن شـئت يا هربر صموئيل فاختبر
خلائق منــا لا تميــل إلـى الغَـدْر
وعَــدَت فأمسـى القـوم بيـن مشـّكِك
ومنتظــر الإنجــاز منشـرح الصـدر
فكـذّب وأنـت الحـرّ مَـن سـاء ظنّـه
فقـد قيـل إن الوعد دّين على الحرّ
ولسـنا كمـا قـال الألـى يُتهِموننا
نُعـادي بني اسرال في السرّ والجهر
وكيــف وهــم أعمامنــا وإليهــم
يمــت بإسـماعيل قِـدماً بنـو فهـر
وإنـي أرى العُربـيَّ للعـرب ينتمـي
قريبـاً من العِبريّ يُنمى إلى العِبر
همـا مـن ذوي القُربى وفي لغتَيْهما
دليـل علـى صدق القرابة في النَجْر
ولكننـــا نخشـــى الجلاء ونتّقــي
سياسـة حُكـم يأخـذ القـوم بالقهر
وهــل تثبـت الأيـام أركـان دولـة
إذا لـم تكـن بالعدل مشدودة الأزر
وهـا أنـا قبـل القوم جئتك معلناً
لـك الشـكر حـتى أملأ الأرض بالشكر
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.